المقالات

لحظـــة فكـــــر

1419 22:37:00 2007-04-09

( بقلم : محمد عاشور الخفاجي )

(أنا أفكر إذاً أنا موجود) هذه هي مقولة الفيلسوف (ديكارت) قالها وهو يتمنى ان يدرك الانسان اهمية التفكير ولو اردنا ان نرى التفكير على مستوى الافراد في مجتمعنا لوجدنا ان النسبة مخيفة فالجهل والامية وعوامل اخرى ساعدت على الوقوف عائقا امام القيام بعمليات فكرية جادة ولا ننسى ان التفكير هو من اسمى العمليات النفسية التي يقوم بها الفرد بل ويتبين من مقولة ديكارت ان التفكير هو دليل وجود الانسان-وليس كما هو الحال اليوم- فالكثير من الافراد اليوم يتصورون ويعتقدون بان حمل جهاز موبايل فخم هو دليل على وجود الانسان وحيازة ارقى انواع السيارات هو دليل قوي على وجود الانسان بغض النظر النظر عن ثقافته وشهادته متناسين ان قيمة الانسان كما يقول الشرع الاسلامي هو بالخلق والدين والطاعة لله سبحانه وتعالى وحجة من يتصرف بهذا الفعل انه الطريق الوحيد للرقي في المجتمع والحصول على مكانة اجتماعية مرموقة ولكن هذا الكلام مردود عليه بالحجة والدليل فهنالك الكثير من الشخصيات المرموقة في المجتمع لم تكن شخصية بسيطة متواضعة في ممارسة حياتها اليومية

ومن هذه الشخصيات الشهيد الاول السيد محمد باقر الصدر (قده) الذي عاش واستشهد فقيرا في المادة ولكنه غني بفكره والدلائل كثيرة ففي سن مبكرة من عمره الشريف الف كتاب (فدك في التاريخ) ولم يكتف السيد الشهيد بهذا الحد من التألق والابداع بل مضى مستمرا في عطائه باذلا كل جهده لاغناء المكتبة الاسلامية بالكتب القيمة في اوائل العشرينيات من عمره توصل بفكره الى مرحلة الاجتهاد واستنباط الاحكام الشرعية حتى ان الروايات تذكر ان السيد الشهيد الاول ومن خلال جلسة واحدة مع مرجع الطائفة حينها السيد الخوئي(قده) استطاع ان يغير عشرة مسائل في كتاب الحج وليس هذا فقط بل ان العالم بأسره احتار في كتبه مثل :(فلسفتنا) و(اقتصادنا) ويكفي ان نقول ان علماء وخبراء في الاقتصاد من مصر وفرنسا كانوا يتسابقون لرؤية مؤلف هذا الكتاب لولا سلطة البعث التي قامت بالتعتيم الاعلامي على فكر السيد الشهيد.

ومازال الحديث مستمرا على الفكر والمفكرين والحملة الشعواء ضد الفكر الاسلامي الناصع فقد حشد البعث جيوشه وحشد كل طاقاته لمحاربة أي فكر يحارب مبادئه الهدامة ما ادى الى هجرة العقول العراقية الى خارج العراق وممارسة نشاطاتهم الفكرية.ان العراق وقبل آلاف السنين كان منبعا للفكر والمفكرين فيكفينا فخرا ان العراقيين هم اول من اخترع الابجدية وسن قانونا ودستورا في العالم كل هذه الانجازات كانت بفضل الفكر.رحم الله الشهيد الاول والمفكرين الاحرار الذين ناضلوا بكلماتهم وجعلوها انوارا تضئ لنا درب الحياة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك