المقالات

المالكي على خطى الاخوان.. هل يحرق العراق؟؟


الشيخ حسن الراشد

لم يعد خافيا على اي عاقل ان المشهد السياسي العراقي اليوم يتجه نحو المجهول وان الكارثة التي حلت وتحل بالبلاد سببها سياسات الخاطئة والكيدية والفئوية للمالكي وحزبه الفاسد الذي اثبت انه لن يقل فسادا وتخلفا واستبدادا عن حزب الاخوان مرسي ..

لم يكن اعتباطا ان يتحول اغلب الذين كانوا يقفون في وجه الداعين الى اسقاط الحكومة العراقية برئاسة المالكي الى المتحمسين اليوم لاسقاطها ومغادرة المالكي وحزبه المشهد السياسي بشكل كامل .. كنا من اوائل الذين دافعنا بشدة عن حكومة المالكي وكنا وبقوة نكتب وننشر عن مؤامرة الارهابيين وانظمة دول الجوار الطائفية لاسقاط العملية السياسية عبر ازاحة المالكي واسقاط رئاسته للحكومة انطلاقا من ايماننا بان تماسك الحكومة العراقية وثبات الاوضاع الامنية واستمرار المشهد السياسي بنمطه الهادئ يتوقف على بقاء المالكي على سدة رئاسة الوزراء وحتى ان سماحة السيد عمار الحكيم كان في وقته حريصا جدا على استمرار الحكومة في عملها ورفض اي محاولة لاسقاطها رغم شدة الضغوط ورغم سياسة الاقصاء التي اتخذها المالكي وحزبه ضد حلفاءه والداعمين له في تقلد منصب رئاسة الوزراء الا ان جميع الكتل الشيعية او اغلبها كانت ترفض المساس برئاسته وابقاءه حتى الانتخابات القادمة ..الا ان التطورات المخيفة في المشهد الامني العراقي وانكشاف عمق الفساد الذي ينخر في اداء المالكي وادارته الفاسدة للبلاد ومحاولاته المستميتة في استغلال التناقضات وسط الكتل الشيعية لتثبيت شخصه وحزبه والاستمرارفي رئاسة القوة التنفيذية مثل ذلك الاداء خلقت قناعة لدي الكثيرين ومنهم المقربين لديه وفي ائتلافه هذا عدى قناعة المرجعية الدينية الرشيدة في النجف ان استمرار المالكي في السلطة سوف يقضي على ما تبقى من الحياة في العراق وان بقاءه ليس يغرق العراق وشيعته في بحور من الدماء بل سوف ينهي المستقبل السياسي للشيعة في العراق والمنطقة ويوفر الفرصة الذهبية للارهابيين والبعثيين والطائفيين للاستفراد بالمشهد العراقي في كل جوانبه خاصة جوانبه الامنية والسياسية والعسكرية .وجاءت عملية الهجوم على سجني التاجي وابوغريب لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير وازاحت الستار عن عمق الفساد في المؤسسة الامنية والعسكرية وغياب اي رادع وطني واخلاقي وديني في التعاطي مع هموم الشارع والناس واثبتت ان المالكي هو المسؤول الاول عن كل تلك الانهيارات والاختراقات والتصدعات التي اصابت العراق في كل مؤسساته الامنية والاقتصادية والبنى التحتية .التقارير كلها تشير ان المناصب الامنية والعسكرية تشترى بالملايين ومئات الملايين من الدولارات حتى وصل الامر في ان يتشمت بالعراق كل اوباش الارض ويكتب الاعلام الخارجي عن فضائح حكومة المالكي من حيث الفساد الاداري وتحدث بتهكم عن تسعيرة المناصب الامنية والعسكرية وتسعيرة رؤوس الارهاب المطلوب اخراجهم من السجون او تهريبهم ، هذه الفضائح دفعت حتى بحلفاء المالكي الاقليمين والدوليين للقول بان استمرار هذا الرجل في الحكم هو كارثة للعراق ويضعه في خانة افشل درلة في العالم رغم موارده المالية العملاقة .

هذه الحقائق هي ليست فقط من بنات افكارنا ولا من قناعاتنا وقرائتنا للمشهد السياسي على ضوء الاداء الفاشل لحكومة المالكي وشخصه وحزبه وانما هناك تقارير دولية صادرة وتصدر من الامم المتحدة ومن الامريكيين والاتحاد الاوروبي كلها تتحدث عن فشل المالكي وادارته في تحقيق الامن والرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي للعراق وعددت الاسباب المنطقية لذلك وعلى رآسها الفساد الذي ينخر اعماق المؤسسات الحكومية المختلفة .

المالكي باستمراره في السلطة وادارته الفاسدة للبلاد ومحاولاته المستميتة في كل مرة القاء اللوم على شركائه في التحالف والقفز الى الامام وتبرير فشله بالقاء اللوم على هذا الطرف او ذاك او هذه الشخصية او تلك وليس اخره اتهام المدافع عن المذهب والتشيع سماحة الشيخ جلال الدين الصغير كل تلك المحاولات البائسة والممارسات السيئة اوصلت العراق الى الكارثة وهو بفعله يعرض مصير طائفة باكملها للدمار والمجهول خاصة بعد تصاعد اعمال الارهاب والقتل الجماعي والابادة لاحد اكبر المكونات في البلاد وما يزيد الطين بلة اكثر هو ومن اجل ان يحصل الدعم الاقليمي ويبقى في منصبه اقدم اخيرا على اصدار العفو عن 17 ارهابيا سعوديا ضمن صفقات مريبة يقوم بها في كل مرة الا ان هذه المرة يريد ان يبلغ المملكة الوهابية التي لها دور كبير في دعم الارهاب والقتلة وتدمير العراق ان موقفه يتناغم مع موقف ال سعود في القضايا الاقليمية وما عليكم الا ان تدعمونا هذه الامور وهروب المئات من عتاة القاعدة من سجني ابوغريب والتاجي يلقي بظلال من الشك على دور المالكي في النهيار الامني وتسببه في عمليات الهروب من السجون .نحن نعتقد ان على المالكي ان يقدم فورا استقالته ويترك هو وحزبه ومستشاريه الفاشلين والانتهازيين السلطة للشرفاء ولمن هو اكفأ منه ويفوت الفرصة على الارهاب والداعمين له ولا يضع مصير طائفته على كف عفريت بعد او وضع العراق كله في دوامة من الفساد والحيرة ويتعظ من تجربة شقيقه في مصر الاخواني مرسي يستقيل قبل ان يغرق العراق في المجهول وفي الفوضى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متابع
2013-07-30
اعتقد ان الشيعة اذا لم يحسنوا التصرف واعادة الامور الى نصابها الصحيح خلال الاشهر القليلة القادمة فلن يستطيعوا الوصول الى سدة الحكم إلا سنة 4200م .
احمد الحجي
2013-07-28
والله آني في كثير من الاحيان اقف مذهولا ومحتارا لمنطق التفكير للمالكي الذي وبكل خسة ووقاحه انبرى يشتم اسياده من ال الحكيم وال الصدر وفي ذات الوقت نراه يتودد بخسه وخنا للسعودية من خلال صفقه مشبوهة لاطلاق سراح ارهابيين قتلة اوغلوا في دماء العراقيين .ولكم يامعودين ماكو زلم اتوكف هذا المعتوه من اعماله القذره والتي بلا ادنى خجل او مستحى من الشعب العراقي واريد اسأل قيادات حزب الدعوه منهم علي الاديب هل انتم توافقون على اعمال المالكي ؟بعدين وين القضاء والبرلمان ماكو احد يوكفه عد حده ولكم راح يدمر العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك