المقالات

نصائح للرئيس المالكي ..!


فلاح المشعل

أثبتت تجارب الشعوب ان السياسة ليست فن الممكن والإدارة الناجحة للأزمات وحسب ، بل ترجمة سحرية لشخصية السياسي وشجاعته في نطاق القراءة الواعية للمساحة التي يقف عليها ومعادلات محيطه .الأخ نوري المالكي تسنم رئاسة الوزراء في انعطافة تاريخية لم تراوده حتى في الحلم ، وتقبل الرجل هذا الدور بشجاعة ورغبة ان يقدم شيئاً يتساوق مع تاريخ الشعارات والمعاناة التي عاشها في زمن المعارضة ، ومطاليب شعب خرج للتو من حكم دكتاتوري ليدخل في أتون حرب طائفية ، مهمة عسيرة مع رجل طارئ على الوظيفة بحدودها البسيطة ، فكيف برئاسة الوزراء وفي خضم صراعات سياسية وطائفية وأثينية تفجرت بعد كبت وممنوع استمر زهاء نصف قرن ..؟؟أجتهد الرجل دون معلم او مستشارين أكفاء ، أصاب في مرة وأخطأ مرات ، لكنه لم يستطع خلال سبع سنوات ونيف ان يرسي تقاليد سلطة تنفيذية قادرة على محاربة الفساد ، وتطويق الأزمات ، وتوفير الخدمات ، وبسط الأمن ، وتلك هي واجبات الحكومة مهما حاول السيد المالكي ان يتهرب منها ، او يلقي بمسؤوليتها على الآخرين ..!تصاعد الأنهيارات الأمنية وهروب مئات السجناء من سجن" ابوغريب" مع أزمة متصاعدة في الخدمات وأهمها غياب الكهرباء والماء ، ورفض شعبي وسياسي واسع النطاق لحكومته ، وانعكاسه في شعارات التظاهرات ومساحات الإعلام ، ومظاهر الفشل والتراجع الذي احال حياة المواطن الى جحيم وعذاب يومي .تشير المعلومات الى سعي المالكي لإرضاء شيوخ وقادة التظاهرات في الرمادي بهدف كسب تأييد الشارع السنّي ، وهناك وفود تشتغل لغرض اعادة العلاقة مع كردستان الى سابق تأييدها مقابل اي تنازلات تطلب منه ..لكنها محاولات يائسة تأتي في وقت متأخر وتعكس فيه الأحداث ضعفا وهزالا للموقف الحكومي ، وانحسار جبهتك السياسية بعد اصطفاف المجلس الأعلى والتيار الصدري في تحالف يعد الأكثر تماسكا وقوة شعبية وحنكة سياسية .نصيحتي للمالكي ان يستوعب الدرس ويدرك انه في كل يوم يخسر من رصيده السياسي والشعبي ، يضاف له تضخم الفساد والفشل وتصاعد الغضب الشعبي والتراجعات الخطيرة في كل شيء .نصيحتي ان يقلب الطاولة على فرقائه السياسيين ويقدم استقالة حكومته بعد ان يوجه بيان إعتذار للشعب العراقي،جراء ما أصابه من ضرر جسيم و خسارات فادحة في الدماء والأرواح مع إستنزاف بليغ للثروات والوقت .إعلان الأستقالة يتطلب قدرا من الشجاعة ، ولااعتقد ان مغريات السلطة قضت على شجاعتك ايها الرجل ..؟كن جريئاً وتذكر ان مواقف الرجال في لحظة إخلاص نقية وتجلي زاهد ينبعث من نفس أبية لاتقبل بحكم على حساب عذابات الآخرين ، ذلك هو الرصيد الذي ستحمله لك ذاكرة الوطن والناس .ادفع لهم استقالتك بكل وقار ، ولاتشتري مواقف البعض الهزيل او تستجدي عطف من حذفت بهم الصدفة لهذا الموقع او ذاك الدور ..!كن مؤمنا بذاتك ودورك والجمهور الذي يحمل لك حباً في الأفئدة ، ترفّع وردد على مسامعهم ماقاله سيد البلغاء الإمام علي ؛ ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنْز ..!اعرفُ يادولة الرئيس ان لاأحد يجرأ من المقربين والمتملقين والمكذبين عليك ان يقول لك هذا الكلام ، وتأكد ان لامصلحة شخصية لي سوى خوفي ان تنتصر السلطة عليك ، فتخسر نفسك والسلطة معا .نصيحتي أخي نوري ان تستقيل من حكومة فاسدة لاتقبل الإصلاح ،اطلع منها مرفوع الرأس ، تأمل بنصيحتي ستجد نتائج هذا الموقف الوطني الشجاع لصالحك.*ملاحظة ؛ ارجو من المستشارين والمقربين الشجعان ، ايصال هذه النصيحة للسيد نوري المالكي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-07-28
كلنا متوهمون عندما طرح النظريه العالميه المشهوره(بعد ماننطيها)يقصد بالانتخابات كان الرجل يقصد من دون الانتخابات يااستاذ فلاح لو احترق العراق من شماله الى جنوبه ولو ان الشيعه ابيدوا عن بكر ة ابيهم لن يستقيل هويسعى زج العراق في اتون الطائفيه وتهريب السجناء صفقه مع الاداره الامريكيه واشعال المنطقه في صراعات لاتحمد عقباها الايام القليله سوف تثبت لك ذلك
Amjed
2013-07-28
كاتب المقال يجهل - كما يبدو حقيقة الحزب الحاكم وحقيقة سياسته الحالية في الحكم. المالكي الان في قمة نجاحه,وهو لم يتعرض في اي وقت مضى للفشل, والفشل بمفهومه ومفهوم حزبه ليس هو الفشل الذي تحدثت عنه اعلاه سيدي الكريم, ماذكرته كامثلة للفشل كان عينه امثلة النجاح! صدقني,وليصدقني الجميع,ان اي نظرة تحليلية هادئة تثبت صحة ما اقول .لم يخدع المالكي من قبل اي احد,هو خدع الجميع,وحقق مطالب من اوصلوه وضمنوا بقاء حزبه في السلطةاطول ممكنة,وتسلموا ثمن ذلك مبالغ خيالية تعادل ميزانيات عدة دول تنتظرهم في مختلف البنوك.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك