المقالات

الامبريالية السياسية


سعد الفكيكي

من المسؤول عن تراجع بعض القوائم المسيطرة في الانتخابات العامة لمجالس المحافظات؟ هل هو قانون سانت ليكو ام انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات ام سياسة الفائزالاكبر؟ على العموم يرى البعض ان هذا القانون هو مجحف بحقهم، وانه قد سلبهم الكثير من مقاعدهم ( تعلم الواوي على اكل الدجاج). ان قانون سانت ليكو تم باختيار من قبل البرلمان بالتصويت، ولا يمكن لاحد ان يطعن بشرعيته، كما انه يسمح للاحزاب والكتل الصغيرة الحصول على مقاعد، ولا يستطيع اي طرف الحصول على الاغلبية مما يتيح مساحة اكبر للمشاركة في مركز القرارعبر التحالفات، بالاضافة الى انه من افضل القوانين المعمول بها في بلدان عديدة منها اللاوربية مثل السويد والنرويج لكونه يقوم بتوزيع المقاعد بطريقة عادلة. والسؤال لماذا تصر هذه الكتل على تغيير هذا القانون؟هل من اجل الاستمرار في الهيمنة على السلطة؟ ام ان هذا القانون سيجعل منهم اكبر الخاسرين لمقاعدهم عما كانت عليه النتائج في الانتخابات السابقة؟قطعاً ما ذكر صحيح في الاتجاهين، والملفت للانتباه ان الفائز الاكبر قد اصابه الغرور، والنشوة جعلت منه ان ينظر الى القوائم الاخرى على انها صغيرة وهو من يقوم بالتوزيع ووضع الشروط، لذلك مرة اكثر من خمسين يوم على الانتخابات بالرغم من مصادقة نتائجها وبرغم الاتفاق مع ائتلاف المواطن، الاانه فشل في تحقيق التوافق بتشكيل مجالس المحافظات للتسويف وكسب الوقت بضم القوائم الصغيرة. ان دولة القانون لديها طموح لامحدود وتتصرف بسياسة الكعب المعلا، وعليها ان تعلم ان اتباع طرق الاغراء والشراء للظفر بالاصوات غير صحيحة ولم تعد تجدي نفعاً لانها اصبحت بالية ومكشوفة، هذه السياسة افرزت تحالفات لدى الغير، وسياسة الشر حتماً تكون بالمقابل منها سياسة الخير، فتحالف القوى المختلفة خير تعبير لتمثيل الطيف العراقي وعابر لكل حدود الطائفية . والسؤال هل ان هذه الخارطة الجديدة هي خارطة رملية قابلة للتغيير؟ للاجابة عليه لا بد من العرض ان هذه الاتفاقات هي ليست اتفاقات هشة وانما كانت رد فعل لسياسة الامبريالية السياسية المتمثلة بالظلم والاستبداد والاقصاء والتهميش والسيطرة على حقوق الغير، لذلك هي تحالفات قوية لانها متفاهمة وقريبة من بعضها البعض من ناحية الاهداف في خدمة المواطن، بالاضافة الى انها ليس المهم لديها الحصول على اكبر عدد من حكومات المحافظات، وعموماً ما موجود في هذه التحالفات هو الافضل للكل ولا تستطيع الامبريالية السياسية ان تمنحه، فالخارطة ليست رملية وانما الخارطة الصحيحة ولا يصح الا الصحيح .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك