المقالات

علل طوزخورماتو


سعد الفكيكي

مدينة تقع في الجزء الشمالي من البلاد، تحدها من الجنوب منطقة تسمى سليمان بيك ومن الشمال محافظة كركوك، من الناحية الجغرافية هي مؤهلة حسب حدودها لتصبح محافظة، كانت ضمن محافظة صلاح الدين وقد تم تغيير صفتها من قضاء الى ناحية بدواعي امنية موخراً لتكون تابعة الى كركوك.غالبية سكانها من اتباع اهل البيت من الطائفة التركمانية، اتذكر وانا كنت مسافراً الى اربيل مررت بالمدن التي على الطريق، كانت المدينة الوحيدة التي تضع اعلام عاشورا فوق المنازل، طوزخورماتو المظلومة الغريبة في وطنها . انها تتعرض الى موجة تفجيرات واستهداف اهلها الابرياء في وسط عجز حكومي واضح للدفاع عنها، فهل هي مشمولة بجزء من مشروع التقسيم اللعين؟ ام ان هناك صراعات سياسية معقدة وضعت المدينة في وضع لا يحسد عليه؟ على ما يبدو ان مشروع بايدن كليب دخل حيز التنفيذ، وان طوزخورماتو جزءً منه، وتعرضها الى عملية ابادة وتهجير جماعي بطريقة المفخخات، فهي تقع في قلب الصراع السياسي والطائفي، وافراغ المدينة من سكانها حتى لا تكون حجر عثرة في طريق مخططاتهم، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى أن الاكراد ايضاً لديهم مصالح بضم المدينة الى كركوك وان قوات البيشمركة تتواجد في المنطقة، والتركمان يتقاطعون مع الاكراد في قضايا معينة، جعل منهم الوقوف موقف المتفرج ربما. لقد كان لتوجهات الحكومة صدى، عندما اقدمت على تشكيل صحوات بالمدينة او ارسال قوات لها من الجنوب، والاعتراضات كانت على انها من المناطق المختلطة. ليس لشيء ان طوز خورماتو تذبح بسبب هويتها الدينية وموقعها الجغرافي، فهل القانون العراقي يحمي الاقليات في مناطق معينة؟ وما هي استيراتيجية الحكومة في توفير الامن ؟ ام انها دخلت على خط المساومة السياسية لتصفية الحسابات؟مثلما نعلم ان كركوك لازالت تابعة الى المركز والحكومة مسؤولة عن حمايتها، ولا يمكن وضع اي ملشيات او جهات معينة لتتصرف بوضعها، ان ذلك نابع من عدم وجود رؤية واضحة من قبل الحكومة بشانها . ان تشكيل الصحوات لن يغير شيء من امن طوزخورماتو لان حدودها مفتوحة من جميع الجهات، كما ان موقعها جعل منها نقطة في وسط متصارع عليه، فيجب تشكيل قوات طوارئ خاصة من ابناء المدينة وتدريبهم بمستوى عالي، وتكون تابعة الى وزارة الدفاع او الداخلية، تمهيداً لترتيب اوراقها لتصبح محافظة عراقية بهويتها الحالية، لتوفر المقومات الملائمة لقيامها، اهمها الارض والابعاد عن مراكز المدن المجاوره وعدد السكان .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك