( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
إينما تراق قطرة دم عراقية فانها واحدة ان كانت في البصرة ام في الموصل ام في الرمادي ام في كربلاء.لا يمكن لنا في الائتلاف العراقي الموحد وفي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان تكون لنا رؤية اخرى غير هذه الرؤية مهما اختلفت الظروف ومهما تعددت الاسباب.
الدم العراقي ينزف منذ اربعة عقود مجاناً، فهذا الدم ظل ينزف في اشرس حرب عرفتها المنطقة خلال عقد الثمانينيات باكمله دون ان يكون هناك حرص من قبل الآخرين على ايقاف ذلك النزيف.. ونزف دمنا بنفس تلك الغزارة مع حرب الخليج الثانية ولا احد يقول لِمَ هذا الدم يراق هدراً وبلا قضية وكأنه كتل من امواج الخليج.وقبل هذا وذاك كانت هنالك انهار من هذا الدم الطاهر تراق في كردستان العراق وفي كل بقعة منها وفي اهوار العراق وجنوبه ووسطه وبدل ان تطلق الصرخات العربية وغيرها بوجه الذي يذبح العراقيين انذاك راحوا يكافئونه بالتصفيق والهتاف والتهنئة فيما الوفود كانت تترى عليه تبريكاً من كل فج عميق.
نقولها ولا نتعب من قولها فتلكم هي مسؤوليتنا الوطنية والشرعية والاخلاقية والانسانية ان حرمة الدم العراقي ليس فوقها او بعدها حرمة اكبر منها خصوصاً في عهدنا هذا الذي اردناه ونريد له وسنعمل لذلك دون كلل او ملل ان يكون خالياً من الحروب والازمات والنعرات الطائفية او العنصرية او الاحتقانات التي يريد الآخر فرضها علينا.
نحن نقود عهداً جديداً نريد من خلاله بناء بلادنا وتطوير وطننا والنهوض به الى مستوى البلدان النامية المتطورة بشتى الاتجاهات ونحن من ينادي الآخر للمجيء الى بلادنا بمكائنه ومؤسساته وقدراته ورساميله للاستثمار والبناء في العراق، ونحن الذين نقف بارواحنا وحياتنا بوجه الوافدين باحزمتهم الناسفة وعبواتهم المدمرة وسياراتهم المفخخة، ومن بين هذه الارادة تنتصب المعادلة الواقعية الحقيقية (لا بناء مع الدماء).ما نراه في الرمادي من استهداف لاطفالنا وابنائنا وامهاتنا واخواننا من قبل الزمر الارهابية التكفيرية الصدامية القاعدية مرفوض بكل اشكاله والوانه لان المستهدف هناك هو العراقي وليس غيره، وما نراه في الديوانية لن يختلف عما يحصل في غيرها فالعراقي ايضاً هناك هو الذي يسقط وليس غيره سواء أكان هذا العراقي مواطناً عادياً ام عنصراً امنياً.
بلادنا لن تحتمل اكثر من الذي تعرضت له كل هذه العقود السوداء التي تريد ان تفرض سوداويتها على الجميع، بالوقت الذي نتطلع فيه الى توديع تلك الحقب بكل تفاصيلها ومفاصلها التي دفعنا من اجل ازاحتها الغزير من الدماء ايضاً خصوصاً واننا نعيش اجواء ومناخات الذكرى السنوية لسقوط الدكتاتورية البغيضة.لقد بات من الضروري ان يدرك شعبنا ومن ورائه كل قوانا السياسية العراقية المخلصة ان مؤامرة كبيرة تحاك خيوطها خلفنا لا لشيء الا لابقاء دمنا ينزف هنا وهناك والشواهد هي الاخرى باتت اكثر من ان تحصى، ونريد لهذا الادراك ان يسجل معطياته فوراً بحقن الدماء وفرز وتشخيص من يريد لها ان تبقى نازفة لتبقى عروقه وشرايينه مملوءة بفصيلة دمٍ لا تنتمي الى فصائل دماء البشر.
https://telegram.me/buratha
