المقالات

الحكومة تقيم دعوى ضد أغنية "حجيك مطر صيف"


عباس المرياني

تمثل الأمطار مصدرا مهما من مصادر المياه وعنصرا اساسيا من عناصر تشكيل البحار والمحيطات والأنهار وتلعب دورا كبيرا في توفير السلة الغذائية لعدد من الدول التي لا توجد فيها انهار او بحيرات او مسطحات مائية ولولا نعمة الأمطار لأصبحت الارض صحراء جرداء ولنضبت البحار والمحيطات والأنهار ولانعدمت الحياة على الأرض.وتنتظر الكثير من دول العالم" خاصة في الوقت الراهن الذي يشهد فيه العالم تصحرا وجفافا" الأمطار بلهفة وشوق من اجل إدامة حيوية الأرض وتبدل المناخ والتخلص من الغازات والأتربة والتلوث البيئي الذي يشكل معدلات عالية خاصة في المدن المزدحمة اضافة الى سقي المزروعات والاهم من كل هذا هو خزن الأمطار والاستفادة منها للاستخدامات البشرية والزراعية والحيوانية،خاصة في الدول التي تقدر قيمة المياه لانها تعتبر الأمطار قضية مفصلية وقضية حياة او موت لهذا فإنها تتهيأ لها بطريقة تجعلها لا تفرط بقطرة واحدة من الأمطار وكلما كانت كمية الامطار كبيرة كلما كانت منافع الدولة وتدابيرها بمستوى هذا الحدث بل ان زيادة الكميات المتوفرة من الأمطار يمثل عنصر اطمئنان وفرح لهذه الدول لانها تستطيع زيادة المشاريع والمساحات المزروعة دون اللجوء الى مصادر قد يصعب الحصول عليها.ويعتبر العراق حالة استثنائية في مسالة الاستفادة من مياه الأمطار فهي نقمة في كل زمان ومكان سواء في المناطق الحضرية او الريفية في الصيف او في الشتاء لانه لم يضع في حساباته الاستفادة من هذه النعمة الربانية بسبب غياب الرؤية والمنهج وبسبب غياب التخطيط والدراسات الواقعية وعدم وجود الخزانات والسدود الخاصة لهذا الغرض وكذلك بسبب حالة اللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية التي تغلف شعور المسؤولين في المفاصل المعنية.الشيء الأدهى والأمر ان العراق بحاجة فعلية لمثل هذه الأمطار لان الكثير من أراضية تجردت من خضرتها وهجرها الفلاح والطير ولم يعد العراق ارض السواد بل أصبح ارض التراب ،كما انه في حالة من الخصام والصراع مع دول الجوار التي تمسك بعصمة منابع الأنهار خاصة تركيا العثمانية وسوريا وكذلك إيران.ان ما جرى في العراق وعلى مدار الأسابيع الماضية من حالة استثنائية لسقوط كميات كبيرة من الأمطار كان سيجنب العراق الكثير من المشاكل وسيجنبه الدخول في صراعات مع الدول المتشاطئة" ولو لفترة محدودة "لو أحسن خزن هذه المياه واستثمرها بصورة صحيحة الا ان ما حدث مثل كارثة بكل معنى الكلمة لان ما جادت به السماء من غيث تسبب بكارثة إنسانية وهجرة جماعية إجبارية وأدى الى خسائر بشرية خلفت قتلى وجرحى وتسبب بخسائر مادية" زراعية وحيوانية " .يبدوا ان الحكومة العراقية والحكومات المحلية وعلى مر العصور كانت تتعامل مع امطار الصيف على اساس نظرية"حجيك مطر صيف ..ما بلل اليمشون" لذلك لم تقم بما هو واجب عليها من استعدادات وتحصينات لمثل هذه الحالات الطارئة وربا ستقوم الحكومة ووزارة الموارد المائية برفع دعوى غش وكذب على كاتب وملحن ومطرب الاغنية لانهما ضللا الحكومة ومنعاها من اتخاذ الاحتياطات المطلوبة لمواجهة الامطار.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك