المقالات

مدفع الإفطار... للرقص والمزمار!!!


حسين الركابي

شهرا أنزلت فيه افضل رسالات السماء، ودعينا فيه الى ضيافة الله، وكرمه الباري جلة علاه على باقي الشهور، أنفاسنا تسبيح، ونومنا عبادة، كبلت فيه الشياطين، وغلقت أبواب النيران، وفتحت أبواب الجنان، حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام ( اذا صمت فليصم سمعك و بصرك و شعرك و جلدك (الكافى ج 4 ص 87، ح 1) وعن فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ( ما يصنع الصائم بصيامه اذا لم يصن لسانه و سمعه و بصره وجوارحه (البحار، ج 93 ص 295). بدأت حمت وتنافس المسلسلات والفوازير والمسابقات، واللبس الفاضح والرقص المثير منذ اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل، وبعد مدفع الإفطار مباشرتا تبدأ تلك الفضائيات بتقديم إعمالها الى الصائمين حتى تخفف عنهم عبأ الصيام، وتنسيهم الجوع والضمأ لذلك اليوم، قد أبلت بلاءً كبيرا الدراما الخليجية، والمصرية، والعراقية، بتقديم العروض والمشاهد الفاضحة التي تعدت كل القيم الإنسانية والأخلاقية والضوابط الإسلامية. بلا شك ان تلك الإعمال تعارض العقل والمنطق السليم، حيث تعد تلك الفضائيات نفسها من الرعيل الأول المنادية بحفظ الإعراض وصيانة كرامة الإنسان، ومن الداعمة الأولى الى ما يسمى بالربيع العربية والمجموعات الإسلامية والمجاهدين بحرق البلدان، ولا يخلو تايتلها من الأحاديث والروايات الإسلامية وفتاوى شيوخ الدمج على الإسلام، وقد امتد هذا الأمر الى الفضائيات العالمية والغربية بإنتاج أعمال خاصة وعرضها حصريا في هذه الأيام التي فيها يحاسب الإنسان نفسه ويتقرب الى الله تعالى. ان السموم التي تهب علينا مباشرتا بعد الإفطار من تلك الفضائيات وتصر على إفراغ هذا الشهر الكريم من محتواه ألعبادي، والأخلاقي، والإنساني، وتحاول بشتى الطرق ان تلهي المؤمنين بعدم ذهابهم الى بيوت الله (المساجد والحسينيات) لسماع المواعظ والخطب وقراءة القران الكريم، والمسابقات الإسلامية التي تزيد المؤمن معرفة وإيمان وعلوم أخرى وطلب الحاجة والتذرع الى الله بالصفح وغفران الذنوب التي اكتسبها الإنسان المسلم في مسيرة حياته. نحن اليوم بأمس الحاجة الى هذا الشهر الذي أيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل ألليالي، وساعاته أفضل الساعات، وهي محطة لترويح النفس والزحف بها للقرب الالاهي، فالشهر الفضيل واحد في السنة نسأل الباري تعالى ان يوفقنا صيامه وقيامة ونجعل أيامه ولياليه للطاعة والرضوان في مرضات الباري تعالى، وان نكون ضيوفا ذي أخلاق عالية ونحترم كرم الضيافة لربنا الكريم، ولا نجعله مجرد امتناع عن الطعام والشراب مادامت الشمس مشرقة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك