المقالات

مالها الا الحوار وطاولة عمار


محمد علي الراجحي

السياسة بتعريفها العلمي فن الممكن ،كما تعرف بأنها غير خاضعة لثوابت راسخة بل تعمل وفق عوامل متحركة تفرضها الظروف المحيطة بالبيئة التي تعمل بها اي ان (لا) الرفض فيها ليست ثابته كما لايشترط ان تثبت( نعم ) القبول على طول الخط او الطريق.من هذا وفي ظل الظرف الدقيق والحساس الذي يمر به البلد والذي رفع كل اضواء التنبيه والتحذير الحمراء يجب ان يستحضر سياسيونا بمختلف اهواءهم وامزجتهم ومصالحهم المصلحة العامة وعملية البناء الاساس الذي يضمهم جميعا من اجل ديمومته ومن اجل ديمومتهم هم ومن يقف خلفهم من جماهيرهم وقواعدهم مادام نظامنا السياسي يقوم على ادارة مجموعة من الاحزاب وهو الامر الذي افرزته الانتخابات المحلية التي لم تظهر نتائجها النهائية بعد ولكن النتائج الاولية اثبتت ان الاحزاب التي ابتدأت العملية السياسية لازالت هي الخيار المفضل لدى كل الجماهير او الشر الذي لابد منه لدى البعض منها.وبعد تجريب كل الطرق ومنذ انطلاق الدورة التشريعية الحالية وافرازها لحكومة غير منسجمة اعطت صورة مشوهة للنظام الجديد بشكل لم تعطيه حتى صورة ايام الاحتراب الطائفي التي مرت على البلاد حيث لم يجمد عمل البرلمان بالشكل الذي عليه اليوم ولم تعطل الحكومة بالتقاطعات والانسحابات كما هي عليه الان، نقول بعد ان تم تجريب طريقة الاتفاقات السرية واعطاء الامتيازات والعمولات والمقاولات والاموال ونقض الاتفاقات والتسويف والتمييع والخطابات المحرضة والتخويف والتهويل ووو لم نصل الى اي نتيجة وظلت الحلول معتمة وبنتائج غير معروفة.يكاد يجمع عدد غير قليل على اهمية الحوار في المرحلة الراهنة رغم التباعد الكبير بين من يفترضوا ان يتحاوروا بين هؤلاء الجميع لازالت هنالك نقطة التقاء ظلت حبيسة غير مفعلة بصورتها التي اطلقت من اجلها في وقت كان لا يعرف من هو المتصدي لأستلام الجهاز التنفيذي او التشريعي اي بعد ظهور نتائج الانتخابات مباشرة تلكم هي دعوة عمار الحكيم للجلوس على طاولة الحوار المستديرة .في وقتها تساءلت وربما تسائل معي عدد كبير من الناس، ببراءة تارة وبخبث واستهزاء تارة اخرى عن مغزى اختيار شكل الطاولة من قبل الحكيم في دعوته ولماذا لم يهمل الاشكال الهندسية وترك الطاولة بدون تعريف واليوم ادركت بعد النظر الذي يمتلكه هذا القائد الشاب الذي اثبتت الايام قوة حدسه وبعد نظره اكثر من شركائه الذين يفوقونه سنا وفاقوه امتيازات سواء برلمانية او حكومية .التقاطعات الكبيرة بين قادتنا وعدم رغبتهم بالحوار ستجعلهم يضعون شروطا له حتى في اماكن جلوسهم وضرورة تميزها عن صاد وسين وقاف, الامر الذي ستقضي عليه استدارة الطاولة، شرط استدارة الطاولة يجب ان يكمله مستضيفها بعد ان فشلت جهود اخرى استضافت او حاولت استضافتها من اهم هذه الشروط المقبولية للمستضيف عند جميع الاطراف والحكيم يكاد يكون الوحيد الذي يستقبل الجميع ويزور الجميع بدون تحفظ او خشية .لم يبقى امام هذا الوطن المبتلى بتعقد مشاكله وتفقيس ازماته الا حل وحيد الا وهو الجلوس على (طاولة عمار) ولكن بقلوب وعقول تسعى للحل وليس لكسر الاخر ,ان يأتي عليّة القوم ليجلسوا جميعا بأنفسهم وليس من يمثلهم لأن الامر يستحق عناء السفر او الانتقال من مكان الى مكان لأنه وصل الى حد شفا الحفرة ويجب تدارك الامور قبل السقوط في هاوية الفتن .طاولة مستديرة مستضيفها ضامنها ويضمن علنية اتفاقاتها امام الجميع تضع الحلول وتداوي الجروح وتمسح الدموع تنتهي بالعناق وتصافي العقول حتى وأن بقي في القلوب شيء ما، المهم في الموضوع ان يسرع ولاة امورنا لتدارك الوضع الخطير ويتنازلون عن البروج العالية التي وضعوا انفسهم فيها بعد ان وعدونا دوما انهم من الشعب والى الشعب وان الوقت حان لتنفيذ ذلك الوعد ان كانوا صادقين .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك