المقالات

(وحدة العراق خط احمر) شعار لمعركة التقسيم /


حافظ آل بشارة

المذبحة العراقية مستمرة ، الجميع يعيش مرحلة (تطبيع المذبحة) تطبيع طوعي وتطبيع اجباري ، اصبحت أخبار التفجيرات والخطف والقتل ، لا تهز مشاعر الناس ، السيناريو متكرر : تشييع ، دفن ، اقامة مجالس الفاتحة ، استهداف مجالس الفاتحة نفسها وتفجيرها لاضافة ضحايا جدد وفواتح جديدة ، وهكذا ، متعهدو الفواتح حاضرون ينصبون الخيم ويطبخون الطعام ويعدون الشاي للمعزين ، مهنتهم مربحة ، وان سألت احدهم عن رزقه اجاب هامسا : الحمد لله خير من الله ، اصبحت العواجل التلفزيونية لا تثير فضول المشاهد ، اهل الشهداء يبكون يوما واحدا ثم يعودون الى حياتهم الطبيعية ، الارهاب اصبح السلطة الاقوى في البلد ، يختار لعملياته الزمان والمكان بحرية تامة ، تصعيد منتظم هدفه ايصال البلد الى الحرب الاهلية ، أو ما يسمى البلقنة او اللبننة ، وما عجز عنه سنة 2006 قد ينجح فيه الآن ، يعتقد بعض المراقبين ان هذه المعركة هي معركة تقسيم العراق ، بعض الساسة يرى التقسيم قدرا لا مفر منه فيقابله بتخاذل واستسلام كامل ، وربما هناك اطراف تشارك في المشروع سرا وتستنكره علنا ، ثم يسأل البعض الا يمكن تقسيم العراق بدون مذابح ؟ فالدم اهم من الوحدة ! وللانسان ثلاث حرمات الدم والعرض والمال يهون امامها كل شيء ، اصحاب المشروع يعتقدون ان تقسيم بلد موحد ليس سهلا ، يتطلب الأمر اراقة انهار من الدماء وزرع الثارات بين مكوناته ، وجعل المواطنين العاديين يتقاتلون من بيت الى بيت ، يصبح العراقي مستعدا لشرب دم العراقي الآخر من مكون طائفي مختلف ، الى أن يشعر الجميع بأن استمرار الوحدة الوطنية اهانة له وتهديد لوجوده ! وفي النهاية سيبدو التقسيم وكأنه يجري تلبية لطلب المواطنين ، لانه الحل الوحيد ، لكن اصحاب المشروع المنافقين سيقولون : لا ، هذه خيانة ، ان وحدة العراق خط احمر ، يقولونها وهم ضاحكون ، مشروع التقسيم هو ليس مشروع الشعب بل مشروع نخبة سياسية مكلفة ومدعومة ، الشعب يحلم بوطن موحد قوي غني مستقل وذي سيادة ، دول في المنطقة تنفق المليارات لتنفيذ هذا المشروع ، كان الهدف القديم ازاحة (الشيعة) من السلطة ، لكن اتضح لاحقا ان هذا المشروع لاقيمة له مقابل مشروع دولي اكبر هدفه تقسيم دول المنطقة ، مصر وسورية والعراق ، اهم ثلاث دول في الشرق الاوسط ، منع التقسيم ممكن اذا قرر الساسة الشرفاء افشاله ، ولكن ما هو تعريف السياسي الشريف ؟ هو ذلك السياسي الذي يمثل مصلحة شعبه ولا يقبل ان يكون عميلا للقوى الاجنبية ، هذا النوع من الساسة هو الذي يجب ان يتصدر المشهد لمنع الكارثة المتعددة الوجوه ، اذكر لي دويلة واحدة ناتجة من تقسيم بلد كبير استطاعت ان تعيش بعافية وتتطور ، يوغسلافيا قسمت فغابت هي واجزاؤها الجديدة ، الاتحاد السوفيتي قسموه ولم يحرز اي جزء منه اي تقدم او نجاح ، اول درس اجتماعي في الابتدائية (الاتحاد قوة) ، من صوبهم في لحظة تمزيق الاتحاد السوفيتي اعلنوا توحيد الالمانيتين ، والمعنى واضح .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك