المقالات

ميثاق الشرف لمن يحترمه


محمد حسن الساعدي

مع نهاية الانتخابات وبروز القوى التي تصدرت المشهد السياسي الانتخابي لمجالس المحافظات ، ونجاح بعض القوى السياسية ومنه المجلس الاعلى ، والذي كثيراً ما كانت النوايا بتحويله الى مؤسسه مجتمع مدني ،ليتفاجأ الجميع بما حققه من نجاح كبير بتصدره بالمرتبة الاولى من حيث تسلسل الكتل في العراق ، أذ حصل المجلس الاعلى على 61 مقعد في عموم المحافظات ،برزت ظاهرة جديدة هي الالتفاف على الاتفاقات السابقة ومواثيق الشرف التي وقعت مع المجلس الاعلى من قبل دولة القانون .يقول المثل الشائع خير لك أن تأتي متأخرا على أن لا تأتي، وخير لنا أن نسعى جاهدين لوضع ونلتزم بميثاق شرف كتبناه ووقعنا عليه ، على أن تبقى أمورنا سائبة ، بعد أن استفحل الفساد واستشرى المفسدون، وأصبح الفساد مؤسسة امتدت قنواتها، حتى دخلت كل مفصل من مفاصل الحكومات المركزية والمحلية ، ولحقت بالكثيرين من الناس الضرر الكبير جراء سوء الخدمات ، وهدر المال العام ، واستشراء الفساد والمفسدين في مفاصل الدولة العراقية .الضمير يعد نقيضا للفساد، لأن من لا يملك الضمير لا ذمة هو من يقوم بالفساد ويمارسه، لغياب حالة الضمير التي لابد وأن تكون واحدة من سمات الإنسان الفاضل، الذي يملك صفة الإيثار، ويبتعد عن حب الذات، والتلهي بأمور نفسه على حساب أمور ومصالح الشعب المسحوق.ان الدول التي أفل نجمها، والتي انهارت، قد كان للفساد الإداري والمالي نصيبه الأكبر في غيابها عن المسرح السياسي ، فللشرف من معايير تساهم في إرساء الدولة، وتماسك المجتمع والسعي لجمع كلمة الوطن والمواطن، مما يحافظ على ديمومة الدولة بمساعدتها على أداء واجباتها، في ضوء إتباع الحق والعدل، ليبتعد عن مخاطر الفساد وتلاعب المفسدين، لا يعم الفساد ولا ينتشر إلا في غياب الشرف، ومجتمعنا أخذت كلمة الشرف فيه كالغريب في مجتمع، لا يعرف إلى أين يسير والى أين يتجه، فان لم يمعن التفكير ويستخدم العقل يضيع، ومجتمعنا يضيع فيه من يملك الشرف، لأن حالة الفساد قد غطت عليه، وبات الشريف مثار تندر وتهكم من قياصرة الفساد وأتباعهم والمنتفعين منهم.من هذا المنطلق ، وتأسيساً لهذه الكلمات ، يجب على الكتل السياسية لت تلتزم بما وقعت عليه ، وتكون ذات مصداقية امام جمهورها ، ولا تلتف على هذا الميثاق، محاولة منها للتضييق على الكتل الاخرى .ان ميثاق الشرف يجب أن يشمل كل المعنيين الذين شاركو في انتخابات مجالس المحافظات ، تأسيساً لديمقراطيه جديدة تبنى على اساس التسليم السلمي للسلطة، وان كان رجال الخدمة في مجالس المحافظات، يجب أن يكونوا في المقدمة، ليكونوا نموذجا في الحكم الصالح، الذي نسعى اليه، بحيث لا تستخدم السلطة ولا الجاه ولا الثروة في تنمية الفساد، والتشجيع عليه، ووضع العقبات والحواجز في تطبيق القانون، لردع الفاسدين وإنزال العقوبات الصارمة في حقهم، لأنهم يعتدون على الدولة والمجتمع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك