المقالات

الشهيد القاتل رحمه الله.!!..بقلم:عباس العزاوي


لا يسعني وانا اتابع احداث الحويجة منذ خمسة ايام ولهذه الساعة من الليل ومااسفر وسيسفر عنها في الساعات القادمة من سقوط ضحايا وقرابين عراقية خالصة لوجه آلهة الحرب والموت والتناحر الطائفي , لايسعني الا ان اقدم اقذر التهاني والتبريكات الشيطانية المضمخة براحة الدم والبارود لشيوخ وخطباء الفتنة الاماجد وتجار العهر السياسي والمجاهدين في سبيل سلاطين البغي والرذيلة, فقد تم الان مرادهم , وتحققت أمانيهم المريضة , وهاهي ثمار خطاباتهم ودعواتهم التحريضية لاحراق البلاد أتت أُكلها , فهنيئأ لكم هذا النصر الطائفي المؤزر باشعال الفتنة, فحقوقكم " المستلبة " لاتسترد الا بالدماء العبيطة ولاسلام كامل دون الاقتتال الشامل, وكما قال احد المتفلسفين قبل سبعة سنين , لابد للعراق من المرور عبر بوابة الاقتتال الطائفي حتى يعي حقيقة التعايش السلمي , ياسلام على الوعي التقدمي !! ومع ولوج العراق بهذه البوابة الجهنمية قبل سنين , لكن يبدو انه لم يكن درسال بليغا ً بالشكل الكافي,لاننا نمتلك عقول صلبة لاتنفذ المعلومة اليها بسهولة!!.

وكالعادة بعد كل مصيبة تحل على الشعب العراقي , يرمي كل طرف مسؤوليتها على الطرف البعيد عن قلبه , ويجدها البعض هبة من الله يجب استثمارها بعناية شديدة , ولكن تبقى مواقف الجهات السياسية متشابه في كل مرة , حتى بتنا نخمن تصريحاتهم بالحرف الواحد , فجهة تشجب وبشدة وتعيد اسطوانتها المشروخة بسحب الثقة , وكأن الثقة جبل لايمكن سحبه الا بقوة اقليمية او عالمية عملاقة تتناسب وحجمها وجهة اخرى تدعوا الى الركون الى العقل , حتى يظن المرء بان من تسبب بهذه المشكلة كان يتحرك ضمن حدود الحكمة والتعقل , وثالثة تلقي بالائمة على الحكومة في كل الاحوال دون معرفة تفاصيل القضية وملابساتها , ورابعة تبحث عن مبرر للشتم ونعت الحكومة بالدكتاتورية , فماخسرته بالامس كان ثقيلا, اثقل من مبلغ اربعة مليارات , وتناست ايضا طريقة معالجة الاحتجاجات التي حدثت هناك حيث الديمقراطية العشائرية الفذة .

من جهة اخرى تهافتت الاقلام الوطنجية لتدلوا بدلوها المتسخ منذ سقوط النظام البعثي , والتعجل بارسال مايعادل نصف صفحة او ربما اكثر بقليل لايهم , طالما انها مقالة مكتنزة بالشتائم والتسقيط وتذكير الجميع بنصائح طليعة الحكماء من مثقفي العملة الصعبة من الوقوع في المحظور ووكاحة الحكومة التي لاتسمع الكلام , فلعبها بالنار ناتج عن حماقة وقصور ذهني , سيحرق اصابيعها, ومايثير القارئ ان هذه الاقلام لاتاتي على ذكر الارهابيين ولاالمندسين , ولا ضحايا الجيش العراقي وكانهم ليسوا جزءاً من الشعب , بل ويؤكد احد الفطاحل في التحليل الجزيري ( نسبة لقناة الجزيرة ) حماقة الجيش العراقي في التعامل مع المسلحين بقسوة حتى لو كانوا المعتدين من البعثيين!! بمعنى لو حاربت الحكومة الحالية الشيطان سيقفون مع الشيطان بسعادة وممنونية فائقة, وليس مهما ان ينجم عن ذلك تدمير البلاد فالمتهم لديهم معروف وواضح وجاهز للطعن , اما الذين يذبحون الشعب العراقي ويدفعون لحرب طائفية, فلا احد يعرفهم والخطباء والشيوخ ينزلون من السماء السابعة قبل صلاة الظهر من كل جمعة , وتقلهم قبل الظلام اجنحة الملائكة الطائفية لمقراتهم المقدسة هناك لذا يصعب على المحللين معرفتهم او تحديد هوياتهم!.

هذا الاعتداء الثاني بعد اعتداء الفلوجة الذي يثبت بما لايقبل الشك بان البعثيين والارهابيين يستغلون حالة الحماس التي تثيرها خطب الابالسة من منابر الموت والخراب فيستهدفون الجيش والشرطة , ويجدون استحسانا وحماية كبيرة في سوح الاعتصامات والتظاهرات , وعند الرد عليهم , يتباكى البعض من فرط القوة في التعامل مع الاحداث والمطالبة بالمزيد من الحكمة والصبر!! , وفي كل مرة يطالبون بسحب الجيش من مناطق الغربية , فهل هذه مصادفة , ام ان وراء هذا مخطط جديد , ويكون الحل الامثل دائماً عشائرياً وعن طريق الحكماء ورجال العشائر ,لاسيما بعد ان قررت احدى اللجان المشكّلة للتحقيق في الاحداث اعتبار جميع القتلى الذين سقطوا من الطرفين شهداء في سبيل الوطن!! اليس هذا مضحكاً ؟ اليس غريباً ان يحكم الله بالقصاص من المذنبين والمعتدين , ويقرر حكماء العراق والساسة وضع القاتل والمقتول بعربة واحدة( وكَبل) للجنة!! لعدم قدرتهم على ادانة الجاني وتقديمه للمحاكمة.

ختاما اقول بان على الحكومة العراقية استحداث وزارة جديدة , تسمى وزارة الحكمة , عملها الاساسي مسك العصى من المنتصف وارضاء جميع الاطراف في اي صراع داخلي بصرف النظر عن اسبابه واهدافه وبذلك تسهم هذه الوزارة الفريدة من نوعها بأنعاش السلم الاهلي المحتضر وتحقيق الوحدة المنشودة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو حسين
2013-04-25
الاخ العزيز عباس العزاوي نحنُ بحاجة إلى أن تسمعنا صوتك أكثر والدعوة موجهة لكل الشرفاء من أصحاب الأقلام الحرة ، لقد اعيانا سماع الأصوات الشيطانية فلا تبخلوا علينا بكلماتكم في زمن قل فيه الناصر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك