المقالات

عدونا أنفسنا.. قبل أي عدو آخر...بقلم: د. عادل عبد المهدي* نائب رئيس الجمهورية المستقيل


 

 أين الحق؟ وأين الباطل؟.. فالبلاد في خطر.. وتتعالى أصوات الحرب.. والنار تنتشر، وإذا لم يوقفها العقلاء فستأكلنا جميعاً.. وسندمر للمرة الألف بلادنا ونقتل أبناءنا.... فواجب المواطن دعم الجندي لا قتله.. وواجب الجندي حماية المواطن لا قتله.. وواجب الشعب دعم حكومته وقواتها المسلحة.. فلا الجيش يجب أن يستخدم ضد الأهالي أو لإغراض سياسية.. ولا أن يسمح للإرهاب والعنف أن يخترق صفوفنا.. وواجب الحكومة رعاية الجميع.. فلا ترى قسماً من شعبها بعين وقسماً آخرا بعين أخرى.

عدونا الأول قبل غيره هو الانفعال.. وخضوعنا للظنيات.. والابتعاد عن موازين الحق.. والسقوط في سياسات باطلة.. وقرع طبول الحرب.. بمناسبة وبدون مناسبة.. يعمينا التعصب وقصر النظر. فلا نعرف كيف نعالج المرض إلا بقتل المريض. القتل خطير حددته الشرائع السماوية والوضعية بشروط لا يمكن تجاوزها بفتاوى عرجاء، أو بقرارات جائرة. وللأسف مورس القتل طويلاً في بلادنا، فهل حقق شيئاً سوى الموت والدمار ومزيد من الدماء.. هل حقق شيئاً في الاهوار والانتفاضة والأنفال وحلبجة؟ وفي بغداد والبصرة وسامراء والحلة ونينوى والدجيل والفلوجة والحويجة وكركوك وطوزخورماتو وتلعفر وغيرها؟ وهل عدنا من حروبنا مع إيران والكويت أفضل حالاً؟ وهل سنكون أفضل حالاً إن اندلعت حرب جديدة بيننا؟

فإذا ما استمر كل منا يعبئ ويرى الآخر عدوه، بل هو عدوه منذ آلاف السنين.. وان الآخر ما هو سوى متآمر أو صفوي.. فإننا ذاهبون الى حرب لا محالة.. وسنذهب إليها وكلنا على باطل. صوت التطرف يعلو على صوت العقل.. ويستولي على التظاهرات السلمية.. وصوت الانفعال يعلو على صوت الحكمة والمسؤولية ويستولي على إجراءات المسؤولين.. وكثير من الخطابات والتنظيرات والمقاربات التاريخية تؤسس لقناعات وهمية مزيفة.. تدعو للقتل دون ضوابط شرعية ودستورية.

الحق الوحيد هو الدفاع عن أمننا وحريتنا ومصالحنا المشروعة، وحمايتها لنا وللجميع دون استثناء. لهذا نحارب الارهاب والعنف.. ونميز بين حزم السلطة لإقرار الحقوق، وعنفها وتعسفها بحقوق المواطنين. فلا سبيل أمامنا لتجارب فاشلة، قاتلة، أخرى.. ولا سبيل سوى الحوار.. وحل المشكلات والمصالحة التي كادت أن تعطي ثمارها.. ولبناء دولة مؤسساتية دستورية تحاكم وتلاحق كل مسيء سواء أكان مواطناً أم مسؤولاً، مدنياً أم عسكرياً، شيعياً أم سنياً، عراقياً أم أجنبيا.. كما تفعل أية دولة متحضرة في العالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الجبوري
2013-05-01
الف رحمة على والديك دكتور
محمد المالكي
2013-04-30
السيد عادل عبد المهدي والتيار المنتمي اليه يمثل صوت الاعتدال صوت الوسطية التي هي عنوان ديننا الحنيف .
محمد الربيعي
2013-04-30
نعم نحن ننظر الى الوضع الراهن وكننا نساق الى الهاوية والكل مستسلم للامر ولا نرى تحرك جدي لتطويق الازمة وابعاد شبح الاقتتال والحروب ولا نسمع سوى صراخ المتعصبين والصوت الهادي اختفى .نامل ان يكون لجنابكم شخصيا او لقيادات تيار شهيد المحراب وبالخصوص سيد عمار دور مميز وانتم اهلا لهذا الدور في ايجاد الحلول وتهدئه الامور حتى لا تخرج عن السيطرة وبعدها لا ينفع الندم .
omar ali
2013-04-30
والله يا دكتور املنا بالله اولا وبالخيرين من امثالك ان تنتشلوا هذا الشعب المظلوم من المستنقع الذي اوقعنا به المحتل واكمل مصيبتنا سياسينا الفاشلين الى متى نبقى نتقاتل من اجل لاشي والاعداء فرحين بمصيبتنا ياريت نشوفك رئيس وزراء العراق عسى ولعل ان تقدم شيئا ما لهذا البلد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك