( بقلم : سماحة الشيخ المجاهد خالد عبد الوهاب الملا )
يا أحبابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وآلِ بيته الأطهار وصحابتهِ الأخيار ... وبعد ... فإن مولدَ الرسولِ الأعظم محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم مناسبةٌ عظيمةٌ وحدثٌ تأريخيٌ كبير . حدث تغير به وجهُ الدنيا بعد أن كانت تسبحُ في ظلماتٍ من الظلمِ والشركِ والجهلِ والضياعِ حتى بعثَ اللهُ رسولَهُ صلى الله عليه وآله وسلم فأخرجَ الناسَ من الظلماتِ إلى النور ، وأنقذَهم من الظلمِ والفجور . نعم أيُها الأخوة ... لقد بعثَه الله تعالى خاتَماً لأنبيائهِ ورسالاتِه ، هادياً للحقِ والرشادِ ، داعياً للخيرِ والهدى ، فكانت شريعتُه خاتمةً للشرائعِ كلِها تكفلُ اللهُ بحفظِها وبقائِها نقيةً سليمةً إلى يومِ القيامة حيث قال تبارك وتعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ، ومن هنا ينبغي علينا أن نجعلَ من ولادةِ الرسول الاعظمِ محمدِ صلى الله عليه وسلم يوماً دائماً لوُحدتنا ، ومنهجاً قويماً رصيناً لبناءِ انفسِنا وبلادِنا ، بعد أن حاولت قوى الإرهابِ والتكفير بكل ما اوتيت من مكر وخداع وشيطنة والتكفيرِ أن تزرع بذورَ الفتنةِ الطائفيةِ بيننا وخاصةً ما يحدثُ في العراقِ من دمار شاملٍ للإنسانِ العراقي وتهديمٍ لبنيتِه التحتية ومؤسساتِه الحكومية وأخُرها أحداثُ تلعفر وكركوك وبغداد . واللهُ تبارك وتعالى قال في كتابه (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) وقال عز وجل : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) واسمعوا الى هذا الحديثِ النبوي الشريف الذي يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم ( من صلى صلاتَنا واستقبلَ قبلتَنا وأكلَ ذبيحتَنا فذلك المسلمُ الذي له ذمةُ الله وذمةُ رسوله فلا تُخفروا اللهَ في ذمته ) وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تادبروا ولا يَبع أحدكم على بيعِ أخيه ، وكونوا عبادَ الله إخوانا ، المسلمُ أخو المسلم لا يظلِمُه ، ولا يخذُلُه ، ولا يحقِرُه ، التقوى ها هنا ـ وأشارَ بيده إلى صدره ثلاث مرات ـ حسبُ أمرئٍ مسلم ٍ من الشرِ أن يحقرَ أخاه المسلمَ كلُ المسلم على المسلم حرام دمُه ومالُه وعِرضُه .
فهل نحن بهذا المستوى من التوحدِ والتآلفِ والتآخي !!! فيما بيننا !!! ام اننا نسير جهلا وغفلة في ركاب الأرهاب والتكفير وأسألُكم بالله فأجيبوني صريحاً أيُ ثقافةٍ هذه التي جاء بها هؤلاءِ الأوغادُ التكفيريون التي لا تَعرِفُ إلا القتل والذبح والمفخخات وإرهابَ الناس وخطفهم وتعذيبهم وتهجيرهم فينبغي علينا أن نقِف موقفاً موحداً وصريحاً من كلِ ما يحدُثُ من أحداثٍ جسامٍ في بلادِنا وخاصة ما أشرت اليه من عمليات ارهابية وتكفيرية نعم ... نحن المسلمين اليوم في عصر المواجهةِ الحضاريةِ والثقافيةِ والسياسية مع أعداء الإسلام مع قوى التكفيرِ والإرهاب ... نحن بأشدِ الحاجة إلى وحدةِ الفكر ... والبناءِ ... والعمل المشترك ... من اجل بناء قوةِ الأمة والحفاظِ على وجودِها وعزتِها ولعل أولَ من يخُاطب بهذا هم العلماءُ العارفون الذين يميزون بين الحق والباطل والذين يقطعون الطريق على اولئك الذين يصدرون الفتاوى التي تدعوا الى القتل والحقد وما اكثرها في زماننا فدور العلماء دور مهم وخطير وامانة في اعناقهم ان ياتزموا قواعد الشرع لأنقاذ ارواح الناس واموالهم ومن هنا وفي هذا اليومِ المبارك نعلُنها مدوية اننا نبرأ الى الله من هذه المجاميع التكفيرية التي تستهدف العراقيين كما وأننا مع المشروعِ السياسي الذي نطمحُ أن ينالَ نجاحاً لكي تُبنى دولتُنا ومؤسساتُنا لنكونَ بعد ذلك بمستوى الدول التي تجاورُنا بعيداً عن القتل بعيداً عن الهدم بعيداً عن النزاعات بعيداً عن التفرقة بعيداً عن النار قريباً إلى البناء قريباً إلى الحب قريباً إلى الأخاء قريبا الى التعاون
الشيخ خالد عبدالوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب
https://telegram.me/buratha
