المقالات

قراءة موضوعية في نتائج الانتخابات والتحالفات المتوقعة


جليل النوري

انتهت عملية التصويت بالنسبة لانتخابات مجالس المحافظات، واعلنت بعض النتائج التي المحت جميعها الى فوز الكتل الرئيسية المتمثلة بائتلاف دولة القانون وتيار الاحرار وكتلة المواطن، في اغلب محافظات العراق الوسطى والجنوبية، ومع ذلك فالجميع بانتظار الاعلان النهائي للنتائج الذي سيكون على الاعم الاغلب الاسبوع المقبل.وقد افرزت النتائج على ان الخاسر الاكبر في هذه الانتخابات هو ائتلاف دولة القانون، الذي فقد العديد من مقاعده في اغلب المحافظات التي كان يديرها، والذي كان لموقف المرجعية السلبي من رئيس الائتلاف اثره الواضح، اذ ذهبت اغلب اصوات اتباع المرجعية الى كتلة المواطن، بصفتها اقرب الكتل الى المرجعية، وتحديدا مرجعية اية الله السيستاني.اضافة الى كم الفساد الهائل الذي شهدته تلك المحافظات طيلة السنوات الفائتة، يضاف لذلك عدم وجود خطط صحيحة وواقعية لاعمار تلك المحافظات مما ادى الى ان يكون قسما من انصارهم عازفا عن الحضور والقسم الاخر ذهب ليدلي بصوته سلبا لهم، معطيه لخصمهم في كتلة المواطن.ولو التفتنا جيدا الى مقومات الفوز التي كان يلمح بها دولة الرئيس خلال تجواله في المحافظات والذي كان يردد عبارة الاغلبية السياسية لتوقعه فوز ائتلافه بكل المحافظات باغلبية ساحقة، مثل استغلاله الجانب العاطفي الطائفي لدى الشارع الشيعي بسبب احداث الرمادي والموصل، اضافة الى استغلال سلطة ومال واعلام الدولة لصالحه، يضاف لذلك دخوله مع اغلب القوى الشيعية بقائمة واحدة باستثناء التيار الصدري والمجلس الاعلى، بالاضافة الى الدعم الاقليمي الكبير بشتى اشكاله وانواعه واصنافه بمساندة الولايات المتحدة الامريكية لرئيس القائمة.لذا ومع كل ما توفر من امكانيات وعوامل للفوز الا ان النتائج كانت عكس المتوقع، وهي تمثل صدمة كبيرة لائتلاف دولة القانون الذي عليه ان يعيد حساباته جيدا وان لا يذهب به التوهم والغرور والمكابرة بعيدا، حتى لا يصاب بانتكاسات جديدة في المستقبل، خصوصا مع اقتراب الانتخابات النيابية التي ستكون الحلقة الاخيرة من حلقات حكم حزب الدعوة في هذا البلد.بقي علينا ان نشير الى ان المجلس الاعلى والتيار الصدري لديهما قواسم مشتركة تسمح لهما بالائتلاف، اهمها ان كلا الطرفين يحترمان راي المرجعية ولا يحيدان عنه، والمرجعية بينت رايها وابدت قرارها جهارا برفضها سياسة الحزب الحاكم ورئيسه، لذا فان الاتفاق اليوم لو حصل من كلا الفريقين مع ائتلاف دولة القانون يمثل ضربة لراي المرجعية التي كان لموقفها الاثر الكبير في خسارة ائتلاف الحزب الحاكم.هذا من جهة ومن جهة اخرى ان كلا الفريقين كانا قد شخصا جيدا الاسلوب التفردي الذي مارسه الحزب الحاكم سواء على مستوى ادارة الدولة او مجالس المحافظات، وهذا ما يجعلهما يحدان من تفرده اذا اجتمعا وائتلفا، وهو المتوقع في الايام القليلة المقبلة.واظن ان هذا الاتفاق والشراكة سترى النور في اقرب وقت وفرصة سانحة، اذا ما ابتعدت التدخلات الاقليمية والامريكية، لان لهذه التدخلات الاثر الكبير على المنطقة عموما والعراق على وجه الخصوص.جليل النورييوم الثلاثاء الموافق للثاني عشر من شهر جمادي الثاني للعام 1434

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد المالكي
2013-04-25
تحية لك إستاذ جليل على هذه القراءة ...... كل جمهور المجلس يشاركك الرأي تقريباً ...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك