المقالات

الإرهاب يقطع الأوصال ويتقدم نحو الحرب الأهلية والتقسيم


هادي ندا المالكي

حققت المجاميع الارهابية تقدما كبيرا خلال الايام والاسابيع الماضية في مواجهتها مع القوات الامنية ومع اجهزة السونار الفاسدة والكلاب البوليسية ووكالات وزارة الدفاع والداخلية وتمكنت من اعادة اجواء الاحتقان والخوف الى النفوس والى الشوارع في بادرة سيئة لاحتمال تكرار مشاهد ما حدث من احتقان في عامي 2005 و2006 خاصة بعد موجات التفجيرات الارهابية بالعبوات والمفخخات والاحزمة الناسفة والكاتمة التي طالت اماكن منتخبة ومهمة في بغداد وعدد من المحافظات تم فيها مراعات التنوع الطائفي والعرقي بعد ان كانت في السابق تقتصر على مكون واحد وهو المكون الشيعي.الالية الجديدة المتبعة من قبل الارهاب في ضرب اهداف منتخبة لابناء المكون السني وضرب اهداف منتخبة للمكون الشيعي يلحقها ضرب تجمعات للايزيدية وهدم كنيسة للاخوة المسيح ليكون المشهد الدامي قد طال الجميع وبالتالي سيكون الجميع ضد الجميع اما الحكومة والاجهزة الامنية فلا زالت منشغلة باجهزة السونار ومعركة فاعليتها من عدمها والتعيين بالوكالات وبيع المناصب الامنية العليا.. وما هو جديد ليس في انتقاء الاهداف وخلط الاوراق بل في تغيير التوقيت ففي الوقت الذي كان دوي المفخخات والاحزمة الناسفة والكواتم يتم في ساعات الصباح الباكر ارتأى قادة المجاميع الارهابية تغيير اللعبة وتحويل وقتها الى المساء والى الليل وهذا التغيير يحسب للمجاميع الارهابية ويسجل ضعفا لدى الاجهزة الامنية بصورة عامة والى الجهد الاستخباري بصورة خاصة لان هؤلاء الان عرفوا ان الارهابيين قد غيروا من ستراتيجيتهم لكن بعد خراب بغداد.والحديث عن تحميل المسؤولية او من هي الجهة المعنية لتحميلها هذا الفشل اصبح امرا عقيما لان حياة وارواح العراقيين اصبحت غير ذات قيمة طالما ان راس القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية والدفاع سالمين وان القائد العام للقوات المسلحة ربما هو الان في حالة من النشوة والانتصار لانه يعتقد ان الذهاب الى حرب طائفية افضل من الذهاب الى صناديق الاقتراع التي ستاتي بما لا يحب ولا يريد اما الحرب الاهلية فستبقيه فترة طويله وستجعله المنقذ والمخلص ومختار زمانه وبقاء منصبي وزيري الداخلية والدفاع ومعه قادة الفرق والالوية شاغرا فله قصة لا يعلمها الا السيد المالكي وستبقى هذه القصة حبيسة الصدور الى ان تتحقق احدى الكارثتين اما الحرب الاهلية او بقاء المالكي فترة اخرى.المؤشرات الاولية تقول ان العراق في طريقه الى الهاوية اذا ما بقيت بوصلة الارهاب والتظاهرات تسجل علامات التقدم على الحكومة وعلى الاجهزة الامنية وربما سيتلاشى صوت التعقل والدعوة الى التهدئة والحوار لان صوت السلاح والمفخخات ورائحة الدم الذي لم يتوقف تتعالى.ان حدوث ما يخاف منه في المرحلة المقبلة سوف يكون كارثيا اذا ما تحقق لان العراق سيكون ساحة للصراع العربي الطائفي والاقليمي والدولي وسندفع ثمن استهتارنا بارواح وممتلكات وحقوق الناس غاليا ولن يفيدنا التعليل والتاويل والتبرير وحسن الضن.لازالت هناك بارقة امل لوقف التداعي السريع في الوضع الامني اذا ما جلس العقلاء من رجال دين وسياسيين ومفكرين الى طاولة حوار حقيقية وبرغبة صادقة لتحديد وتفكيل ومعالجة المشاكل التي من شانها ان تعيدنا الى البيت العراقي وتبعدنا عن مربع الاقتتال الطائفي والتقسيم لا سامح الله.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-05-20
التقسيم الى ثلاث دول افضل من الوضع الحالي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك