المقالات

دولة التفكك ومملكة الخوف

1511 02:55:00 2007-04-09

( بقلم : امجد الحسيني )

ان الدولة السعودية التي تكونت منذ فترة ليست بالقصيرة كانت تعتمد نظامين حكاما المملكة السعودية بشكل متجانس وهذان النظامان هما السلطة التي تشكل واجهة الحكم والمتمثل بالملوك المتعاقبين على حكم المملكة من الملك خالد وحتى حكم العاهل الحالي والنظام الباطن الذي يسيطر على المؤسسة الدينية التي تمثل وتتبنى تطبيق افكار عبد الوهاب ، هاتان المؤسستان حكمتا السعودية بانسجام وكما هي عادة الدول العربية التي اتسمت بالشمولية وبادارة المؤسسة الامنية الاستخباراتية لكن السعودية كانت المؤسسة الدينية هي التي تدير الحكم في البلاد ومن المعروف ان المؤسسة الدينية الوهابية لاتختلف في عملها عن المؤسسات الامنية الاستخباراتية في الدول العربية الاخرى ان لم نقل ان المؤسسة الدينية في السعودية اكثر شمولية واكثر ظلما على اعتبار ان الحكومات العربية العلمانية لم تكن تريد الا محاربة الفكر الاسلامي اما في السعودية فحتى الفكر الاسلامي مقتول ومحاصر واوجدت السلطة الدينية والسلطة المركزية الملكية نوعا جديدا مما كانت تسميه بالدين او المذهب الذي يكفر الكل ولايؤمن الا بنفسه.

اما الفرق بين الامس واليوم هو ان التنظيمات التي صنعتها المملكة السعودية ودينها التكفيري بدأت هذه التنظيمات تخرج عن سيطرة الدولة السعودية وبدأ الصراع على السلطة الدينية في السعودية يأخذ اشكالا اخرى فطلاب الامس بدأوا يخرجون عن سلطة التنظيم الديني التابع للملك ليدخلوا سلطان الكراسي والالقاب الكبرى كـ( شيخ الاسلام – والداعية – والفقيه الاوحد) فراح طلاب الجوامع الذين لم يفقهوا شيئا من الدين سوى السجع الممجوج وتطويل اللحى والعطور التي تزكم الانف والمجلدات التي توزعها الحكومة السعودية مجانا من اجل محاربة المذاهب الاسلامية المختلفة ليدع هؤلاء الجهال العلم والفقه ويفتون الناس ويكفرون اخرون ويقتلون من يخالفهم باسم الحكم الشرعي الذي لايفقهون منه شيئا.

بالاضافة الى القاعدة التي تربت في احضان الملكية السعودية والتي كانت الحليفة المقربة للحكم السعودي فبعد ان قامت بكارثتها المعروفة باحداث(11سبتمبر/ايلول) بدأت الحكومة السعودية تتبرأ منهم كما تبرأ العرب من المجرم صدام بعد احتلاله الكويت .اليوم يحارب على الجبهة السعودية اطراف متجاذبة هي:1- الملك وحاشيته الممتثلون لاوامر اسرائيل وامريكا.2- المؤسسة الدينية المتشددة المتمثلة بالحركات التكفيرية ومااكثرها في السعودية.3- المؤسسات الدينية المعتدلة التي بدأت تجامل الملك للقضاء على الحركات المتشددة.4- المذاهب الحنفية والصوفية والشافعية التي تريد ان تقول انها بريئة من الحركات المتشددة .5- المذهب الشيعي الذي كان يذبح اتباعه على يد القاعدة وغيرها من الحركات المتشددة بمباركة الملك والحكومة.6- القوى العلمانية التي بدأت تطالب بحماية امريكا ودعمها للقضاء على الحكم الشمولي السعودي ومؤسسته الدينية.

هذه العوامل وسواها تنخر اليوم جسد الملكية السعودية والتي ستؤدي في النهاية لحرب مدمرة تذهب بعدها ما يسمى بالمملكة السعودية وتنحسر لتنشء دولة علمانية على غرار الدولة التركية التي لن تدوم طويلا هي الاخرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك