( بقلم : امجد الحسيني )
ان الدولة السعودية التي تكونت منذ فترة ليست بالقصيرة كانت تعتمد نظامين حكاما المملكة السعودية بشكل متجانس وهذان النظامان هما السلطة التي تشكل واجهة الحكم والمتمثل بالملوك المتعاقبين على حكم المملكة من الملك خالد وحتى حكم العاهل الحالي والنظام الباطن الذي يسيطر على المؤسسة الدينية التي تمثل وتتبنى تطبيق افكار عبد الوهاب ، هاتان المؤسستان حكمتا السعودية بانسجام وكما هي عادة الدول العربية التي اتسمت بالشمولية وبادارة المؤسسة الامنية الاستخباراتية لكن السعودية كانت المؤسسة الدينية هي التي تدير الحكم في البلاد ومن المعروف ان المؤسسة الدينية الوهابية لاتختلف في عملها عن المؤسسات الامنية الاستخباراتية في الدول العربية الاخرى ان لم نقل ان المؤسسة الدينية في السعودية اكثر شمولية واكثر ظلما على اعتبار ان الحكومات العربية العلمانية لم تكن تريد الا محاربة الفكر الاسلامي اما في السعودية فحتى الفكر الاسلامي مقتول ومحاصر واوجدت السلطة الدينية والسلطة المركزية الملكية نوعا جديدا مما كانت تسميه بالدين او المذهب الذي يكفر الكل ولايؤمن الا بنفسه.
اما الفرق بين الامس واليوم هو ان التنظيمات التي صنعتها المملكة السعودية ودينها التكفيري بدأت هذه التنظيمات تخرج عن سيطرة الدولة السعودية وبدأ الصراع على السلطة الدينية في السعودية يأخذ اشكالا اخرى فطلاب الامس بدأوا يخرجون عن سلطة التنظيم الديني التابع للملك ليدخلوا سلطان الكراسي والالقاب الكبرى كـ( شيخ الاسلام – والداعية – والفقيه الاوحد) فراح طلاب الجوامع الذين لم يفقهوا شيئا من الدين سوى السجع الممجوج وتطويل اللحى والعطور التي تزكم الانف والمجلدات التي توزعها الحكومة السعودية مجانا من اجل محاربة المذاهب الاسلامية المختلفة ليدع هؤلاء الجهال العلم والفقه ويفتون الناس ويكفرون اخرون ويقتلون من يخالفهم باسم الحكم الشرعي الذي لايفقهون منه شيئا.
بالاضافة الى القاعدة التي تربت في احضان الملكية السعودية والتي كانت الحليفة المقربة للحكم السعودي فبعد ان قامت بكارثتها المعروفة باحداث(11سبتمبر/ايلول) بدأت الحكومة السعودية تتبرأ منهم كما تبرأ العرب من المجرم صدام بعد احتلاله الكويت .اليوم يحارب على الجبهة السعودية اطراف متجاذبة هي:1- الملك وحاشيته الممتثلون لاوامر اسرائيل وامريكا.2- المؤسسة الدينية المتشددة المتمثلة بالحركات التكفيرية ومااكثرها في السعودية.3- المؤسسات الدينية المعتدلة التي بدأت تجامل الملك للقضاء على الحركات المتشددة.4- المذاهب الحنفية والصوفية والشافعية التي تريد ان تقول انها بريئة من الحركات المتشددة .5- المذهب الشيعي الذي كان يذبح اتباعه على يد القاعدة وغيرها من الحركات المتشددة بمباركة الملك والحكومة.6- القوى العلمانية التي بدأت تطالب بحماية امريكا ودعمها للقضاء على الحكم الشمولي السعودي ومؤسسته الدينية.
هذه العوامل وسواها تنخر اليوم جسد الملكية السعودية والتي ستؤدي في النهاية لحرب مدمرة تذهب بعدها ما يسمى بالمملكة السعودية وتنحسر لتنشء دولة علمانية على غرار الدولة التركية التي لن تدوم طويلا هي الاخرى .
https://telegram.me/buratha
