المقالات

لماذا الشيعة ما زالوا مضطهدين في العراق ؟؟؟ !!!


( بقلم : حامد جعفر )

عندما كنا تلاميذا في المرحلة الابتدائية كان في صفنا تلميذ قد استخف باحد التلاميذ الفقراء . فقد كان هذا التلميذ الفقير لايملك حقيبة يضع فيها كتبه وانما يحملها في كيس من قماش الخام خاطته له امه. وكان حذاؤه شبه ممزق اما ملابسه فبالية لايكاد يغيرها طوال العام الدراسي, وطبعا كان من عائلة شيعية.

كان التلميذ الظالم يعتدي على التلميذ الفقير كل يوم, فأذا وقف مع زملائه التلاميذ يتحدثون جاء اليه وصفعه ودفعه بعيدا وهو يضحك مستهزءا به, وفي الرياضة يمنعه من اللعب معهم واذا رآه في الطريق يلفت نظر الصغار اليه ويسبه ويسخر منه والتلميذ الفقير صابر محتسب دفعا للشر. وكلما شكا امره الى ابيه الفقير الذي يبيع الشاي على رصيف احدى الاسواق, نصحه ابوه بتجنب الشر والابتعاد عن التلميذ الظالم .

حتى كان يوم وكانت السماء قد ملأت الازقة خلجانا من شدة المطر وكان التلاميذ يخرجون من المدرسة بعد انتهاء الدوام يحذرون من الانزلاق في الطين لان الطرق لم تكن انذاك معبدة الا قليلا ... فأذا بالتلميذ الظالم يدفع الفقير في ظهره بقوة, فسقط المسكين على وجهه في مستنقع الماء والطين فلما رفع رأسه المكلل بالطين رأى كتبه وقد تلوثت وتشربت اوراقها بالماء . ثم رفع عينيه فرأى التلميذ الظالم يشير اليه يكاد يشهق من الضحك وهو يلفت نظر اقرانه, فما كان منه الا ان نهض واقفا كالاسد الغاضب وصرخ صرخة ارتعدت لها فرائص الظالم ثم اخذ بتلابيبه واخذ يضربه بكل ما اوتي من قوة جسدية و روحية حتى جعله كتلة من دم احمر ولم ينقذه الا احد المعلمين... ومرت الايام وقد اصبح الظالم اجبن من ان ينظر في وجه التلميذ الفقير الذي تحرر من عقدة الخوف وتحمل الظلم .وهكذا كانت انتفاضة الشيعة في بغداد. ولاضربن مثلا بمدينة الحرية... فقد قادتني احدى رحلاتي الى بغداد لهذه المدينة الباسلة , فوجدت الجدران مكللة بلافتات النعي السوداء للشهداء الشباب الذين قتلوا على ايدي التكفيريين من اتباع البعث المجرم والوهابية احفاد ابن تيمية المنحرف, حتى اني سالت بعض من كنت اعرفهم فكان الجواب انهم اغتيلوا بطرق وحشية مختلفة على ايدي عملاء البعث الوهابية مقاومة الفضائيات الخبيثة. وكان هناك جامع لاهلنا السنة وكنا نحبه ونتبارك بوجوده ولكنه تحول منذ سقوط العفالقة الى مأوى لغرباء كالغربان لانعرفهم يلبسون ثيابا قصيرة ( مني جوب ) وعيونهم تنطق بالغدر والحيلة . ولما كثر القتل والتفجير وافساد المرافق العامة في المدينة ثار شعب مدينة الحرية وسحقوا رؤوس افاعي البعث والتكفير باحذيتهم التي هي اشرف من لحى الوهابيين وحموا اهلهم وانفسهم .

واليوم, لابد ان نصرخ باعلى صوتنا كفى لهذه المجازر. ثوروا ايها الشيعة في كل مكان في بغداد وديالى وصلاح الدين وليذهب الامريكان الى الجحيم لانهم هم حماة البعث والكفرة من انتقام المظلومين.. الى متى يفجر سوق الصدرية !!! هل عجزتم عن حمايته... ويموت فقراء الشيعة اشلاءا على الارصفة .. لماذا لايحمى هذا السوق ويحاط بواقيات وتمنع السيارات من الاقتراب منه .. لماذا لايطرد الامريكان من مدينة الصدر وليذهبوا الى الاماكن الساخنة واهل هذه المدينة ادرى واقدر على حمايتها.. لماذا لايزال الشيعة مضطهدين في حي الجهاد والى متى يبقى جامع النور ماوى البعث والارهاب يعيث فسادا ويخطط فيه الى القتل والتفجير والتهجير وجهازنا الامني بعيد بعيد .. ان كان الامن عاجزا فاتركوا الشيعة ليثأروا لشهدائهم.

حامد جعفرصوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام علي
2007-04-19
متى يستيقظ المالكي وحكومته والطلباني الا يرى حرب اباده للشيعه من كل القوميات العراقيه الكرد والتركمان والعرب متى يبدء حساب المجرمين وحلظنات الارهاب من المسؤلين الى متى هذا الخوف والجبن لماذا لايكون الجيش والشرطه في المناطق الشيعيه هم من الشيعه ويحمون اهلهم ومناطقهم ليس لنا ثقه يا مالكي السكوت سوف يجلب الدمار والحرب الاهليه على الابواب الان طائفه تذبح الكل ساكت نفذ الصبر يا مالكي يا طلباني المظلومين عليهم حرب اباده سوف ينتفض الملظلوم ولا احد يقف بوجه ولا يفيد الندم بعدها
عبدالله
2007-04-18
تحياتي للعزيزة براثا، الشيعه أهل دنيا وآخره ؟! ولذلك تجدهم مظلومين دائماً لأن الذي يحسب حساب يوم الحساب الأكبر لا يمكن أن يأخذ البرئ بجريرة المجرم ، ولأن عدو الشيعه لا يجرؤ على الظهور بل هو يقتل غيله؟! وهذا قمة الجبن ، ولكن سوف يظهر حتماً ؟ حينها سوف يعرف قدره لأن الله من المجرم لمنتقم ، ورغم الدماء والدموع والحسره على الأرواح البريئه التي يسفكها هؤلاء الصعاليك فليس هناك خيار سوىأن يلتزم الشيعه بالخط العلوي الذي يجعلهم يغضون نظرهم حين يكشفون سوئتهم لأن القوم أولاد أولئك القوم ؟! والعاقبه للمتقين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك