المقالات

السعودية تهدم مساجد الشيعة في القطيف وتقول ان "المالكي يعمق الصراع المذهبي"!

2352 20:30:00 2007-05-02

( بقلم : اسعد راشد )

لعل اللغط الذي اثير حول اسباب "تأجيل" زيارة المالكي رئيس حكومة العراق المنتخبة الى السعودية قد حسمه تقرير خبري نشره موقع ايلاف الموالي للحكومة السعودية على لسان ديبلوماسي عربي صرح به لوكالة فرنس برنس بان "السعودية رفضت اخيرا استقبال رئيس الوزراء العراقي الدكتور نوري المالكي لانها تعتبره مسؤولا عن تعميق الصراع المذهبي في العراق"! وقد تبنى موقع ايلاف التابع للسعودية التقرير الخبري رسميا في محاولة واضحة لايصال رسالة الرياض الى الحكومة العراقية التي تم انتخابها باكثرية نيابية شارك في التصويت عليها اغلب مكونات الشعب العراقي بما فيهم الاكراد السنة .

يضيف" الديبلوماسي العربي" ـ الذي لم يذكر اسمه ! ـ حسب ما جاء في موقع ايلاف السعودي لوكالة فرنس بريس "ان العاهل السعودي رفض استقبال المالكي قبل المؤتمر الدولي حول العراق الذي يبدأ اعماله الخميس في شرم الشيخ بمصر لان المملكة ترى انه هو الذي كرس التقسيم المذهبي في العملية السياسية في العراق" !

بالطبع يرى العديد من المراقبين اوبعض المطلعين على خفايا السياسة السعودية ان الرياض تخادع العالم بموقفها هذا تجاه العراقيين وانها تناقض نفسها في مثل هذه التصريحات لان حكوتها تعتبر من اكبر المساهمين في تعميق الصراع الطائفي في المنطقة وان موقفها هذا يعكس كرهها الشديد للشيعة ورفضها القبول بحكومة في العراق يقودها رئيس وزراء شيعي منتخب من الشعب .

فرفض استقبال المالكي ليس لانه "السبب في تعميق الصراع المذهبي في العراق " كما تدعي السعودية وانما لان في عراق الجديد لا توجد حكومة الاقليات الشوفينية او المذهبية ولا الدولة الطائفية كالتي هي في الرياض ولان حكومة العراق تضم بين اعضائها اكثر من 14 سنيا وزيرا فيما في السعودية التي تبلغ نسبة الشيعة فيها اكثر من 20% لا يوجد بين اعضاء حكومتها شيعيا واحد فيما سنة العراق العرب الذين لايشكلون اكثر من 15% من السكان لديهم اكثر من ستة وزراء في حكومة المالكي هذا عدى الاكراد السنة الذين لهم عدد مماثل .

الحقائق والارقام والصور تقول ان حكومة الرياض هي التي تقف خلف كل الفتن الطائفية والصراعات المذهبية في المنطقة سواء تلك التي يراد اثارتها بين الشيعة والسنة او تلك التي يراد تعميقها بين المسيحيين والمسلمين او بين اليهود والمسلمين وذلك من خلال احتضانها ودعمها للمدرسة الوهابية السلفية التي تكفر العالم اجمع وتعتبر كل الناس خارجين عن الدين ودمهم مباح مادام انهم لا يتبعون المذهب الوهابي ولا يقبلون بما جاء في ادبيات ومفردات تلك المدرسة التكفيرية التي تم تأسيسها من قبل اسرة المالكة بتحالف مع جماعة "الاخوان" التاريخيين الذين حاربوا شعب الجزيرة العربية واعتبروا الناس كلهم كفار ما لم يتبعوا مذهب "عبد الوهاب" وهو ما استدعى ان يشنوا حروبا و"غزوات" وحشية ضد اتباع المذاهب بمختلف الوانها في شبه الجزيرة العربية ويدفعوهم قسرا لتبني المذهب الوهابي الجديد ـ في ذلك الوقت ـ او القتل وقطع الرؤوس بحد السيف ‘ وهذا الامر يتكرر اليوم من جديد من خلال فتاوي التكفير التي يصدرها علماء السعودية الوهابيين المقربين من النظام ضد الشيعة ولعل عملية هدم مسجد الشيعة في العوامية في القطيف السعودية والتي تناقلتها معظم وكالات الانباء هو اصدق تعبير عن الموقف الطائفي السعودي ويكذب كل ادعاءات الرياض حول المالكي حيث ان السلطات السعودية بدأت حسب المصادر المطلعة تنفذ مخططات علماء التكفيريين الوهابيين وتقوم بتطبيق اجندة النازي المشهور "الشيخ" ناصر بن سليمان العمر" صاحب مشروع اجتثاث الشيعة من السعودية وتحويلهم الى معسكرات اعتقال جماعية على الطريقة النازية او اجبارهم على ترك مذهبهم وهدم مساجدهم وحسينياتهم .

فقد قامت الجرافات والبلدوزرات السعودية يوم السبت وتحت حماية كثيفة من قبل قوات الشرطة والامن والحرس الوطني بهدم مصلى" العيد" بساحة كربلاء في العوامية بعد ان تم اغلاق كل المنافذ المؤدية الى المسجد وقد شارف علماء وهابيون وقادة اجهزة امنية وبحضور كثيف للمسلحين الوهابيين الذين كانوا يرتدون لباس شرطة مكافحة الشغب على عمليات التفكيك والهدم ‘ وهذا الرابط الى الصور وتقرير عن عمليات الهدم:

http://www.hajr-network.net/hajrvb/showthread.php?t=402917796

http://www.nahrainnet.net/news/52/ARTICLE/9808/2007-05-02.html

وقد اعتبر مصدر في خارجية الاتحاد الاوربي مهتم بملف حقوق الانسان فضل عدم ذكر اسمه بان الاجراء السعودي تطور خطير نحو تكريس الصراع المذهبي وتعميق الشرخ بين مكونات المجتمعات في المنطقة وانتهاك صارخ لحقوق الانسان ولبنود واضحة وصريحة في قوانين الاعلان العالمي حول حرية الاديان والمذاهب ‘ كما ان وجهاء وعلماء دين شيعة في المنطقة الشرقية السعودية قد حذروا السلطات من الاقدام على هذه الخطوة التي سوف تترتب عليها نتائج سيئة وخطيرة تنذر بانهيار "الهدنة" وخطوات المصالحة التي اتخذتها المعارضة الشيعية في عهد الملك السعودي الراحل فهد حيث عملية هدم مساجد الشيعة وتضييق الخناق عليهم في معتقداتهم واقصائهم عن المؤسسات والمواقع الرسمية سوف تهدد باسوء العواقب ولم تستطيع عن تثني الشيعة عن موقفهم الرافض لسياسة السلطات السعودية الطائفية وقبولها بمخططات مشايخ الافتاء والتكفير وقادة الارهاب السلفيين الوهابيين .

اذن هل يمكن ان نصدق الرياض على ادعاءتها وما تسوقها ضد العراق وضد العملية السياسية التي تقودها حكومة المالكي المنتخبة ؟واذا كان ما تدعيه الرياض صحيحا فلماذا اذن تستقبل قادة وزعماء لجماعات متطرفة وارهابية متهمة بعمليات الخطف والقتل واثارة الصراعات الطائفية في العراق كحارث الضاري الذي لا يفتأ ليلا ونهارا يزعق وينبح ويثير المشاكل الطائفية في العراق وهو اليوم وعبر ذلك المؤتمر الارهابي الذي عقد في البحرين تحت يافطة "المؤتمر القومي العربي" يدعوا الى الغاء العملية السياسية برمتها ويحشد الدعم العربي لمجهوده الخائب بحجة تهميش "سنة العراق" ضمن تحركاته الطائفية والتي تزامنت مع رفض الرياض لاستقبال المالكي وقد سبق ان رفضت السعودية ان يترأس المالكي وفد العراق لاجتماع القمة العربية في الرياض في 28 و29 مارس وقد ترأس الوفد جلال الطالباني وقد اعتبر هذا الاجراء نوع من التماهي الواضح مع مواقف زعماء القتل والارهاب والطائفية في العراق من امثال الضاري والدليمي وحتى القاعدة المحاربين للعملية السياسية في العراق ويطالبون بالغاءها وهذا التماهي اكد عليه بشكل غير مباشر الديبلوماسي العربي لوكالة فرانس برس حيث قال ان "السعودية ابلغت الولايات المتحدة تحفظاتها حول سياسة المالكي ".

هذا التدخل السعودي في الشأن العراقي وبهذه الوقاحة وباجندة خفية غدت اليوم واضحة بعد تلك المواقف والتصريحات والتي هدفها هو منع الشيعة من اخذ حقوقهم كاملة في عراق ديمقراطي حر وبحجة الدفاع عن السنة ولمنع الشيعة من قيادة العملية السياسية في العراق هذا التدخل يطرح السؤال التالي وبالحاح :

هل من حق حكومة العراق‘ التي يتهمها النظام السعودي بالطائفية والمذهبية ‘ التدخل في الشان السعودي وتطالب الرياض بانصاف الشيعة في السعودية خاصة وان عمليات تهميش الشيعة وهدم مساجدهم وتكفيرهم امر لا يستطيع اي عاقل ومنصف مقارنته بالعراق الذي يتبوء فيه السنة مراكز سيادية وحساسة مثل وزراة الدفاع ورئاسة المخابرات ـ الشهواني ـ ونائب رئيس الوزراء وحتى رئيس الجمهورية وهو كردي سني وليس كما يدعيه الضاري بان السنة يتعرضون للتهميش في العراق؟

فلماذا يحق للنظام السعودي ان يطالب الولايات المتحدة بالغاء العملية السياسية في العراق ويشدد على مزاعم باطلة حول الحكومة الطائفية ولا يحق لحكومة العراق المطالبة بحقوق الشيعة في السعودية والتدخل لدي الولايات المتحدة التي تربطها بال سعود علاقات صداقة للضغط على الرياض لوقف التهميش والاقصاء وعمليات الارهاب وهدم المساجد التي تنفذها الحكومة السعودية ضد الشيعة في القطيف ؟

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
hadi
2007-05-03
their end is very close as they strated to show their hostality to ahil albait.
حيدر المالكي
2007-05-03
الشيعة المساكين تحملوا الظلم الاموي منذ وفاة الرسول الاكرم (ص) امتدادا بالعباسيين وانتهاءا بالوهابيي السفلة!!والله ثم والله ان الذي يجري بالعراق كله من وراء ال سعود وعلى راسهم الامي العفن ملكهم عبد الله الجاهل!اما عن مايجري في السعودية من هدم للجوامع وهذا ليس بجديد لانهم وعبر تاريخهم الاسود المليئ بالحقد والكراهية عرفوا بذلك العمل الشنيع!! الله اكبر عليكم ياال سعود يال خيبر ياطلقاء ويالقطاء يااهل البغاء هدمتم مسجد فاطمة (ع )وهدمتم كل شيء له اتصال بال البيت فاين ايران? واين حكومتنا? والله عجيب!!!
مؤمنه من عراق الشموخ
2007-05-03
عن الامام علي صلوات الله وسلامه عليه انه قال جادلني الجاهل غلبني وجادلت العالم غلبته الوهابيين والذين معهم انهم جهلاء يتصورون انهم قادرين على القظاء على مذهب الحق واهله ونحن نقول لهم لاتنفعكم قتل الارواح وهدم المساجد وكلما فعلتموه وماتفعلوه والتاريخ يشهدعلى مافعلوه اسلافكم ان علم الحق مرفوع شامخ باهله وهو يقول لكم هيهات منه الذله وكلما تزدادون بنا قسوه سمعتنا وشعاعنا ينتشر غصبا على انوفكم ومذهب الحق باقي الى يوم فيه تحشرون
ابو الحق ا لساطع
2007-05-03
اعملوا ماطاب لكم فان الله ناصر اللذين امنوا وايامكم قريبة على يد الامام الذي قرب ظهوره اشاء الله وجعلنا من اتباعه0
ابو أحمد
2007-05-03
ولكن الاخبار الاخيره تشير الى ان اقزام الجزيره العربيه عبيد الامريكان قد تلقوا الاوامر من اسيادهم لدعم الحكومه الشرعيه المنتخبه من قبل الشعب العراقي المجاهد الصابر وعدم تصدير الوهابيين الاخساء لقتل الابرياء في العراق
عمار العراقي
2007-05-03
هيهات منا الذلة .. وا اماماه .. واحسيناه .. الهم انصر شيعة ال بيت حبيبك ونبيك محمد صلواتك عليه وعلى اله بيت الطاهرين اللهم انت شاهد بان الوهابية يفعلون ما يفعلون بنا منذ 1400 سنة يا الله انصرنا بحق محمد وال بيت محمد انهم واله عين الكفر وعين الردة اللهم اشدد من ازرنا ووحد صفوفنا بوجه جمع الردة والكفر والحقد الوهابي المتمثل بحكومة الوهابية ال سعود لعنهم اله شر لعنة والله لن يكون غافلا عنك باذنه تعالى .. والنصر للمؤمنين الشرفاء احفاد علي والحسين والعباس اخوكم عمار العراقي
عدنان
2007-05-02
لا يخفى على احد العداء والاجرام الموجه ضد اتباع ال البيت من قبل حكومات الخنازير المتعاقبة فى دولة ال سعود الوهابية القذرة. ونامل من حكومة السيد المالكى ان تدع المجاملات جانبا وتضرب بيد من حديد جواسيس ال سعود فى جبهة التوافه والقائمة العفلقية والحزب اللاسلامى وغيرهم من المتسكعين على ابواب الدولة الوهابية وغيرها من دول الاعراب للحصول على الدعم والتمويل المالى من اجل مواصلة عمليات القتل والاعمال الاجرامية بحق الشعب العراقى وخصوصا ان هناك العشرات من القضايا والاثباتات التى تدين هؤلاء الانذال.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك