المقالات

فوت بيها .. الى شخص " يعرف روحه"


احمد عبد راضي

بالفصحى ، القضية مخجلة ، وبالعامية عيب ، وباللغة الدارجة " زحمة" ، باللغة الانكليزيةshame وباللهجة المصرية ميصحش ، باللغة الهيروغليفية الميتة " مترهم" وبالهندي "شركي باتهي" ، ولن اترجمها لجميع لغات العالم لانها كثيرة ولا يسعها المقام . القضية ان الفنانين اناس مهنتم الغناء وبعضهم ينعق وراء كل ناعق ربما هم مجبورين على فعل ذلك وقد يكون بعضهم مجبول على ذلك ، ولكن العتب كل العتب على من (يعيد كتابة التاريخ) بنفس الطريقة التي فعلها المقبور صدام ، من استأجر المطربين ذاتهم الذين تغنوا بحب (القائد) ليتغنوا بانجازات وانتصارات القائد الجديد ، كان يقول " فوت بيها وعالزلم خليها" مخاطبا صدام حسين وهو اليوم يخاطب شخص ما بعبارة " يعرف روحه" ويسوق آلاف الامثلة على ما قدمه الشخص المقصود ، اليس عيبا ان تستخدم المطبلين ذاتهم لنفس الغرض ، للترويج والدعاية و(البزخ) ؟ . لو قدر لبعض الفنانين ان يعمروا لتغنوا بكل الرؤساء الذين توالوا على حكم العراق ولكانت عبارة " فوت بيها" تصلح للجميع ابتداء من نوري سعيد ومرورا بـ عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم والبكر وصدام ومن اتى بعدهم ، من الممكن ان تكون الفكرة او الاغنية تصلح للجميع في حال كانوا جميعا قادة بحق ، او لم يكونوا طغاة او جبابرة ، ولكن المصيبة ان من حكموا العراق اذاقوه الويلات واعادوه الى القرون الوسطى ، ولا يمكن ان تنسجم كلمات الاغنية مع افعال هؤلاء وليس من الفخر ان يتغنى بهم المطربين ولن يزدادوا بذلك الا اثما .اعتقد ان ما يلي هذه الحالة واقصد الغناء للقائد هي مرحلة القائد الضرورة التي بانت معالمها قبل فترة من الزمن ، الرجل الاوحد والزعيم المفدى ، رجل المواقف الصعبة والملمات ، الرجل الذي لا بديل عنه ، كل هذه الامور تشير الى بدء مرحلة القائد الاكمل والتي لا تنتهي الا كما انتهى فلان وفلان ، والله اعلم .اخيرا لابد ان نثني على رجل المواقف والملمات المطرب الذي استطاع ان يكون " مخضرما " جدا فقد عاصر الدكتاتورية وتغنى بها وعاصر الديموقراطية وغنى لزعيمها ، لكنني ما زلت اعتقد ان الشغلة شركي باتهي وميصحش وزحمة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك