المقالات

بصراحة الى الأئتلاف : اين الخلل في تعيين المحافظين ومجالس المحافظات؟


( بقلم: داوود السعيد )

مما لاشك فيه ان عصرا جديدا للعراقيين صار يتأسس على صعيد مايعرف بالحكومات المحلية ومجالس المحافظات وذلك من خلال اتاحة الفرصة لأول مرة في اختيار الجماهير لممثليها في مجالس المحافظات والمحافظين .. لكن المطلع على اوضاع المحافظات الهادئة والمستقرة وهي محافظات الفرات الأوسط والجنوب يجد ظواهر شاذة وبالغة الغرابة ما انفكت تتفاقم في الشارع في هذه المحافظات واذا استمرت هذه الظواهر المفضية الى احتقانات غير محمودة فأنها لن تكون في صالح الحكومة ولا الأئتلاف .. لأن ترك تلك الأحتقانات تتفاقم والأكتفاء بالفرجة عليها هو خطأ قاتل .. كما ان تأسيس اعشاش المنافقين في المحافظات هو خطأ قاتل آخر بمعنى الأكتفاء بالمتغنين بالزعيم السياسي ايا كان والذين يستقبلونه بالأهازيج والشعر الشعبي ثم يذمونه في ظهره ... هذه ظواهر لايعول عليها مطلقا وان اختصار العلاقة مع الشارع بالخطابات الرنانة وسماع الهتافات هو بداية لكل الخراب ..

ولنكن ايها الأخوة صريحين ..فقد كان القائد المقبور وازلامه قد اسسوا مثل هذا الحكم المحلي الشائن ويتمثل في فرض اي محافظ فاشل وسيء على الناس المغلوبين على امرهم والطلب منهم الولاء والشعر الشعبي والترحيب فيما هم يسبون ذاك المحافظ ليل نهار مع انفسهم او في بيوتهم .. وعليه ..فأن المؤشرات التي صارت تتكرر في التظاهر ضد المحافظين خاصة ومجالس المحافظات والحديث عن محسوبيات ومنسوبيات وفساد مالي واداري ، كل هذا يجب ان يوضع في الحسبان وبشكل دقيق .. والسؤال : ترى لماذا تتظاهر الناس ضد هذا المحافظ او مجلس المحافظة ؟ لماذا هذا الرفض ؟ ماهي اعذار الناس واسباب رفضهم ؟كل هذا يفترض ان يجري التركيز عليه جديا .. لأن البناء الهش وغير المحكم سيؤدي الى تصدع القاعدة الجماهيرية والى تصدعات اخرى تفضي الى الفوضى ..

كما ان من الخطأ الفادح ترك عوامل التحريض بين هذا الحزب وذاك الحزب لكي تأخذ فعلها في الصراعات على المناصب في المحافظات سيتطور ايضا الى تأسيس عوامل للصراع والفتنة لاتنتهي .. ومن المؤشرات المؤسفة الأخرى هو الحديث عن المحافظات التي فيها ثروات ومصادر مالية وان هذه الأسباب التي تدفع للصراع بين الأحزاب الدينية ...

نعم ان العراقيين في هذه المحافظات مؤمنون بخط آل البيت وخط المرجعية .. لكن ماذا اذا وجدت الناس ان محافظاتهم لاتلبي طموحاتهم ..وليست بالمستوى .. وان مجالس المحافظات فيها اناس فاشلين بل وغير مرغوب فيهم ... كما ان الأيام والشهور تمر والحال هي الحال : لاماء صالح للشرب ، لاكهرباء ، لاخدمات صحية جيدة ، لاتعبيد للطرق ، لاوظائف .. الخ  ان المشكلة يبدو انها تتسع بالتدريج ولم تعد تنفع معها الوعود .. فقد سأمت الناس الوعود منذ اربع سنوات وحتى الآن ...

ولهذا فأن من المؤشرات الضارة هو الأعلان عبر وسائل الأعلام عن رصد مئات الملايين من الدولارات لتنمية المحافظات وتطوير الخدمات دون ان يلمس المواطن شيئا مهما يتناسب مع تلك الوعود الأعلانية .ومن هنا فأننا ..مخلصين ، ندعو الأئتلاف الى مراجعة هذا الواقع الذي لايخلو من مؤشرات سلبية واتخاذ اجراءات عملية تعيد الثقة للمواطن .. لأن السكوت على هذه الظواهر يفسره الناس بكل بساطة على انه تواطؤ ومشاركة في الأخطاء ...وهو مالا نتمنى ان يستمر طويلا لأنه ضار وخطير...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك