المقالات

الداخلية امام تحديات اخطر وأشد.. فماالحل؟

1349 17:41:00 2007-04-14

( بقلم : داوود السعيد )

لعل لمراقب للمشهد العراقي السائد اليوم لايملك الا الأستنتاج بأن اعداءاالعراق والعراقيين قد غيروا اساليبهم وتكتيكاتهم وادواتهم .. وانهم بصدد خطط جهنمية جديدة لتدمير العراق وضرب الواقع السياسي العراقي وتمزيق وحدة البلاد وتحويل العراق الى مافيات يقتل بعضها البعض وهو مااعلنته بياناتهم مؤخرا ويقترن ذلك في كل مرة باستهداف الخطط الأمنية.

وبقدر تعلق الأمر بالجانب العراقي سيبرز السؤال : هل طورت الأجهزة الأمنية من وسائلها وادواتها وتكتيكاتها هي الأخرى كما فعل الأرهابيون؟ هذا السؤال يقودنا الى نتيجة مهمة واساسية ..وهي ان الحديث لاينصب على اجهزة الأمن كأفراد فهؤلاء الرجال المجاهدون ضربوا مثلا اعلى في الفداء والجود بالنفس وهو اقصى غاية الجود من اجل ان يهنأ المواطن بحياة آمنة ..على مستوى الجندي والشرطي البسيط فهو لايملك الا طاعة رؤسائه وتنفيذ الأوامر ..لكن المهم هو ان يتطور العمل الأمني والأستخباري بتطور اساليب الأرهاب ..وعلى مستويات القيادة واتخاذ القرار ... وبالرغم من الجهود الملحوظة والعمل في اجواء وظروف اقل مايقال عنها انه بالغة الصعوبة والتعقيد الا ان هنالك ملاحظات ومؤشرات لابد من مناقشتها ومراجعتها بجرأة وشجاعة ومسؤولية ...

انني افترض بعد حادثة الجسر الحديدي ومارافقها من جرائم وبروز شوكة مايسمى (دولة العراق الأجرامية) ان مراجعة شاملة يجب ان تجري لأجهزة الداخلية على مستوى القيادة .. ولنكن في منتهى الصراحة يجب ان نبدأ بأداء وزير الداخلية فقد مر زمن ليس بالقصير لممارسته مهامه ..الا ان الرجل بسبب انعدام خبرته الأمنية لم تكن نتائج الأداء في صالحه .. ولست اعرف آخرين من طاقمه ماحالهم ومامستوى خبراتهم ..نحن ايها الأخوة في حاجة وامس الحاجة اليوم الى قائد امني في درجة وزير داخلية اشد شراسة وخبرة ومضاءا من خصومه ..نحن بحاجة الى خبير متمرس في العمل الأمني لايخاف في الحق لومة لائم ..لاينتظر ان يرضى عنه عدنان الدليمي او خلف العليان او حارث الضاري فهؤلاء لا ولن يرضوا حتى يذهب الله بهم ويخلص الناس من شرورهم ...

لقد اراد الأخوة في الأئتلاف الخروج بالحكومة من مأزقها ابان مرحلة التشكيل فتنازلوا للتوافق ووافقوا لهم للأسف على اختياراتهم ..لا ان يقرر الأئتلاف من يريد فعلا من الرجال الأشداء ..للأسف لم يكن قرار الأئتلاف في تعيين الوزير الحالي موفقا برأيي وانا اتفق مع الأخ الذي اثار هذه النقطة في موقع الوكالة ...واقول حقا ..لقد كان صولاغ الرجل المناسب في المكان المناسب .. وقد اوجع الأرهابيين وافشل الكثير الكثير من اهدافهم ومخططاتهم وقد ابكاهم جميعا وكان جريئا وحازما وشجاعا ..كما انه من النوع الذي يتعلم بسرعة ويلتقط كل شاردة وواردة ولهذا سرعان مالمس المواطن النتائج على الأرض ..

لااريد ان اقارن بين الوزيرين ولا التلميح بفشل البولاني الحالي فالرجل اكيد له تاريخه .. والا ماتم دفعه الى هذا المنصب الخطير ..في احرج فترة في تاريخ العراق... ولكن لنتذكر الحكمة التي تقول : استعينوا في كل صنعة بصالح اهلها ..

وبصراحة ان الأئتلاف لم يقدم بديلا يفترض ان يكون اكثر كفاءة ومقدرة وخبرة من صولاغ ... يكمل ماانجزه صولاغ ...واني اسأل الأخوة في الأئتلاف ..لقد مرت اربع سنوات وانتم في السلطة ... فلو ارسلتم بضعة عشرات من رجالكم الشجعان الى دورات امنية واستخبارية في بلدان العالم لكانو الآن نالو درجة البكلوريوس في العلوم الأمنية ..ولكانوا اليوم في مواقع الداخلية يعملون وفق ماتعلموه من علم حديث .. فالعلوم الأمنية تتطور في كل يوم .. ولم تعد تتمثل في شكل الشرطي الذي يعمل سيطرة ويؤشر للسيارات بالمرور فتمرق المتفجرات من امامه دون ان يشعر ..كما تكرر مرارا ومرارا ...

هل هذا هو العمل الأمني والأستخباري والمخابراتي ؟ فهل سيبقى الأئتلاف طويلا راضيا بهذا الشكل من الأداء المتواضع على مستوى التخطيط والعمل الفوري الشجاع والسريع ومستوى العمل الأستخباري ؟الا نتعلم من تجارب بلدان العالم ؟

اذا كان راضيا بهذا فذلك ضد سنة الكون والحياة ومنطق العقل ..فكل شيء الى تطور في كل ساعة ويوم .. والوزير والمدير والضابط الضعيف الذي لايطور نفسه في خلال كل ستة اشهر يجب ان يأتي آخر اكفأ منه ويرسل الآخر الى مكان يتناسب مع مستواه..هذا هو السياق المتبع في كل انحاء العالم وفي علم ادارة الموارد البشرية وتحت مسمى (تقييم الأداء النصف سنوي) وهذه ملاحظات مخلصة اتمنى ان تجد صداها في الأئتلاف ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك