المقالات

معاول الهدم والاعلام الكاذب...والمفبرك


الدكتور يوسف السعيدي

شهد الواقع الإعلامى العربى وخاصة العراقي العديد من المتغيرات الإيجابية على مدار السنوات القليلة الماضية، التى جاءت اغلبها كإستجابه فعليه لما بات يفرضه عصر جديد يتسم بالسرعة فى شتى مناحى الحياة، وقد دللت على ذلك القدرة الإعلامية العربية العالية على التعاطى من الأحداث الجاريه، التى كانت واحده منها مجزرة غزة مؤخرا.....إلا إنه وعلى الرغم من تلك الثورة الإعلامية على مستوى التقنيات والإمكانيات الفنيه والماديه، إلا إن وسائل إعلامنا العربى مازالت تعانى العديد من السلبيات، منها سطحية التناول للإحداث والقضايا، إلى جانب إنتشار بعض الظواهر الدخيلة مثل نشر الأكاذيب وإثارة الفضائح من خلال التناول والتداول للغير موثوق و الغير صحيح بالمره، ذلك دون تحرى الدقة ومراعاة البحث والتأكيد قبل العرض والنشر، كذا دون الإحساس بأدنى مسئولية تجاه المجتمع!!.وهذا الأمر هو ما بات يمثل ظاهرة جديدة دخيلة أصبحت فى حاجه ملحه بالفعل إلى وقفة متأنية، لاسيما بعدما أصبح تناولها يحمل الإساءة إلى إعلامنا ويثير السخرية منه، بل ويطرح العديد من التساؤلات حول كيفية إستفحالها لتلك الدرجة وبالشكل الذى ساهم فى وصولها لأن تصبح سمة غالبة على مختلف المواد الإعلامية التى لا تكل ولا تمل مختلف القنوات أرضية وفضائية ومعظم الصحف بكافة أشكالها وأنواعها من إستعراضها وإبرازها؟!!..والحقيقة إنه أخشى أن لا يكون الحديث فقط عن مجرد ظاهرة عابره بل عن موجه سائده عاتيه تستهدف فيما تستهدفه تحويل الإعلام من مجرد أداة تعليمية وتنويريه تثقيفية للمجتمع فى المقام الأول.. تحويلها إلى معاول هدم له. تلك الموجه التى يقودها ويتزعمها قطيع كبير ممن حملوا مفاتيح الأبواب الخلفية لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها.. واحترفوا فن الفبركه بعدما ضربوا عرض الحائط بالعديد من المصطلحات والمفاهيم من أمثال المصداقية والشفافية، كذا مبادئ وأهداف ووظائف الإعلام، التى يبدو وإنها كانت مجرد مواد دراسية أصبحت لا تعدو كونها حبر على ورق علمناها يوما..وهذا هو ما تؤكده العديد من المشاهد الملتقطة لواقعنا الإعلامى، حيث تحولت بعض وسائل الإعلام وخاصة الصحافة لدينا من منبر يدعو إلى الصدق وينادي بأمانة القلم والكلمة وكشف الحقائق وإظهار الخفايا عبر طرح القضايا التي تهم المتابع بكل (مصداقية) وبكامل (الشفافية) .. تحولت بعضها إلى بوق للكاذبين والمخادعين والمنافقين والغشاشين..بوق لبث لأكاذيب ونشر السموم الإجتماعية، بعدما تبدلت المفاهيم بشكل أصبحنا نترقب من يسد جوعنا الدائم للمعلومة (الصادقة) التي لا تمسها (زخارف) النفاق.. المعلومة التى هى غايتها التثقيف وليس الهدف والغاية المرجوة منها هو حماية مصالح فئة على حساب أخرى.... المعلومة الصادقة التي لا تغلفها عبارات (مصادرنا الخاصـة أو المسئولة).. الحقيقــة التي لا نحتاج إلى رشها (برذاذ كاشف) لنرى وبكل وضوح ما يحاول إخفائه (السماسره..... من حقـد مغلف بـورق السولوفان الفاخر!!. فما أقبح أن يتحكم فى أعلامنا الكثير من (مهندسي الاعلام المفبرك) ممن أحترفوا وأجادوا إستخدام معاول الهدم التى تحاول - بائسة يائسة- أن تهدم ما يمكن هدمه!!.. ممن احترفوا فن الخديعة و تلفيق التهم و أمتلكوا الأصوات (النشاز) استمرارا لمحاولاتهم المستميتة في اعتراض طريق كل من عد نموذج للإجاده.......وتلك للأسف الشديد هى الكثير من ملامح ما ظهر من بعض صور الإعلام ودوره فى المجتمع خلال الفترة الماضية،.... والتى كان من الضروى رصدها والوقوف عندها فى محاولة لوضعها أمام الجميع، والنظر إليها بعين فاحصة للبحث عن أسباب ما ألم بها....، لعلنا ننجح فى إعادة رسم ملامحها كما ينبغى لها أن تكون من جديد.... والأن لم يعد لدينا سوى إطلاق نداء استغاثة إلى من يهمه الأمر - إن وجد - يحمل رسالة مفادها (أوقفوا الفبركة وممتهنيها حفاظا على ماتبقى لنا من شبح مجتمع يصارع الفناء.. مجتمع لازال متمسكا بقليل القليل من عاداته وتقاليده وتاريخه وثقافته محتميا بأسوار تراكمات أعمال مبدعيه)......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين جاسم
2013-04-25
تحية الوفاء والتقدير للمناضل الحكيمي الدكتور السعيدي احسنت واجدت القول كعادتك في العرض والتحليل والاستنتاج لك كل المودة والتقدير ايها الوطني الشريف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك