المقالات

من يحاسب المحرضين ومروجي خطاب الكراهية ؟!!


سعيد البدري

عندما تتحول وسيلة الاعلام الى منبر يحرض على القتل وانتهاك الحرمات واستباحة الدماء ويكون للبعض ممن يحسبون على الجهة س او صاد مواقف متشددة تدعو وتؤكد على العنف وتثير القلاقل وتوحي بانها صاحبة حق مزعوم كما راينا وشاهدنا في منصات ساحات الاعتصام عند ذاك فلا بد من وجود الية او نص دستوري او قانوني يحاسب ويجعل المحاسبة عنوانا لئلا تتحول مثل هذه المواقف والخطب التحريضية الى واقع كما حصل مع قتل الجنود الخمسة في الانبار بالرغم من ان الجميع هناك يحاول تفادي الصدام ويبرر ويتبرأ من اثار وامتدادات فعلته الشنيعة ليس هذا فحسب بل ان بعضهم يحمل النظام والقانون المسؤولية متناسيا انه من خرق وطالب بالغاء كل شيء واعلن عدم اعترافه باي شيء وهذا ان تمت ترجمته وقراءاته بشكل دقيق يعني خروجا على القانون وتنكرا للعملية السلمية فالايحاءات لم تكن كافية لاطلاق حكم كهذا لكنها باتت واقعا ملموسا بعد ان حمل بعضهم السلاح في منصة الاعتصام وخطب في الناس يطالبهم بالتصدي والزحف واستهداف قوات الامن ومنتسبيها بينما جر الجيش العراقي واجهزة الامن الاخرى الى مواجهة مع ساحات الاعتصام التي تتبنى اطراف فيها لغة السلاح وتدافع عن المجرمين بل و تأويهم يساندها في ذلك منابر وفضائيات كان مبلغ همها ان تشحن الاجواء وتزييف الحقائق وسط كل هذا وذاك انبرى البعض يبرر مثل هذا التزييف ليقول ان وسائل الاعلام ليست تحت سيطرة قادة الجيش ومسؤولي الاجهزة الامنية وعندما لاتنزل الى ساحة الحدث فلا يمكن محاسبتها لانها لم تقف على الحقيقة كاملة وهي تنقل من مصادر وهذا ليس كافيا لها وان نقلت غير الحقيقة فانها تتحدث من مصدر هو ليس لها وهي تنشر على ذمته وهذا مبرر غير مقبول كون وسائل الاعلام التي تحرض تنقل بشكل مباشر احداث ساحات الاعتصام وترى بلا ما لا يقبل الشك حجم المسلحين والمطلوبين الذين تجري معهم لقاءات حصرية وغير ذلك من تنسيق المواقف وتوحيد وتسريب خطاب ما يراد له ان يسود وهو خطاب حشد الجموع باتجاه استعداء الدولة والتجربة الديمقراطية واجهزة حفظ الامن بل واكثر من ذلك فبعض وسائل الاعلام التحريضية راحت تبث لقاءات لايشم منها رائحة الفتنة فقط بل انها الفتنة بعينها فالارهابي طه الدليمي يتحدث لا عن تظاهرات واعتصامات وحراك بل انه يقول وبالحرف ان وصول قوات الجيش الى الحويجة واعتقال الارهابيين هو تعدي على كرامة اهل السنة لان هذا الجيش يمثل الشيعة وحدهم مشيرا الى انه ومن معه كانوا في فترة ما يتصدون لمثل هذا التواجد بجعلهم اللطيفية القريبة من بغداد مقبرة للشيعة لذلك وهذا نص كلامه ان على ابناء السنة انشاء الجيوش والجماعات المسلحة بشكل مكثف و الثورة لقتل الجميع بما فيهم المواطنين العزل من الشيعة فهل هناك تحريض اكثر من ذلك ودعوات للقتل اكثر صراحة من هذه!! اما في الجانب الحكومي فلا نعلم بطبيعة الحال ماذا كانت تفعل مؤسسات وشخصيات تتلقى الدعم والتمويل من الحكومة وهي جزء منها في الحد من هذا الخطاب واين هي اجراءاتها في منع وصول الامور الى هذا المنزلق الخطير واقصد مستشارية المصالحة الوطنية ورئيسها الدكتور عامر الخزاعي الذي يتحدث عن تقليل حجم التنظيمات المسلحة الى ادنى مستوى بينما نراها تتصدر المشهد وتمارس اعمال القتل ومواجهة القوات المسلحة ولماذا لا تعلن الاتفاقات وتبقى سرية وفضفاضة يمكن التنصل عنها في وقت واين هي مبادىء الشفافية في عمل الحكومة وهيئاتها اننا كمواطنين عراقيين نطالب الدولة العراقية والحكومة بوصفها الجهة التنفيذية المسؤولة عن تطبيق القانون بمحاسبة أي شخصية أو وسيلة أعلامية تحرض على العنف وتدعو وتدعم الارهاب لتعيد من جديد حالة الاقتتال ومشاهد سفك الدماء وكما لابد من تقديم هولاء الى القضاء للحد من الارهاب وجعل من يروجون للقتل عبرة لغيرهم كما اننا نرى ان الصفقات والاتفاقيات الجانبية والالتفاف على النصوص والقوانين والتغاضي في تطبيق الاحكام لابد ان ينتهي لان المصلحة ان تكون للقانون هيبته لا ان يصبح شعارا فارغا يطبق على الفقراء والمستضعفين فقط ويستثني المتنفذين ويتجاوزهم , فأن كان سعيد اللافي مجرما وهو ثابت لدينا فلماذا لايحاسب ومن يستطيع ردع احمد العلواني واحمد ابو ريشة الذي يتحدث عن مرحلة انتهت ولا يمكن اليوم ان يترك له المجال بالتذرع بحجج واهية وهي مطالب الاعتصامات والتظاهرات مع الاشارة ان الجميع وقف مع ما هو قانوني من مطالب المتظاهرين ولازالوا كذلك ... فيا حكومتنا الموقرة متى تحقون الحق وتحاسبون من يسيء للشعب العراقي ووحدته ام ان الامر فيه محاذير لايمكنكم الحديث عنها اليوم حدثونا عنها ان كنتم تنوون التراجع وعقد صفقة جديدة مع الارهابيين ومن يستهدف ابنائنا !!...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد اللامي
2013-05-03
للاسف اخي العزيز الحكومة مشغولة بتثبيت اوضاعها وارضاء من يحركون خيوط لعبة التظاهرات في الداخل والخارج ومستشار المصالحة الوطنية يربت على اكتاف المجرمين وينسون الضحايا هذا هو العراق الجديد الذي ضحينا من اجله ؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك