المقالات

هل سمعتم بالوحدة البعثية؟


( بقلم : محمد عاشور الخفاجي )

الوحدة رمز للقوة وأداة تستخدمها الأنظمة السياسية للحفاظ على كيان الدولة ولا يقتصر هذا المفهوم على النشاط السياسي وحسب وإنما يمتد إلى مجالات أخرى فنجد التوحد والوحدة والتماسك مطلوب في الأنسجة المختلفة التي تكون مجتمع ما ولهذا فإننا نجد ونلمس الوحدة في كثير من مجالات الحياة ولكننا في هذه الأسطر سيقتصر الحديث على مفهوم الوحدة من وجهة نظر الأنظمة السياسية الحاكمة في الوطن العربي وعلى سبيل المثال حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان حاكما للعراق ومازال حاكما لدولة مجاورة نقول أنها من الدول الشقيقة فما هو معنى الوحدة في كلا النظامين وأننا سنبدأ أولا بالقريب كون أن الأقربون أولى بالمعروف كما هو معلوم لدى الجميع بأن شعار الحزب البعثي هو(امة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة) وأهدافه هي(وحدة،حرية،اشتراكية) ونلاحظ بأن لمفهوم الوحدة حيز كبير لدى المنظرين لهذا الحزب كون إن الوحدة موجودة في الشعار وفي الأهداف والمبادئ ولكنها لم تكن حقيقة ملموسة على ارض الواقع بل ما هو محسوس لدى المتابع العكس تماما ففي اللا نظام البعثي البائد أراد الطاغية البدء بتطبيق وتنفيذ الوحدة كون أن لها أولوية وهي ذات أهمية كبيرة وليس كالمعتاد في التحركات السياسية التي تسعى إلى الوحدة والى تأسيس مجلس أو اتحاد أو اندماج فيدرالي وهذه تعد بعض الخطوات للتوحد ولكن كل هذه الأفكار كانت بعيدة عن ذهن الطاغية وجلاوزته ففضل أسهل الطرق -حسب اعتقاده-وهو غزو دولة الكويت متذرعا بحجج واهية تضحك سامعيها وهي سعيه الدؤوب إلى الوحدة والكل يعلم ما جرته حرب الكويت من ويلات على هذا الشعب المظلوم ولا اعلم هل ان الوحدة تعني هذا التهور أو إن الاشتراكية تعني أن يموت الشعب من الجوع أو إن الحرية تعني تكميم الأفواه وقتل الافكارهذا ما لمسناه من حزب البعث ومبادئه في العراق

وإذا انتقلنا الطرف الآخر من المعادلة وهي الدولة المجاورة التي يحكمها حزب البعث وتقصينا الأثر عن مفهوم الوحدة وتطبيقاته على ارض الواقع لوجدنا نفس الشئ ولكن بطريقة لا تخلو من المكر والخديعة فالعراق المنهك والذي أتعبته الحروب والذي مد يده لأشقائه العرب لمساعدته كان ومازال عرضة لخناجرهم ورماحهم فهذه الدولة المجاورة عكست مفهوم الوحدة وجردته من كل القيم السامية التي تحملها هذه الأحرف فبدل التعاون هنالك القطيعة وبدل السلام هنالك الإرهاب وبدل المودة والمحبة هنالك البغض والضغينة وكل شئ سيئ حدودهم مفتوحة على مصراعيها وان تاه الإرهابي في وسط الصحراء ماعليه إلا أن يسأل نقطة حدودهم عن الطريق المؤدي إلى العراق وسيلقى كل المساعدة والتعاون من قبلهم إنهم يطبقون مفهوم الوحدة بكل حذافيره ولكن ليس مع العراق وإنما مع الإرهاب فهنيئا لكم أيها الوحدويون هذه السذاجة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك