المقالات

رسالة من بغداد


واثق الجابري

انتهى يوم الانتخابات ودخلنا يوم جديد , كنا ننتظره طويلاً إستخدمت القوى كل وسائلها , منها بصورة مشروعة وأخرى غير مشروعة , كنا ننتظر اليوم كي نرسم منه خارطة لطريق طويل , وناتج تمخض عن أزمات ونعتبره بداية للأنطلاق لعدة مسارات نصلها من الإعداد لهذا اليوم , نتائج نسبة المشاركة تدل على ارقام متشائمة وخاصة في بغداد وتعبير عن رفض للواقع بشكل سلبي للمواطن , كان ناقماً من الطبقة السياسية , لتتلاعب بأفكاره في الشد الطائفي والخطابات العائمة الألفاظ والغائبة البرامج , من لم يشارك لم يكن يقصد أن يخول أحد بمكانه مثلما تثق بقية الشعوب وتتماشى مع خيارات من يحضر , إنما تعبير عن رفض إغلبية الأشخاص في قوائم رئيسية إن لم نصفهم بالفساد نعرف حقيقة الفشل من الواقع , القوى السياسية لم تقف اليوم عند النتائج وأعتبار يوم الأنتخابات يوم جديد وتراجع نفسها , بل لا تزال بعض القوى تطبل إن من يتقدم صوتاً منتصر على الأخر , ولا تزال تسعى لعشوائية الأفكار والأستمرار بحشد الشارع دون مراجعة أفعالها وخطاباتها وشخوصها . الرسالة كانت واضحة من المواطن العراقي عامة والبغدادي خاصة بأنه رافض ومعترض ولكن هذا الاعتراض لم يترجم بالصورة السليمة التي توجهة بوصلة الناخب بالاتجاه الوطني الخدمي المسؤول , والتعبير كان سلبي تجاه تدني العمل السياسي والمصادقية بالوعود , تراجع عدد الناخبين في بغداد يدل على أن الشعارات والخطابات الطائفية غير مجدية وأن المواطن وصل للأحباط وهذه الأفعال لن تجدي نفعاً خدمياً ومحاربة للفساد وإيجاد فرص للعمل وتوفير للسكن وغيرها من المشاكل الجسيمة في عاصمة تقام فيها مهرجانات للثقافة , كان يعتقد الكثير من السياسين إن بغداد سوف تكون الأساس لحشد المواطنين لكونها تحتوي على خليط من المجتمع بمختلف الطوائف لذلك إستخدم فيها الخطاب على هذا الأساس ولكن ردود الأفعال كان رافضة للترويج بهذا الشكل , في حين ينتظر البعض إن الحشد الطائفي يكون مسوغ للمشاركة الواسعة وحصاد الأصوات . النتائج ومهما تقدم او تأخر كيان على الأخر لابد للقوى السياسية ان تبدل تلك المفاهيم التي تشعر المجتمع إنه في صراع ومعركة والحقيقة يعتقدها المواطن وهم من إختزها في العقلية المجتمعية أن المنصب مكسب ومغنم على حساب حق تأسيس دولة المواطنة , هذا التراجع والعزوف الكبير نقطة للأشارة بالخطر لبعض القوى مقابل تنامي وعي كبير لدى جمهور أخر من الناخبين , ربما نقول ان قلة المشاركة لم يكن الحل الصحيح لمواطن فاقد لأبسط الحقوق , ولكن ذلك ينذر بفقدان دور الكثير من المجتمع في صنع القرار وفقدان الشرعية للقادة السياسين من خلال القطيعة وإتساع الهوة بينهم وبين المجتمع , بينما شعور جزء أخر من المجتمع بأهمية دورة وطبيعة مشاركته وقداسة الصوت لتكون خياراته دقيقة جداً على الكفاءة والنزاهة والبرنامج , والأختيار بهذه الطريقة تجعل من الوعي يولد تنامي للشعور بالمسؤولية للصوت وإرسال الرسائل التطمينية للمجتمع من هذه الدماء الجديدة التي تثبت وجودها من خلال تطبيق برامجها الملتصقة بجماهيرها , نتيجة الأختيار على أساس الرصيد في المجتمع والتاريخ , رسالة بغداد تقول إن خدمات بغداد لم تكن بالمستوى الذي يليق بها كعاصمة يمتد تاريخها الى 1250 عام تعيش السلم الأهلي بين مختلف المكونات وتمثل عراق مصغر حاضنة لتاريخه وعلمائه ومفكريه ورمز لوحدة هذا الشعب الذي لم يظلم شعب مثله .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك