المقالات

بأي قانون وعرف يتساوى الإرهاب و الشهاده ؟؟


حمودي جمال الدين

كشفت المجزرة التي خلفها القرار المتشنج والمتسرع للقيادة العراقية والعسكرية باقتحام ساحة المعتصمين في قضاء الحويجه والذي أودى بأرواح العشرات من المواطنين العراقيين والى جرح المئات منهم مدى التناقض والإرباك باتخاذ هذا القرار حيث ظهرت بوادره جلية وواضحة من خلال القرار الذي اتخذته الحكومة باعتبار جميع ضحايا حادث الحويجه شهداء ويستحقون كافة الحقوق والامتيازات لهم ولعوائلهم وإرسال الجرحى إلى داخل وخارج العراق لغرض العلاج أسوة ببقية الشهداء والجرحى من الجيش العراقي .وفي نفس الوقت وفي بيانات وتصريحات سابقه ولا حقه سواء كانت من القيادة أو من القادة العسكريين الميدانيين الذي تولوا مهمة الاقتحام الذين وصفوا القتلى بالارهابين حيث كانوا يستخدمون الاسلحه المختلفة ويعرضون قوائم بأسمائهم كدليل على أنهم من جيش ألطريقه النقشبنديه التابعة إلى عزة الدوري .فإذا ما اعتبرت القيادة العراقية هؤلاء الضحايا شهداء يعني ذلك اعتراف علني من قبلها كونهم مجاهدون يطالبون بحقوق مشروعه يضفيها عليهم العرف والشرع والدستور وباعتراف القيادة نفسها. وبالتالي محاسبة المقصر الذي اصدر الأوامر العليا للمذنبين الذين ارتكبو هذا الذنب الشنيع بإزهاق الأرواح البريئة. وهذا الإجراء يذكرنا بما كان يرتكبه صدام المقبور من حماقات حين يعدم الكثير من القادة والضباط في الجيش وينسب إليهم تهمة الخيانة ثم يعتبرهم شهداء ويرد لهم ححقوقهم وذويهم. وكذلك ما فعله مع صهره حسين كامل الذي تمرد عليه وعلى قيادته ثم حاك له تلك المؤامرة المحبوكة التي نسفته وإفراد عائلته ليلقبه بعد تلك المجزرة بشهيد الغضب .ويأتي التناقض الصارخ عندما يوصمون هؤلاء الشهداء بالارهابين والقتلة.فلا ندري أين نقف عند هاذين الرأيين ؟؟كيف يكون شهيدا وهو يحمل صفة الإرهاب في عرف ألدوله وقانونها؟؟ وكيف يتساوى ألقتله والإرهابيون في الحقوق والامتيازات مع الشهداء؟؟؟إلا يعني ذلك تشجيعا وتحفيزا لكل النفوس الشريرة التي لاتمتلك ذرة من الحب والولاء للوطن للانخراط في هذه المهنة المربحة من كلا الجانبين في حالة الشهادة وهي الضمانة الحقيقية والمكفولة من قبل ألدوله لهم ولعوائلهم من بعدهم أو الفوز بالنصر وما يترتب عليه من امتيازات ومناصب وثروة.اما كان الأولى بالرجوع إلى منطق الحكمة والتروي وانتفاء كل الحجج التي كان يتولاها المتفاوضون المكلفون من القيادة العليا بدل الالتفاف عليها واقتحام ساحة المنتفضين وباستخدام الجيش العراقي وبكل صنوفه في محرقة مهلكة لأبناء شعبه وهذا بحد ذاته يعتبر خروجا عن الدستور العراقي كونه كفل حق التظاهر والتعبيرعن الرأي كما انه أهاب بالجيش العراقي في الحفاظ على سيادة الوطن والدفاع عن حدوده وليس قمع وامتهان مواطنيه وتكميم أفواههم وانتهاك حرياتهم والذي سينعكس على تلويث سمعته وشرفه ويخلق فجوة واسعة من الكراهية والنفور مع مواطنيه وهذا مايرجعنا للازمنه الخوالي حين كان يستخدم فيها الجيش كآلة جاهزة للبطش والقتل بيد الساسة والمتحكمين ضد أبناء جلدتهم وشعبهم الرافضين للتسلط والعبوديه والتي لازالت وصمة عار وشنار تلاحق جيشنا على مر العصور.فضلا على ان الهجوم العسكري المبيت فتح لنا بابا واسعا لبوادر حرب أهليه عاصفة لن نحصد منها إلا الدمار والخراب والتفتت والانقسام وهي بكل المعايير خسارة كوارثيه لإجهاض كل أماني الشعب وتطلعاته.فكل الآمال معقودة على عقلاء القوم وإشرافهم من الوطنين والمخلصين لتربة هذا الوطن ووحدة شعبه كي يتلافوا هذه الطامة الكبرى المحدقة بالعراق وشعبه , والتي تطل برأسها البشع لتشرك في طريقها مجاميع الموتورون والإرهابيون والمتربصون من أعداء العراق وشعبه والتي يحاولون بكل ما يمتلكوه من دهاء ومكر حرف نيات المتظاهرين ومطالبهم المشروعة إلى إغراضهم ونواياهم الحاقدة اللئيمة في تفكيك تلاحم وحدة الشعب العراقي وإغراقه في دماء أبنائه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صوت الحق
2013-04-28
يا جماعة الخير لنحتكم الى كتاب ماذا يقول ورد قي كتاب الله المجيد أنه لا يستوي الظل ولا الحرور ولا الظلمات ولا النور ولا الأعمى ولا البصير وقال جل من قائل ( أفنجعل المسلمبن كا لمجرمين , مالكم كيف تحكمون ) صدق الله العلي العظيم يراد واحد يفهم الجماعة ويكلهم تره لصتوهة أتلاحكوا النفسكم (أقحكم الجاهلية يبغون )
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك