المقالات

الاقليم السني بين الفعل ورد الفعل


محمد حسن الساعدي

أشار الدستور العراقي بصورة واضحة ولا تقبل الشك الى موضوعة الفيدراليه حيث يعتبر الدستور العراقي لعام 2005 أول دستور شرعي في العراق وفي العالم العربي تم الاستفتاء والتصويت عليه بنزاهة من خلال عملية ديمقراطية اعترفت بها الامم المتحدة والمجتمع الدولي ونال نسبة ثمانين بالمائة من موافقة العراقيين، حيث نصت المادة الأولى من هذا الدستور على أن "جمهورية العراق دولةٌ اتحاديةٌ واحدةٌ مستقلةٌ ذات سيادة كاملة"، والاتحادية تعني الفيدرالية، والتي تعد من الضرورات الوطنية والتي يجب التزام الكيانات السياسية العراقية بالتطبيق الفعلي لهذه المادة المهمة في الدستور الدائم عن طريق تطبيق النظام الاتحادي أي الفيدرالي وتعميمه على المحافظات لاقامة الأقاليم وعدم حصره باقليم كردستان، لتميز هذا النظام الاداري الحديث بميزات عديدة تساعد على إقامة وإرساء حكومات محلية فعالة وقائمة على النهج الديمقراطي ومتسمة بالإدارة الناجحة لتحقيق مطالب المجموعات السكانية الممثلة لها حسب مناطقها ووحداتها الادارية والاقتصادية، والدستور الدائم هو الضامن الوحيد لإدارة الدولة العراقية الجديدة وفق اسس حديثة ومن هذه الاسس هي اقامة الاقاليم العراقية.اليوم من يسعى الى أقامة مثل هذه الاقاليم ، على أسس مذهبيه وطائفية ، لايمكن ان يُنظر الى هذا المخطط الا كونه يستعد لاعلان الدولة السنيه في المنطقة الغربيه ، لتبدأ عمليه الصراع والاقتتال الطائفي في العراق ،بل أن تشكيل إقليم سني في العراق، سيمزق وحدة البلاد وانه خسارة للجميع، وان الرابح من تشكيله هي الاجندات والدول الاقليميه ، للسعي الى تفتيت وحدة العراق ، وتمكين القوى الظلاميه من السيطرة على شعبه ومقدراته .إن الترويج الاعلامي عن أنشاء إقليم سني، يأتي ضمن مخطط لإنشائه وتقسيم العراق، وما هذه التظاهرات الا مقدمة لإعلان هذا الاقليم ، والموجه بصورة مخطط لها في دول الجوار ،وان جميع العراقيين يدركون خطوة تشكيل الإقليم لانه سيمزق البلاد ، ويكون طعماً سهلاً للمؤامرات ، وملاذاً آمناً للإرهاب وقادته ، ورموز العبث الهاربين من قبضه العدالة .أن أقامة الإقليم السني في هذه المرحلة التي تشهد تجاذبات وصراعات داخلية وخارجية ناهيك عن التدخل الاقليمي في الإحداث في سوريا ، إلى جانب تخوف آخر من أن يكون الإقليم العربي السني حاضنة للبعث وتنظيم القاعدة بعد ورود معلومات من زحف هذه التنظيمات إلى داخل الأراضي العراقية بعد تدور الوضع الأمني في سوريا وهجوم قواتها النظامية على المجاميع المسلحة المدعومة دولياً وإقليميا .ومع تزامن هذا التلويح المكثف بالإقليم والتأكيد ان الإقليم السني هو الحل في وقت تمتلئ فيه ساحات العزة والكرامة والغيرة والشرف بحشود المتظاهرين والمعتصمين منذ أكثر من أربعة أشهر تطالب بحقوق مشروعة وخدمات مفقودة وتهميش وإقصاء متعمد ، أمر يثير الاستغراب والريبة مع ان هناك توافق ان لا تكون قضية الأقاليم موضع اختراق لوحدة المتظاهرين وشق صفوفهم وان لا تثار كمطلب استراتيجي او تستخدم للتلويح في حالة عدم استجابة حكومة المالكي للمطالب ،وهذا يحسب امر معيب بالحراك وانحراف باهدافه و واضح ان معظم الساحات رفعت شعار لا للطائفية ولا للتقسيم منذ اول يوم والتزمت بتوصيات الشيخ عبد الملك السعدي وفتواه وما زالت ملتزمة ، فاتقوا الله يا دعاة الأقاليم ، ودعوا الفتنة نائمة ، وحافظوا على أمانة العراق الواحد الموحد .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك