المقالات

التناقض بين التطبيق والنظرية.. النظام البرلماني في دستورنا .....بقلم: د. عادل عبدالمهدي* نائب رئيس الجمهورية المستقيل


 

قد يصح قول البعض إن الدستور يسبب ارتباكات، لكن الارتباك الحقيقي سببه استمرارية ثقافة وممارسات النظم القديمة، التي مازالت تقاوم بوعي أو جهل متطلبات واستحقاقات المرحلة الجديدة. فالدستور الجديد في أي أمة هو مفتاح الانتقال من مرحلة لأخرى. فالثورات والتطورات الحاسمة تأتي بدساتير جديدة، فيقال دستور الثورة الفلانية، أو الجمهورية الأولى والثانية وهلم جرا. والدستور سيجدد القديم الصالح الذي لا يناقض مباني التغيير الجديد، فيصبح الدستور غربالاً لا يمر منه إلا ما يتوافق معه، وليحجز طريق كل ما يعارضه حقوقياً ودستورياً وسياسياً وقانونياً وإجرائياً واجتماعياً واقتصادياً وقيمياً.. إلخ.

ومع الأسف، مازالت استمرارية الممارسة والثقافة أقوى من مبادئ التغيير والدستور، ما يثير التناقضات والالتباسات. لذلك لا يحاكم الناس الدستور الذي لم يجد مساحاته المطلوبة والمتكاملة، رغم أن كل شيء يتم باسمه، بل هم يحاكمون ممارسات وتطبيقات كانت بائسة

وتزداد بؤساً.

النظم العراقية السابقة، الملكية والجمهورية، تصنف كنظم رئاسية.. أي إن السلطات التنفيذية والتشريعية الأساسية كانت بيد رئيس الدولة والحكومة. والنظم الرئاسية هي نظم معروفة وفعالة وتعمل بها الكثير من دول العالم، ولكي لا تتحول إلى نظم استبدادية، حيث تستغل السلطة التنفيذية قدراتها للتقوي والبقاء، كما في تجارب كثيرة ومنها العراق، فإنها تتطلب مؤسسات وأنظمة وتقاليد دستورية وديمقراطية عريقة ومتقدمة.

وعندما تم اختيار النظام البرلماني في الدستور الجديد، لم يكن ذلك اختياراً اعتباطياً، بل منعاً من عودة الدكتاتورية، وأفضل الخيارات لبناء الديمقراطية، وبما يناسب الطبيعة التعددية للبلاد. ففي النظام البرلماني تستمد السلطة التنفيذية شرعيتها من السلطة التشريعية التي تخضع لمساءلتها ومراقبتها. أما في النظم الرئاسية، فرغم أن تركز سلطات تشريعية وتنفيذية واسعة بيدها يساعد على سرعة التشريعات والقرارات، لكن انتخابها بمعزل عن السلطة التشريعية غالباً ما يسبب تصادمات وتعطيلاً كاملاً لعمل النظام. لهذا يلاحظ ميلاً قوياً وخصوصاً في الدول التعددية - في العقود الأخيرة - نحو النظم البرلمانية. فالأخيرة - حسب الدستوريين- أكثر مقاومة للتوجهات الفردية والاستبدادية.. وتقول الدراسات إنه منذ الحرب العالمية الثانية، فإن ثلثي دول العالم الثالث، التي أقامت «أنظمة برلمانية»، نجحت في الانتقال إلى الديمقراطية.. وفي المقابل لم ينجح أي نظام رئاسي بالعالم الثالث في الانتقال إلى الديمقراطية من دون انقلابات وحروب.

1/5/13307

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك