المقالات

جلال الدين الصغير ..رجل يعادل البرلمان


حيدر عباس النداوي

لا ادري هل ان السيد المالكي اراد مدح الشيخ جلال الدين الصغير ام ذمه عندما اعلن ان الشيخ الصغير تمكن من وقف التصويت على قانون الدفع بالاجل والذي كان بامكان المالكي ومن خلال هذا القانون ان يحول العراق الى بلد الجنائب والسحر والجمال الا ان رفض الشيخ الصغير التصويت على هذا القرار خوفا من ان يحسب نجاحا للمالكي جعله يقف بالضد من التصويت على القرار وبالتالي فقد خسر العراق فرصة ذهبية لا يمكن ان تتكرر في زمن المالكي ومختار العصر.

وقبل الخوض في حديث المالكي عن الشيخ الصغير نعود قليل الى الوراء وتحديدا في عام 2008 وهي الفترة التي طرح فيها قانون الدفع بالأجل للتصويت عليه ولماذا رفضت الكتل الاستجابة لهذا القانون والحقيقة ان معظم الكتل كانت رافضة لهذا القانون ليس خوفا من المالكي ولكن خوفا على مستقبل العراق وابناء العراق لان اقتراض سبعين مليارا ودفعها بالأجل عن طريق توريد النفط يجعل العراقيين يدخلون في دهاليز الاقتراض والديون لعشرات السنين مع ما عليه من ديون ثقيلة وباهضة لازال العراق يان منها والتي تقدر بعشرات المليارات بل مئات المليارات الى الكويت والى دول الخليج ودول اخرى...

الشيء الاكثر صدمة هو ان المبلغ ليس للاستثمار انما للاقتراض وفي هذا مفارقة ومغالطة وتضليل اضف الى ذلك ان انعدام الامن وتدهوره سوف لن يجعل الشركات المحترمة تدخل العراق بل سيجعلها تعتمد على الشركات العراقية المعروفة بالفشل والفساد وبالتالي سيكون مؤشر الفساد الأعلى في العالم وعلى مدار التاريخ ثم ان موازنة العراق الانفجارية بامكانها ان تصنع اكثر بكثير مما يصنعه الاقتراض والدفع بالأجل لهذا تم رفض المشروع خوفا على العراق وشعب العراق وخوفا على المالكي وليس خوفا من المالكي.

الشي الأخر الذي لا يمكن ان يصدقه عاقل والذي يتعلق بالشيخ الصغير وهو ان مجلس النواب بدورته السابقة والذي كان عدد أعضائه 275 نائب وكان عدد أعضاء المجلس الاعلى في مجلس النواب 30 نائبا وكان القرار يحتاج الى الاغلبية اي نصف زائد واحد بمعنى ان القرار كان يحتاج الى 138نائبا وهنا التساؤل هل ان الشيخ الصغير بمفرده كان يمنع الوصول الى هذا الرقم او هل ان الشيخ الصغير نجح في اقناع العدد الاكبر بعدم التوقيع على القانون وهنا الامر يختلف.فاذا كان الصغير بمفرده منع التصويت على القرار فيمكن اعتباره امة في رجل وان نجح الشيخ الصغير في اقناع الكتل الاخرى فهذا يعني ان حجته راجحة ومقنعة وهنا تسجل للرجل فطنته ونباهته وقدرته على تشخيص المواقف.

ان تصريح المالكي من على قناة العراقية واتهامه للصغير بانه يتباهى بوقف قانون البنى التحتية كان خطا كبير لان الشيخ الصغير لم يصرح او يلمح بذلك هذا اولا وثانيا ان الكذب من قبل اعلى مسؤول في الدولة يمثل سقطة كبيرة لا يمكن تجاوزها لان المالكي عندما تحدث بهذا الحديث لم يسمع هو من الشيخ الصغير بل استمع الى ما يقوله الاخرين ومثل هذا الاندفاع يحمل في ثناياه غباءا وحقدا وانكسارا.

ان محاولة المالكي صرف انظار الناس عن انهيار الوضع الامني وتردي الخدمات لم يكن موفقا لانه تحدث باسلوب بائس لا يليق حتى بمعلم في الصفوف الابتدائية لان الحاكم الذي يبحث عن المشاكل ويفتعل الاكاذيب لن ينجح ببناء دولة او يصنع مستقبل امة.

تخلى الشيخ الصغير عن مجلس النواب منذ اكثر من ثلاث سنوات ولازال مجلس النواب لم ينجح في اقرار قانون البنى التحتيه والسؤال هنا اذا كان الشيخ الصغير يمنع في السابق اقرار القانون لماذا اذا لم تنجح دولة القانون بتمرير القرار خلال هذه السنوات؟؟.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي يكره البعثية
2013-07-25
نكرر معك يا حيدر تساؤلك الذكي..ان كان شيخ جلال منع تمرير القرار في وقته...الان مضى على خروج الشيخ من البرلمان اكثر من ثلاث سنوات فلماذا لم تقم بتمريره مع عدم وجود الشيخ؟ يكفي الشيخ جلال ان المالكي اصبح مكروها من قبل الجميع بمن فيهم حزبه ومن انتخبه وباستطلاع بسيط لن يحصل على عشر مقاعد في احسن الاحوال وهو ما سيكون ذلة ومهانة في الدنيا قبل الاخرة
الكوفي
2013-07-25
من حق الشيخ جلال الدين الصغير ان يفتخر ويتباهى انه استطاع ان يحافظ على 70 مليار دولار وهذا مالا يفعله غيره ، شهدنا الكثير من البرلمانيين على شاشات التلفاز وهم يفتخرون انهم استطاعوا ان يكشفوا ملفات فساد وارجاع مبالغ من الاموال ولا ترتقي اعلاها الى 5 ملايين دولار امريكي وليس 70 مليار دولار امريكي وبهذا يحق للشيخ الصغير ان يفتخر بل على الدولة ان تكرم الشيخ جلال وتمنحه اعلى شهادة رغم انه ليس بحاجة لمثل هذا اذ انه عمل بتكليفه الشرعي والاخلاقي في الحفاظ على هذه الاموال ، شكرا لسماحته من كل العراقيين .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك