المقالات

جبهة التوافق...والانسحاب من الحكومة


( بقلم : حسين الخزعلي )

في تصريح للنائب عن جبهة التوافق سليم عبد الله قال( ان الجبهة ترى ان الارضية الان ملائمة لمناقشة انسحابها من الحكومة ) . ولانناقش هنا الاسباب التي دفعت النائب لهذا التصريح ولاالية الانسحاب ولكن نريد ان نعرف الجدوى من انسحاب هذه الجبهة من الحكومة وهل ان في انسحابها نفع او ضرر للعملية السياسية ؟ او مدى تأثير الانسحاب سلبا او ايجابا على العراقيين؟ سواءا اللذين مثلتهم الجبهة في مناطقهم او العراقيين عموما.تتكون جبهة التوافق من حركات واحزاب كلها تنتمي الى المذهب السني واعضائها منحدرون في الغالب من المناطق الساخنة في العراق كالانبار وصلاح الدين وديالى وغيرها.لقد ولدت هذه الحركات والاحزاب-ماعدا الحزب الاسلامي طبعا- في ظروف غير طبيعية كانت تمر بها المناطق التي مثلتها هذه الاحزاب فكلنا يتذكر الانبار وصلاح الدين وبقية المناطق الساخنة وقت الانتخابات فلقد كانت السلطة هناك للحركات الارهابية كالتكفيرين والصداميين ولقد سجلت المفوضية العليا للانتخابات وقتذاك خروقات كبيرة حول تسجيل الاصوات والمراكز الانتخابية , واخذ المسلحون يقفون عند المركز الانتخابي ويجبرون الناخب بقوة السلاح على انتخاب حزب او حركه ما او يلاقي الموت حتى ان فقهاء الارهاب هناك اخذوا يفتون بحرمة انتخاب هذا وبوجوب انتخاب ذاك.

في النتيجة فقد ولدت جبهة التوافق في ظل هكذا ظروف ولك ان تتصور من هم الاشخاص اللذين افرزتهم الجبهة,فلا نستغرب حين نسمع ان القوات الامنية ضبطت كذا كمية من المتفجرات في بيت احد اعضاء تلك الجبهة , او انه تم العثور على اسلحة قنص وقناصة في بيت العضو الاخر,او ان حماية عضو في جبهة التوافق يرتدي حزاما ناسفا ويفجر نفسه , او ان عضو جبهة التوافق يتحمل مسؤولية 150 برئ مختطف قد تم ذبحهم بدم بارد ,وقبل ايام طالعتنا الفضائيات بخبر مفاده ان القوات المشتركة داهمت منزل خلف العليان عضو الجبهة وضبطت في منزله الكثير من المتفجرات واجهزة التحكم عن بعد ومنشورات وصور لقتلى ونواظير قناصات واسلحة متوسطة وخفيفة واعتقلت 14 من افراد حمايته ضالعين في عمليات ارهابية.

ان رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي اتهم اكثر من 70% من الشعب العراقي بانهم رافضة وصفيون ولايزال هذا الرجل يرفع اللافته الطائفية في كل تصريح او لقاء صحفي, وكلنا يعلم عن مايجري في حي العدل على يد افراد حمايته من تهجير قسري وقتل بشع لشيعة اهل البيت.

ان الولادة لم تكن حقيقية والتمثيل لم يكن تمثيلا حقيقيا لابناء تلك المناطق وان الارهاب التكفيري والصدامي المقيت قد فرض تلك الشخوص والاسماء على الناس بحكم السلاح والقوة. المعلومات المتسربة من داخل جبهة التوافق تؤكد بأن هناك خلافات شديدة بين اعضاءها تنقسم بين المتورطين في الارهاب واخرين يريدون ان يمثلوا شعبهم تمثيلا حقيقيا ووطنيا وقد وصلت الخلافات الى حد التهديد والتصفيات الجسديه على حد المعلومات.

ان الجبهة مادامت تحتضن بين اضلاعها اناس ارهابيين وصدامين فأنها سوف لن تكون جبهة وطنية بناءه تمثل شريحة او جزء معين من الشعب العراقي فالارهابيون هم هدامون لابنائون ولايهمهم الوطن والمواطن بل هم جاؤا ليهدموا الوطن ويقتلوا المواطن.بأعتقادي ان هناك تصوران لمصير هذه الجبهة كلاهما يعود بالفائدة على هذا الشعب المبتلى والمظلوم التصور الاول هو ان تبرز كتلة وطنية من داخل الجبهة ترفع شعار البراءة والخلاص من العناصر الاهابية المتسيدة على الجبهة والتي تفرض اجندتها المشبوهة على كل اعضاء تلك الجبهة ,وبتقديري انه لو ظهرت هذه الكتلة من الاصلاحيين داخل الجبهة فأنهم سيحظون بتأييد شعبي كبير وقوي وخصوصا من ايناء الطائفة السنية لأن تلك الطائفة قد عانت الامرين من الارهاب وتسلطه ولم تحصد سوى العنف والمزيد من القتل والعزلة وفرض الاجندات المشبوهة بسبب ارهابيو تلك الجبهة وان هذه الطائفة تتحين الفرص للتعبير عما في داخلها تجاه هؤلاء واكبر دليل على ذلك هو تأييدهم وانضمامهم لصحوة عشائر الانبار فور تأسيسها والذي سجل بدوره افلاس بعض اعضاء تلك الجبهة .

اما التصور الثاني فهو ان تنسحب تلك الجبهة من الحكومة والعمل السياسي كي تريح وتستريح سيما انها لم تسجل أي انجاز يذكر لم تمثلهم وعلى جميع الاصعدة وان انسحابها سيفسح المجال لدماء سنية وطنية جديدة تمثل ابناء هذا المذهب تمثيلا حقيقيا كجماعة العلماء في العراق او مؤتمر صحوة الانبار وغيرها من التيارات السياسية , اما الية الانسحاب فتحددها الجبهة نفسها.اخيرا لابد لنا من ان نسجل استغرابنا ومعنا الشعب العراقي حول صبر وتماهل الحكومة التنفيذية تجاه تصرفات ارهابيو تلك الجبهة وعدم محاسبتهم واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم فماذا تريد وزارة الداخلية من اثباتات اكثر مما حصلت عليه وكيف ستتعامل مع ادلة الادانة التي وجدتها في بيوت هؤلاء الاعضاء ومتى تدينهم وتجرمهم وتلقي القبض عليهم قبل ان يعبروا الى بلاد الشام ليتحول احدهم الى جيفارا عراقي.حسين الخزعلي 8-4-2007

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك