المقالات

القرضاوي وغزة وتقبيل اليد من قبل هنية


خضير العواد

لقد واجهت غزة الكيان الصهيوني وحيدةً تستقبل صواريخه ودباباته ومدفعيته وطائراته بصدرها العاري من كل شيء إلا من بعض الصواريخ التي قدمتها لهم إيران ، فلم تقدم الدول العربية المساعدة لشعب غزة بل قطعت عنها حتى الأكل والدواء بحصار قاتل بل مدمر ، ويدعم هذه الحكومات العربية وعّاظ السلاطين الذين يشرعنون مواقفهم الإجرامية الظالمة ، وكم أستهترت الجامعة العربية بمعانات غزة بل دعمت هذه الجامعة المواقف المعادية للأنظمة العربية لحماس وأهل غزة ، حتى لم يبقى ناصر ولا معين ينظر لهم بنظرة رحيمة إلا مثلث المقاومة المتمثل بإيران وسوريا وحزب الله ، وبقى هذا المثلث الصامد يدعم المواقف الوطنية المقاومة لغزة وتنظيماتها الفلسطينية كحماس والجهاد حتى أوقفوها على أرجلها وجعلوها تنتفض بوجه الكيان الصهيوني وتدمر كبريائه لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية عندما وصلت صواريخ المقاومين الى تل أبيب في العدوان الأخير وقد أجبروا إسرائيل في إقاف العدوان وكل هذا تم بدعم هذا المثلث البطل الذي بقى وفيّ للمقاومة والمقاومين ، ولكن في كل هذه الأحداث لم يظهر صوت القرضاوي على الساحة بل بقى صامتاً وإذا تكلم فلا يسمع إلا نفسه ، لأن اسياده القطريين لم يأذنوا له بالكلام بل على العكس كانت يداه مفتوحةً لمصافحة أيدي اليهود التي تقطر من دماء الفلسطينين وقد تمت عدة لقاءات ما بينه وبين الساسة أو المسؤولين اليهود ، ولم يتذكر في هذه اللقاءات معانات إخوانه في غزة بل لم يظهر له أي موقف مشرف وقوي في كل عدوان ولم يرفض بشكل علني وقوي الحصار الذي قامت به الأنظمة العربية حول غزة ، وحتى تصرفات الإخوان الأخيرة ضد غزة لم يرفضها أو ينتقدها شيخ وعّاظ السلاطين ، بل في كثير من الأحيان نلاحظ هذا الشيخ يمدح الناتو والأمريكان ، بل جعل الناتو قمة الحق عندما قال لو خرج الرسول (ص) لألتحق بالناتو ؟؟؟؟؟؟ ، وقد شكر هذا الواعظ الأمريكان لأنهم دعموا القتلة والمجرمين على قتل الشعب المسلم في سوريا بل طلب منه المزيد من الدعم والقتل ، بل ذكّرَالأمريكان بمواقفهم الإنسانية ونصرتهم للمظلومين في العالم ؟؟؟؟؟ ، وقد نسى هذا الواعظ المواقف الأمريكية الداعمة لإسرائيل بل هي التي تشرع الإجرام اليهودي ضد الفلسطينين والمدافعة الأولى عنهم في العالم وهي التي أستعملت العشرات من حق الفيتو ضد أي قرار يصدر لأدانة أعمال إسرائيل الإجرامية ضد أهل غزة وتنظيماتها المقاومة وفي مقدمتهم حماس والجهاد ، ولكن كل الذي صدر من شيخ وعّاظ السلاطين القرضاوي ليس بغريب لأنه لا يتحرك إلا بأوامر سيدته موزة ومن ثم أميره حمد ، ولكن الغريب في الأمر كيف يُقَبِّل إسماعيل هنية اليد التي صافحت أيدي اليهود القتلة التي تقطر من دماء شعبه المقاوم في جميع الأراضي الفلسطينية ، وكيف يمدح اللسان الذي مدح الأمريكان بل جعلها المنادية بحقوق الإنسان وهي تدافع صباحاً ومساءاً عن الكيان الصهيوني وأعماله الإجرايمة ضد الشعب الفلسطيني ، وماذا قدم واعظ السلاطين قرضاوي للقضية الفلسطينية وهو مرتمي بحضن الإمارة القطرية الممثل الأول لإسرائيل في المنطقة والمنفذة لكل مخططاتها العدوانية ضد الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني حتى يستقبله إسماعيل هنية هذا الإستقبال ، ولكن قد تكون الطائفية المقيتة التي تعشعش في قلوب قادة حماس هي التي حركت إسماعيل هنية على حرارة الإستقبال هذه أو الضغط القطري هو الذي دفعه لأن يقوم بهذا الدور لكي يبين أهمية هذا الشيخ على الساحة العربية والفلسطينية لكي يقوم بدوره الذي تخططه له القيادة القطرية على أفضل وجه ، ففي كلتا الحالتين فلم يكن إسماعيل هنية مدافعاً حقيقياً عن قضيته الفلسطينية وشعبه المحاصر وهو يقدم الولاء والإحترام لرجل قبَّل أيدي اليهود حتى الثمالة و دعم بكل الأدوات كل جهة تريد ضرب الخط العربي المقاوم وزَرَعَ الفتنة في كل مدينة عربية تقرباً لأمريته موزة وزوجها ربيب الصهيونية العالمية حمد .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
خضير العواد
2013-05-11
شكراً على هذا التعليق الجميل يا أخي النجفي المحترم وأتمنى أن بكون تفكير الشباب الشيعي هكذا ولكم مني جزيل الشكر والتقدير
احمد
2013-05-11
الامور مکشوفه من زمان بس هذه هی السیاسه التی لاتعرف صاحب ولاصدیق کلهه مزایدات للبقاء في الحكم اكثر والعاقل تكفيه الاشاره
النجفي
2013-05-10
ليس العتب على قاده حماس بل العتب على الذي لم يفهم هذا الاختلاف الايديولوجي بيننا وبين حماس بل من دمر الشيعه من اجل النواصب فرغم التضحيات الجسام التي قدمتها ايران وحزب الله من اجل القضيه الفلسطنيه تراهم يستقبلون فاتح فلسطين القرضاوي رغم سبه للشيعه فحري بنا ان نهتم بانفسنا وان نترك فلسطيين للقرضاوي وامثاله حفره قبور الصحابه لكي لانكون فلسطنيين اكثر من الفلسطنيين والسبب هو ابتعادنا عن منهج اهل البيت الذي ارادوا منا مراعاه التقيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك