المقالات

اعتصام مهجري وأهالي محافظة ديالى في كربلاء... الدوافع والتطلعات


بقلم: حسن الهاشمي

لشد ما لفت نظري الاقبال المنقطع النظير من قبل الزوار وأهالي كربلاء المقدسة، لمعرض الصور والمهرجانات الخطابية والشعرية واعتصام عشرات النساء والاطفال والشيوخ، ووقوفهم عن كثب على عمق الجريمة التي تعرض لها شريحة تنسب إلى مدينة يمكن أن يقال بشأنها المدينة المنسية، فها هم يفصحون عما أصابهم من حيف وجرم وظلم واعتصموا في أفضل بقعة من بقاع العالم طهارة، علهم يسمعون صوتهم إلى من يهمه الأمر...اعتصم المئات من اهالي محافظة ديالى المهجرين من مناطق سكناهم في ساحة بين الحرمين في كربلاء المقدسة، للتعبيرعن معاناتهم والمطالبة بتوفير الظروف الطبيعية ليتمكنوا من العودة الى مدينتهم. وقال عبد الباقي الشمري رئيس اللجنة المشرفة على الاعتصام: ان الكثير من مواطني ديالى سواء كانوا مهجرين في المحافظات الاخرى او الذين ما زالوا يقيمون في كربلاء يشاركون في الاعتصام..مضيفا انهم سيطالبون الحكومة بالقضاء على الارهاب المتمثل بتنظيم القاعدة وازلام النظام الصدامي وتوفير الظروف الامنة لعودة النازحين الى ديارهم، وكذلك للمطالبة بتفعيل دور القضاء في ديالى وتعيين قضاة من خارجها لتجنب الضغط عليهم.واكد ان المعتصمين يطالبون بتسليم الملف الامني للقوات العراقية وتعزيز قدراتها العسكرية بالمعدات والتجهيزات الحديثة القادرة على التصدي للارهاب، وتعويض المتضررين وضحايا الارهاب بما يتلاءم وحجم التضحية، اضافة الى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي المترديين في ديالى، ومقاضاة المفسدين في الاجهزة الادارية والامنية.ومن الجدير بالذكر أن الاعتصام قد بدأ يوم الثلاثاء الموافق24/4/2007م، وهو مفتوح إلى أن تتحقق مطاليبهم في استئصال شأفة الارهاب من محافظة ديالى وعودة جميع المهجرين الذين تركوا منازلهم تحت حراب التكفيريين والصداميين. وحضر وفد حكومي برئاسة وزير النفط الدكتور (حسين الشهرستاني ) اضافة الى وزيرالعمل (محمود الراضي ) ووزيرالهجرة (رحمن عبد الصمد ) وعضوة مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد الدكتورة (عامرة البلداوي ) الاعتصام. حيث قدم المعتصمون عرضا مسرحيا يجسد المعاناة التي يلاقيها اهالي محافظة ديالى من قبل التكفريين والصداميين، وعرضا للصور الفوتغرافية يصور الضحايا وهم بلا رؤوس وعمليات حرق الجثث ومشاهدات ابكت جميع الحاضرين وبمن فيهم المسؤولين والوزراء الحضور، فيما اجتمع بعد العرض المسرحي وفداً من المعتصمين بالمسؤوليين والوزراء في العتبة الحسينية المطهرة لمناقشة السبل الكفيلة بحل ازمة هؤلاء.وصرح الاستاذ (عبد الباقي سالم ): اننا في البدء سألنا الوفد ان كان مبعوثا من الحكومة ام انه جاء لمساندتنا فأجاب وزير العمل بأنهم جاءوا مساندين للاعتصام، ثم طرحنا مظلومية اهالي ديالى وعاتبنا الحكومة العراقية خلال هذا اللقاء على الظلم والحيف والاجحاف الذي حصل لاهالي مدينة ديالى وخاصة الشيعة منهم من قبل الحكومة المركزية وقوات الاحتلال، وبما ان الحكومة الحالية هي الراعية لهذا الشعب في العراق فهم سيتحملون المسؤولية الاولى امام الله والشعب وسوف يحاسبون امام الله على هذا الذي حصل في ديالى، وقمنا برفع عدة مطاليب ولكن الوفد لم يكن لديه اي رأي في القبول او الرفض ولكنهم واعدونا بأيصالها الى دولة رئيس الوزراء نوري المالكي. واضاف (عبد الباقي سالم) بان المعتصمين واهالي ديالى يطمحون بأن تكون الدولة والحكومة الحالية جادة في عملها، مؤكداً ان الحكومة الحالية لم تكن بالمستوى المطلوب في مؤازرة اهالي محافظة ديالى الذين نهبت اموالهم، حيث ان الحكومة قد اهتمت بقضية (صابرين الجنابي ) اكثر من اهتمامها بنا كمواطنين نقتل يوميا من قبل الارهابيين والصداميين والبعثيين. من جهة اخرى بيّن (عبد الباقي) للمسؤولين في الدولة ان اهالي ديالى الذين ذبحوا ويذبحون يومياًهم الذين انجحوا الدستور والاستفتاء عليه، حيث كانت اصواتهم بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير لاسيما أمام أولئك الذين كانوا يهدفون الى افشال العملية الديمقراطية والدستور العراقي.كما واعرب (سالم ) عن استياءه لوكالات الاخبار والفضائيات لعدم تغطية مآسي محافظة ديالى، وهذا ما جعلنا نقيم هذا المعرض الفوتغراقي لضحايا الارهاب في منطقة بين الحرمين، وان ما تم عرضه من صور هو غيض من فيض، فعدد شهداء ديالى من الارهاب يبلغ حوالي( 10000) شهيد اما ما تم عرضه من صور فهم (100 ) شهيد فقط.وتمخضت عن الاعتصام لجنة صياغة مطاليب المعتصمين من ابناء محافظة ديالى المجتمعين في كربلاء المقدسة التي استقبلت أثناء الاعتصام المئات من الطلبات، وبغية توحيدها في نقاط محددة بعد تحليلها ودراستها، اجتمعت هذه اللجنة عصر الجمعة (27 نيسان 2007 ) وتوصلت الى ما يلي:-1- تنفيذ حملة عسكرية كبيرة ونوعية وسريعة برؤية عراقية لأن قوات الاحتلال مضللة، وطلب او تشكيل قوة امنية من ابناء المحافظة لتعزيز الحملة، والمطالبة بالافراج الفوري عن الضباط المخلصين المعتقلين لدى قوات الاحتلال.2- تشكيل نقاط حراسة وحماية ميدانية للمناطق التي تتعرض للهجمات الأرهابية، واضفاء الصفة الشرعية على القائمين بها على غرار تجربة محافظة الانبار.3- الأمور المتعلقة بـ (القضاء ) ونوجزها:أ – إحالة المهتمين بجرائم ارهابية الى محكمة الجنايات المركزية في بغداد. ب – ضرورة تواجد قضاة التحقيق في مقرات الوحدات العسكرية. 4- اقالة محافظ ديالى ونائبه ومعاونيه وتطهير الاجهزة الادارية والامنية.5- تعويض سخي للمتضررين وضحايا الارهاب بما يتلائم وحجم الاضرار وتطبيق سريع للمادة 128 من الدستور.6- مطالبة وزارتي التربية والتعليم العالي بوضع آلية خاصة لتلاميذ وطلبة واساتذة محافظة ديالى من المهجرين وعدم مطالبتهم بالوثائق والبطاقات المدرسية في الوضع الحالي ومطالبتهم بها حين يكون ذلك ممكنا، وفتح مراكز امتحانية في محيط سكن المتواجدين في المحافظة.7- حماية الاقليات ولا سيما التركمان في مناطق تواجدهم، وشمول العرب المرحلين من خانقين وتوابعها بالمادة 140 من الدستور.8- مطالبة الوزارات المعنية باحكام سيطرتها الكاملة على مصادر المياه والطاقة وتأمين وصول الامدادات الغذائية والوقود والرواتب للمتواجدين في مدنهم وتسهيل الاجراءات ذاتها للنازحين والمهجرين.9- تشكيل لجنة برلمانية لمتابعة تنفيذ وتحقيق ما اتفق عليه بين اللجنة المفاوضة والمعتصمين.10- تشكيل لجان استشارية من المعتصمين للعمل مع مكتب دولة رئيس الوزراء. 11- تنسيق العمل بين لجنة ممثلة من المعتصمين ومكتب الاسناد. 12- وقف كافة الاجراءات القانونية بحق كل منتسب الى دوائر الدولة من تبعات وما يترتب عليه بسبب الظرف الامني للمحافظة وصرف رواتبهم السابقة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك