( بقلم : ناهدة التميمي )
اريد ان اقتنع ان لدينا خمس دوائر ووزارات امنية دفاع وداخلية وامن وطني ومستشار امن قومي ودائرة مخابرات نجهل عملها بالضبط.. وان كانت تابعة للدولة العراقية ام لامريكا !! وبرغم وجود كل هذه الدوائر ومعها مائة وخمسون الف جندي امريكي ومازال نفس الخطأ يتكرر منذ اربع سنوات فيما يتعلق بالمتطوعين والذين يفجرون بدم بارد ولامن ردة فعل او محاولة جادة لمنع تكرار هذا الشيء المريع.. وكأن الذين سيقوا الى الموت الاجباري فراخ وليس بشر وشبان يتطلعون الى الحياة والى فرصة عمل وباب رزق بعد ان ضاق بهم العيش في بلد النفط والخيرات .. شبان جاءوا ليخدموا بلدهم تحت لواء الدولة والحكومة العراقية وليس لهم دخل بالمحتل لامن قريب ولامن بعيد .. ولو كان الذين يفجرونهم اويحرضون على قتلهم شرفاء لقاتلوا ال سعود وملك الاردن وحسني مبارك وامير قطر وغيرهم من الاجلاف الجهلة لانهم هم الذين ادخلوا المحتل الينا وفتحوا صدورهم وقواعدهم وموانئهم لقواته لتدخل وتعيث في العراق خرابا.. واذا كانو مستنكرين لوجود قوات اجنبية في العراق والذين يعتبرون غالبيته صفوية .. فالاولى ان يستنكروا وجودها على مرمى حجر من مكة المكرمة وفي بلدان الجزيرة العربية جمعاء,, اليس الاقربون اولى بهذه النخوة الاسلامية.
هذا فيما يخص العربان الجربان ونواياهم السيئة ضد العراق والتي ليس لها اي علاقة بالدين والجهاد او العروبة او البطيخ وانما هي اجندات تشترك فيها امريكا مع البعثيين مع الاعراب مع بعض القوى الداخلية للضغط على الحكومة الشيعية كما يدعون بغية اضعافها والمجيء بحكومة على مقاس الانظمة الرجعية في المنطقة.. اما فيما يخصنا نحن فهل نصدق ان الحكومة بكل ميزانيتها الانفجارية وخبرتها المتراكمة التي اكتسبتها على مدى اربع سنوات لتعرضها لتفجيرات يومية هل عجزت عن شراء اجهزة كشف المتفجرات لتحمي ارواح هؤلاء الشبان المساكين الذين جاءوا حالمين بوظيفة وبغد افضل من الذي عاشه اباؤهم في زمن البعث الدموي وهل عجزنا عن ايجاد حلول لهذه المشكلة مثلا عدم تجميعهم خارج الاماكن المحمية وعدم دعوتهم كلهم في يوم واحد .. وعندما ياتون لايصار الى تجميعهم خارج الدائرة المعنية فيصبحوا صيدا سهلا للمتربصين بل يفتش كل واحد ويدخل الى الاماكن الامنة.
اما عدم الاهتمام والاكتراث بهذا الامر وتكرره مئات المرات وبنفس الطريقة وبنفس الخطأ القاتل وبنفس النتائج الكارثية والخسائر الهائلة في ارواح شبان تسابقوا ليكون غدهم افضل ولياخذوا نصيبهم من الدنيا يلقي ضلالا كثيفة من الشك في ان المقصود بدعوة هؤلاء الشبان للتطوع هو لقتلهم والتخلص منهم لاسباب نجهل بعضها ونعرف الاخر .. نحن غير المختصين بشؤون الامن يمكننا ايجاد العشرات من الحلول التي يمكنها وقف القتل المجاني لثروة العراق الشابة والتي منذ ان دخل الامريكان الى يومنا هذا وهي تسحق وتدمر وتباد يوميا وبهذا الشكل المفزع وكان القتل والدمار والاعدامات التي قام بها صدام ونظامه ضد الشباب تنفيذا لنفس الاجندة لم تكن كافية فجاء الامريكان وبالتعاون مع الاعراب الاوغاد وبعض القوى الداخلية ليجهزوا على من تبقى من الشباب .. الحكومة اليوم ممثلة بوزاراتها ودوائرها الامنية مطالبة ان تجيب على على تساؤلات المشككين بقدرة هذه الاجهزة على حماية الشباب او بتواطئها مع ذوي الاجندات الاجنبية والاقليمية الرامية الى افراغ البلد من طاقاته الشابة وكفاآته العلمية .. فهل من مجيب .. !!
ناهدة التميمي
https://telegram.me/buratha
