المقالات

محافظات على طريق الانفصال /


حافظ آل بشارة

تطورت تظاهرات الغربية فانتجت أزمة الحويجة ، العراق يسير باتجاه الكارثة ، كنا نتوقع عودة المعتصمين الى بيوتهم لان مسؤولي الحكومة يقولون وهم مبتسمون ان جميع المطالب قد نفذت ، لكن قادة الاعتصام يقولون وهم يصرخون متوترين انهم لم يحصلوا على شيء يذكر ، لم يقم احد بالتحقيق في هذا التناقض الكلي بين الخطابين ، المواطنون في الانبار والموصل وصلاح يقولون همسا وهو يتلفتون مذعورين انهم عادوا اسرى بأيدي الارهابيين ، وبدأ تشكيل جيش ارهابي في تلك المناطق ، قالوا : انه وطن صغير منفصل عن العراق مخصص للمطلوبين والارهابيين والقتلة ، لذا تم اعلان تشكيل مليشيات يقودها ضباط الحرس الجمهوري القديم وفدائيو صدام والجيل التكفيري الشاب الذي نشأ في المنطقة ، ثم طرد القوات المسلحة العراقية من المنطقة وقتل من لم ينسحب ، هذا يعني انفصال ثلاث محافظات على الاقل من العراق تدريجيا وانتهاء سيادة الدولة عليها بتمويل قطري سعودي اماراتي وباشراف مخابرات دولية ، الخليجيون اشتروا غرب العراق ارضا وبشرا ، ليكون ملاذا عالميا وحاضنة لجميع ارهابيي العالم فتجد فيها الافغاني والباكستاني والسعودي والخليجي والافريقي والشيشاني ، وجميع الارهابيين العرب المصممين ذهنيا على القتل الطائفي ونسيان الاعداء الحقيقيين ، قتال بالنيابة معروف النتائج ، وعندما يثبتون اركان كيانهم الجديد المنفصل ستأتيهم الأوامر باحتلال بغداد ، هذا هو المشروع منذ البداية ، اما حكاية المطالب المعلنة التي لقنوها للمعتصمين كقضية السجناء والسجينات والمادة 4 ارهاب والمخبر السري وقانون المسائلة والعفو العام والتوازن السياسي وغيرها فهي عناوين مختارة لاطلاق المشروع الاكبر وتطويره ، والدليل على ذلك ان الحكومة استجابت وقدمت تنازلات سرية وعلنية غير متوقعة ولكن بدل ان تختفي الازمة ازدادت تفاقما ، أخيرا اعلنوا حرق المطالب لأنها نفذت ولان البرنامج يتطلب الانتقال الى مرحلة فاصلة ، الفريق الاقليمي المنفذ للمشروع يعتمد فكرة اراقة الدماء بغزارة حتى يشعر الشعب العراقي ان تقسيم بلده هو الحل الافضل ، مثلما اجبروا الشعب نفسه على الاقتناع بان الاحتلال هو الحل الافضل للتخلص من النظام الصدامي . مواقف القوى السياسية من الأزمة غير واضحة ، لا توجد ارادة سياسية قوية لحفظ وحدة العراق ومواجهة مشروع التقسيم ، هناك قوى سياسية تنادي بوحدة العراق علنا وتعمل على تقسيمه سرا ، وقوى تنادي بالوحدة لكنها لا ترفض التقسيم ، بعضهم يريد ان يبادر الآخرون لتنفيذ المشروع حتى لا يسجل باسمائهم كعار تأريخي خالد ، بعضهم يقول ان التقسيم افضل لأن الشيعة لهم نفطهم ، والكرد لهم نفطهم ، والسنة يصبحون تابعين لدول الخليج الثرية تشتريهم ارضا وشعبا ، اذا بقي السيناريو على هذا السياق سيكون الفصل الاصعب الزحف التكفيري على بغداد كحلقة أخيرة ، هذه الكارثة يمكن منع وقوعها اذا توفرت قناعة لدى النخبة السياسية بأن وحدة العراق مقدسة ، ولكن اين هم دعاة الوحدة ومتى نراهم ؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-04-28
الفصل بتكوين دولة الجنوب افضل ثم قتل أعداء اهل البيت في بغداد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك