المقالات

ديون العراق المستحقة لدول الخليج والعالم


الدول العربية وخاصة الخليجية التي دفعت نظام المجرم صدام واشغال العراق بحرب طويلة الامد بينه وبين ايران اثر نجاح الثورة الاسلامية فيها وخوف رعاع الخليج من تصدير تلك الثورة الى بلدانهم والتي استنزفت كل الاحتياط البلد من العملة الصعبة والذهب وكل الموارد النفطية . كما بذلوا الاموال السخية ببيع كميات اضافية من النفط لتزويد نظام صدام بالاموال لشراء صفقات السلاح التي ملئت ارض العراق بها ولضمان استمرار الحرب التي استنزفت قوى البلدين من الارواح المسلمة بعشرات الالاف ومليارات الدولارات, اضافة الى تدمير البنى التحتية في اغلب مناطق البلدين اضافة الى خروج العراق بديون كبيرة للكويت والسعودية وفرنسا وروسيا وغيرها . وهكذا بقيت بلدان الخليج بعيدة عن نيران الحرب بهذه الاموال التي دفعتها لنظام الطاغية والتي اعتبرتها كديون بعد ان اكسبت الطاغية وزادته غرورا ببعض الالقاب فجعلت منه رمزا قوميا وحامي لبوابتهم الشرقية التي بقيت دون حارس بعد اعدامه . ويذكر ان السعودية باعت نفطا بقيمة 7 مليارات من الدولارات واقرضته 9 اخرى اضافية لاستمرار تلك الحرب النيابية مع ايران والكويت قدمت له بعد أسابيع من بداية الحرب قرضاً بمبلغ 5 بلايين دولار ، وكانت تصدر لحساب العراق 125 ألف برميل من النفط يومياً للإيفاء بالتزامات العراق المالية المتعاقد عليها مع الدول الأخرى لغرض التسلح..ودعم السعودية ودول الخليج الاخرى للحرب مع ايران ليس من اجل ارض او مياه او لاي سبب اخر كما في ظاهرها بقدر التخلص من المد الشيعي فيما اذا تم استقرار الاوضاع في ايران وهكذا تم اشغال شيعة العراق بشيعة ايران وبقيادة بعثية اضافة الى القمع والارهاب الذي واجهه الشعب العراقي نتيجة السياسية العنصرية التي كان يتعامل بها اثناء فترة حكمه , وهكذا بقى الاخرون يتفرجين على الابادة الشيعية من كلا الطرفين ويعدون خسائرها, الى يوم دخول العراق بحرب ثانية بغزوه للكويت بفترة قليلة من حربه مع ايران.وعشية انتهاء حرب الخليج الثانية وصدور قانون النفط مقابل الغذاء باشراف الامم المتحدة وتشكيل لجنة التعويضات التي قررت تعويض كافة المتضررين من الغزو العراقي للكويت فشملت كل الشركات والمؤسسات الخليجية والاجنبية العاملة بالمنطقة انذاك والتي اعلنت انها تضررت ولم يبقى عربي او اجنبي الا ودفعت له الامم المتحدة من اموال العراق النفطية وبدون حساب فكانت اللجنة المعنية بالتعويضات تسدد مبالغ اكثر من مستحقاتهم كما حصل مع 113 من البريطانيين الذين كانوا في الكويت انذاك. وكم من المصريين وغيرهم من الذين عاشوا في العراق او الكويت وطالبوا بتعويضات وحصلوا عليها في الوقت الذي كان يقدر دخل الفرد العراقي بثلاث دولارات قبل الاطاحة بالطاغية , وكم من المؤسسات والشركات الخليجية التي كانت تتقاضى من اموال النفط المستقطعة للتعويضات والتي تقدر 5% من اجمالي بيع النفط اي ما يقارب مليار ونصف سنويا والتي كان اهلنا في العراق بامس الحاجة اليها . ومنذ ذلك الوقت والديون تستقطع لتسدد الى "المتضررين " . ولم ينتهي الارث الاقتصادي الثقيل الذي بلغ 180 ملياردولار من المديونية بانتهاء وسقوط النظام والتي كانت السبب في الكثير من المشاكل داخل المجتمع العراقي نتيجة ذلك بانتشار الفساد المالي وغياب النزاهة التي غض النظام البائد النظر عنها . ولا زالت الامم المتحدة تدفع تعويضات لكل من هب ودب ولكل من بالغ في تقدير خسائره . ومن المواقف الايجابية للدول الغربية وامريكا هي اسقاط ديونها بعد سقوط النظام لتتيح المجال لتطور البلد وتقديم العون له مما خفف من كاهل البلد ذلك الحمل الثقيل . اما "الاخوة" العرب فما زالوا متمسكين بالمطالبه بها رغم اجتماعاتهم بين الحين والاخر وتصريحاتهم الاعلامية بضرورة مساعدة العراق الا ان التطبيق ياتي في مراحل متاخرة ولولا الضغط الامريكي عليهم لما وافقوا على خفظها بشروط التدخلات في السياسة الداخلية للبلد واستخدام الديون كورقة ضاغطة على الحكومة العراقية لاجل الحصول على مكاسب سياسية للاطراف البعثية الراعية للارهاب في داخل الحكومة والتي نأت بنفسها عن الدخول بالعملية السياسية اول الامر ثم عادت لتقف بقوة وبمساندة عربية لعب امراء الخليج بشكل عام وامراء السعودية بشكل خاص دور في التاثير على القرار الامريكي في العراق للضغط على الحكومة باشراكهم والحصول على مكاسب سياسية لهم من جهة ومن جهة ثانية دورها الواضح في تمويل الارهاب وبمساعدة فتاوى شيوخ الظلال والسوء من وعاظ السلاطين ليبقى الاضطراب الامني مستمر ما دام يحصد يوميا المئات من الارواح البرئية من اتباع ال البيت عليهم السلام محاولة منها لارجاع الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 2003. اضافة الى انها كانت تبعث بمفخخيها الى ارض العراق ليفجروا ارواحهم النتنة بين صفوف الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ للابقاء على الفوضى الامنية . فهل سيطالب العراق بتعويضات عن الشهداء الذين راحوا ضحية تفجيرات مفخخين سعوديين او عرب  ؟؟ او عن الاضرار المادية اثر التدمير الذي يحصل بعد كل تلك التفجيرات ؟ ولو ان اموال السعودية كلها لا تساوي روح برئية ازهقت بسببهم . عراقيـــه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك