المقالات

الوهابية فيروس العصر يجب التخلص منه


خضير العواد

ترتعب الإنسانية من كلمة فيروس لأنها تمثل الدمار والموت وتهديم كل ما يعمل الإنسان على بناءه أبتداءاً من الأسرة وحتى الأوطان مروراً بالمجتمع ، وأغلب الفيروسات التي أكتشفت أخطارها محدودة بالرغم من شهرتها وخطورتها كألإيدز، لأن الإنسان يمكن أن يحمي نفسه منها أو قد يكتشف لها المضاد الذي يحدد أنتشرها ومن ثم القضاء عليها ، ولكن الفيروس الذي يرتبط بالعقيدة والغطاء الشرعي هوالأكثر خطورةً وتهديماً للمجتمع لأن مكافحته تصبح أكثر صعوبة خصوصاً إذا تلقى الدعم المادي والمعنوي كما هو الحال بالوهابية ، هذا الفيروس الذي هدم كل شيء بالمجتمع ولم يبقي حلقة إلا ودمرها وهتكها ، فلم يسلم من هذا الفيروس أي شيء في هذه المعمورة ، فقد بدأ بالأسرة عندما دمر وشوهة أقدس علاقة في هذا الكون والتي يحترمها كل كائن على سطح هذه الأرض من إنسان وحيوان وحتى الكائنات المجهرية ألا وهي علاقة الأب مع أبناءه عندما حرم جلوس الأب مع أبنته ووضع عليها علامات الإستفهام والتجريح والشبهات ، وأنا لأقدم أي دليل على قدسية هذه العلاقة من الكتاب أو السنة لأنها أطهر وأنبل علاقة يعرفها ذوي العقول وغير العقول وإنها مولودة مع الكائنات الحية بالفطرة فهل يوجد أب لا يحب أبنته أو العكس صحيح ، فإذا حطمنا هذه العلاقة المقدسة في الأسرة فهل بقية عندنا أسرة تهيء لنا مجتمعاً صالح ؟؟؟؟؟ ، فلم يترك هذا الفيروس الاسرة بل لاحقة الأب والأم والأخ والأخت والأبن والبنت الى وظائفهم وعملهم وعرض عليهم الزنا الحقيقي والمشرعن عندما طرح فكرة إرضاع الكبير لكي يمّكن المرأة أن تختلي بالرجل ، فإذا كان هذا الفيروس قد حرم إظهار أي شيء من المرأة إلا عيونها وجعلها تلبس البرقع فكيف يجعلها تخرج ما حرم الله للرجل الأجنبي ، فإذا أخرجت المرأة ما حرم الله فهل يبقى بعد ذلك حجاب أو ستر فكل شيء قد مزق وظهرت عورات النساء فماذا ستكون العلاقة بعد ذلك في المجتمع بعد هذه الفتوى فهل يبقى فرد في المجتمع لا يمارس الحرام وهل سيكون هكذا مجتمعاً صالحاً وهو يرتكب هكذا محرمات ؟؟؟؟؟ ، وفي المقابل يحرم هذا الفيروس خلوة الرجل بالشاب الوسيم بل يصل به الامر أن يحرم خروج الشاب الوسيم الى الشارع من دون قناع لأنه سوف يغري الرجال أو النساء وفي نفس الوقت يطلب من النساء أن يكن إمات لكي يمكن لهن الخروج بدون حجاب ، لم يكتفي هذا الفيروس الوهابي بالحجاب بل أراد أن ينتهك شرف هذه الأمة من خلال طرح فكرة جهاد المناكحة وخلط ماء الرجال من خلال إمكانية المرأة المجاهدة أن تنام مع عدة رجال تتابعاً وبذلك سوف نخلق مجتمعاً يدعى جميعه بأبن أبيه (أولاد زنا) وطبعاً الغاية بغض الإمام علي (ع) لأن لا يبغضه إلا أبن حيض أو أبن زنا ، وعندما يجرح المقاتل في ساحات الجهاد يمكن له أن يستمر في الجهاد من خلال مساعدة أخوته المجاهدين وأعظم مساعدة عندما يقدم نفسه (اللواطة) لهم لكي يسعدهم ويفرحهم فيكونوا أقوياء على الجهاد ، ومن قبل هذا التدمير للأسرة ومن ثم المجتمع فقد ركّز هذا الفيروس على تكفير كل من يخالفه بالعقيدة والأفكار وبذلك فقد أصبح جميع بني المعمورة كفار يجب قتلهم والتخلص منهم ، وأما ما يجري اليوم في سوريا أو العراق او باكستان فهذا مجرد أمثلة صغيرة على خطورة هذا الفيروس اللعين وليس الأمر يخص الشيعة فقط ولكن الظرف اليوم يريد ذلك ، ولكن فكرهم وعقائدهم تكفر الجميع والجميع مستهدف وفي كل مكان وبأبشع طرق القتل ومن الصعب الحمية منها ، فكيف تكون الحمية إذا كان الإنتحاري يفجر نفسه في الطائرة أو مواقف السيارات أو الأسواق أو المساجد أو الحسينيات أو الدوائر الحكومية وغيرها من الأماكن العامة التي يجتمع فيها الناس ، يدمر هذا الفيروس كل شيء يرتبط بحضارة الإنسان وتراثه ولا يعنيه الجهد البشري بل يكره أي جهد فيه الإبداع والإجتهاد فيحاول تدميره والقضاء عليه وما يجري في سوريا من تدمير للتراث الإنساني إلا أكبر مثال ، ويحاول هذا الفيروس إعادة كل الجرائم التي لم يرتكبها بيده فيقوم بأرتكابها وما تدمير ضريح الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي ونبش قبره وإخراج جثته إلا تكراراً للجريمة التي قام بها معاوية لهذا الصحابي الجليل مع رفاقه وقد أجمعت الأمة بسنتها وشيعتها على زهد وعبادة وورع هذا الصحابي الجليل ، فهل يوجد فيروس في العالم دمر الأسرة وحطم المجتمع وشرَّع الزنا واللواط وحجَّب الرجال وخلع حجاب المرأة وكفر البشر وقتل الناس بأبشع الطرق أكثر خطورة من فيروس الوهابية ، وهل يوجد في الدنيا ديناً إن كان وضعياً أم سماوياً يحلل كل هذه المفاسد ويرغب في القتل والدمار ويزرع البغض والحقد ما بين الناس كما يفعله هذا الفيروس اللعين ، لهذا فالضحية جميع البشر وليس هناك إستثناء ولكن الظرف له أهميته في أختيار الضحية أما المستهدف الحقيقي فهو الجميع ، لهذا فعلى الجميع أن يتصدوا لهذا الفيروس الذي أقلق الجميع وشوهة الأخلاق الإنسانية والعلاقات المقدسة ما بين بني البشر وأنتهك الحرمات وأفسد الطيبات وحلل الحرام وحرم الحلال وزرع الموت في كل الطرقات وأن يتحد جميع من يريد الخير والصلاح في هذه المعمورة للتخلص من هذا الفيروس الخطر والبشع الذي أسمه الوهابية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك