المقالات

يكفينا الله شر القتال


علي السيد جعفر

حالة طبيعية تقوقع مكونات عرقية ومذهبية على نفسها وإنزوائها بعيداً في " محميات " لها ، خاصة تلك التي تستشعر خطراً وخوفاً من شريك آخر في بلدان مثل العراق تعرض لزلزال كبير بحجم تغيير نيسان 2003 لايوازيه في الحجم أحداث تأريخية كبيرة بدءاً بالثورة الفرنسية ، الحربين الكونيتين وإنتهاءاً بأحداث برجي التجارة العالمية في نيويورك ، لم يتفق مواطنيه بعد على حتمية التغيير وضرورته لبناء جديد ، منهم من يراه إحتلالاً غاشماً أسقط نظاماً " وطنياً " والوطنية هنا لاتعني بالضرورة حسها المتعارف عليه من نكران ذات وتضحية تسهم في رفعة ورقيَ وطن بل إنتماء طبيعي لحامل بطاقة هوية ذلك البلد ، صكٌ ينأى به بعيداً عن وصمات " العمالة " لقادة جدد قادتهم دبابة " محتل " لسدة الحكم ، ومن يجد فيه متنفساً لحرية وإنعتاق ، تقوقع بدافع الحفاظ على هوية المكون العرقي أو المذهبي من " إنصهار " ما وضياع قد يصيب موروث حضاري له تارة وأخرى من إبادة جماعية قد يقدم عليها " منتصر " إنتقاماً لأبناء جلدته وماعانوه من كبت وإضطهاد طوال عقود ساهمت في تجذيره وترسيخه طبيعة المنطقة وتعقيداتها السكانية ومظالم الناس الكثيرة فيها مع إرث كبير من الكراهية محمل بغبار صحراء لحروب الصحابة .كتبت " هل من عاقل ؟ " عن خلل كبير يصيب بناء الدولة في عراق مابعد صدام حسين ومظالم وتحسس كبير لطائفة " سنية " من إستفزازات السلطة ومؤسساتها لهم والغلوَ في إبراز ظاهرة " شيعية " على حساب مشاعرهم ، أنتقدنا فيها أصحاب القرار مع الدعوة لضرورة مراجعة الكثير من السياسات المتبعة في معالجة قضايا كثيرة شائكة كملف الإرهاب المسلط سيفاً حتى على رقاب الأبرياء منهم والميليشيات التي تصول وتجول بمناطق واسعة من بغداد وبقية المحافظات دون رادع من دولة أو قانون ، تتحكم بلباس الناس ومشربهم ، إيمانهم وكفرهم شأنها في ذلك شأن تكفيريو القاعدة أيام سطوتهم وإعلان دولتهم .ننقد أخطاء السلطة " الجديدة " هنا ونشد على يدها هناك ، لم تصبنا عقد وأمراض الكراهية الشخصية المزمنة لـ " سلطان " زمانه أو " مختار " عصره مع كثرة أخطاءه و " صبيان " الدعوة تلتهم الدولة كصغير الجراد مع النبتة الطرية ، شاركتهم فيها وأنغمست في فسادهم بقية الكتل السياسية المؤتلفة في وزارته حتى عاب عليه الفعل من لجأ إليهم أيام " محنته " فأعانوه " قسراً " خشيه إنفلات لجام السلطة وفقدانها واليوم مرعوبون متخوفون من ديكتاتورية ناشئة جديدة تطيح بأحلامهم ومراكز نفوذهم في شارع قد يجد في الرجل رمزاً للدفاع عن " مكاسب " الطائفة إذا ماأستمر تصاعد الخطاب الطائفي والنظرة " الدونية " له من على منابر جمعات إعتصامات المناطق الغربية .سطوري هذه تكتب مع انباء إختطاف عائلة كربلائية قادمة من عمان على الخط السريع في الأنبار وعدد من منتسبي شرطة المحافظة ، نتمنى أن يفرج عنهم بأسرع وقت مع تساءل مشروع لنا نتوجه به لأهالي تلك المناطق وقادة إعتصاماتها : إلى أين تتصورون الأمر موصل بخطاب المرضى منكم وقطع الطريق على الأبرياء ؟ لحرب أهلية ؟ كونوا على إطمئنان لن ينالكم من شررها إلا القليل ، حماكم منها والكثير غيركم عزل مناطقي للسكان على أساس مذهبي ، بغداد ساحة حربها والطعن والضرب و "أنداد " لكم فيها أكثر عدداً وعدة وطبول حربهم تُسمع كل يوم ، وماأجل بالأمس مع تواجد " محتل " وحكماء قوم لأنجز الأمر في حينه .نصيحتنا لكم بالتعقل والحكمة وفيكم من يتحلى بهما ولاتغرنكم صراخات التهليل والتكبير وأزيز الرصاص ونصرة الأعراب وإدفعوا بالتي هيَ أحسن يكفينا الله وإياكم شر القتال .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-05-20
يكفبك شر القتال عندما تقتل عدوك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك