المقالات

الفرحة الناقصة في مؤتمر مشايخ الوقف السني بعمان

2209 04:09:00 2007-04-07

( بقلم : داوود السعيد )

تعلمنا السياسة مبادئ اساسية لابد للسياسي ان يدركها ويتدبرها جيدا فلا ينساق وراء انفعال ولا موقف متسرع ولا عاطفة سطحية لامعنى لها في قاموس السياسة . وبسبب التداخل الذي نعيشه مابين ماهو ديني وماهو سياسي صار من الصعب العسير ان تفرق بين رجل المسجد وبين زعيم الحزب .

من هنا انبرت ثلة من مشايخ الوقف السني والمتخصصين بالشريعة ومن ائمة المساجد السنة لعقد مؤتمر اسموه مؤتمر علماء المسلمين وقد عقد واختتم اعماله في عمان مؤخرا وكان جل هم المؤتمر هو محاكاة مأزق السنة في مواجهة فلول القاعدة الأجرامية ودولة الرفيق ابو عمر البغدادي ولم يكن هنالك من هم آخر غير شعار (كيف السبيل الى النجاة من المواجهة القادمة والحريق الموارب ) ولهذا بدأوا يعدون العدة لهذا الأمر الجلل بعد ان تأكد بمالايقبل الشك ان دولة العراق الأجرامية مصممة على تصفية جميع الرموز السنية بلا استثناء الا من يسلم امره ولحيته لهم ويبايع الرفيق ابو عمر .

واما خلاف ذلك من الدعوة الى رص الصفوف وما الى ذلك فلم تكن الا ديباجة عابرة . ولقد تابعت شخصيا هذا المؤتمر عن كثب ومالفت نظري اكثر ليس المؤتمر بل رد فعل الأخوة الشيعة عبر رموزهم السياسيين ووسائل اعلامهم ... فقد هللوا ورحبوا وباركو المؤتمر ...وليسمح لي الأخوة المهللون ماداموا سياسيين ان اختلف معهم جملة وتفصيلا اذ لم يكن من المناسب ان يعبروا بتلك الطريقة المباشرة والقريبة من خطب ود احمد عبد الغفور السامرائي وجماعته ... فالمؤتمر لم يدعو الشيعة ولا طلب مشاركتهم ولا انتظر تهليلهم ... بل ان المؤتمر عاد وهاجم الشيعة اشد الهجوم اذ وزع احمد السامرائي بيانا مكتوبا يبين فيه اعداد المساجد السنية المغتصبة من قبل الشيعة واعداد ائمة المساجد ومؤذنيها ممن اغتالتهم المليشيات الشيعية او الحكومة ... كما ان تصريحات ابرز الوجوه المشاركة لم تعبر الا عن نقد ظاهر ومبطن واتهامات للشيعة وهو ماتناقلته وكالة رويترز للأنباء عن لسان محمد عياش الكبيسي زميل الضاري وصنوه وكذلك المتشدد السلفي عبد الملك السعدي ومما قاله هذا الأخير بحسب رويترز : ( ووجه الشيخ عبدالملك السعدي رسالة الي الشيعة العراقيين. وقال نأمل من اخواننا في كربلاء وفي النجف ان يعملوا كما عملنا هنا ويقولون للذين يقتلون علي الهوية والي فرق الموت قفوا عند حدكم فانكم لا تستطيعون ان تجعلوا من العراق مذهباً واحداً ولا قومية واحدة.). واما احمد عبد الغفور فحدث ولا حرج ، فقد صال وجال وقال ماعنده واكثر ...وقد اعطت القناة العراقية مثلا اهمية للمؤتمر وغطته في نشراتها الأخبارية ليوم 5 الجاري .

اني اتساءل هنا اسئلة جوهرية واساسية ترتبط ايضا برد فعل الشيعة (وطيبتهم ) التي تأتي احيانا في غير محلها ولا وقتها من خلال تهليلهم وترحيبهم بمؤتمر لايصب في مصلحة احد غير الذين عقدوه ...الا اذاصدقت النيات وخلصت النوايا واشركو ائمة الشيعة في مؤتمراتهم وملتقياتهم كتفا الى كتف وليس مجرد انشاء وكلام للأستهلاك الأعلامي ...فهذه الاعيب لاتنطلي الا على السذج فيما القوم ضليعون بالدهاء السياسي ....واتساءل هنا :اولا: لماذا عقد المؤتمر في الأردن وهل تم بأذن وموافقة الحكومة العراقية ام انه عقد رغما عنها وبتجاهل لها ؟ثانيا : اذا كان سبب عقد المؤتمر في بغداد امنيا ... وهذا ممكن ... فلماذا لم يعقد برعاية عراقية كأن يفتتحه ممثل لرئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او احد نائبي رئيس الجمهورية ... لماذا لم تتم دعوة اي مسؤول رسمي عراقي ؟الأن الحكومة عميلة بينما رئيس الوقف السني الذي يقبض رواتبه من الحكومة غير عميل ... الا ساء ماتحكمون...ثالثا : لماذا عقد المؤتمر تحت رعاية ملك الأردن ؟ هل ان اولئك العلماء اردنيون ؟ وهل ترضى حكومة الأردن مثلا ان تعقد الحكومة العراقية مؤتمرا لرجال الدين الأردنيين برعاية الرئيس جلال الطالباني ؟رابعا : اتساءل عن اسم وموقع احمد عبد الغفور السامرائي الذي ترأس المؤتمر وصال وجال فيه ..من هو ؟ لماذا يقال ان المؤتمر هو للوقف السني العراقي ؟ الم يتم فصل السامرائي من منصبه بأمر رئيس الوزراء ؟ فكيف يتجرأ على قرار طرده ويمارس دوره كمدير عام للوقف السني ؟ اهو قرار آخر لرئيس الوزراء من قبيل كلام الليل يمحوه النهار والقرارات مجرد حبر على ورق ..فمن يفصل من وظيفته لسوء استخدام الوظيفة العامة والتحريض الطائفي كما هو السامرائي ، من حقه ان يضرب القرار بعرض الحائط ويمارس عمله...خامسا : واخيرا ... اقول حذار حذار من احمد عبد الغفور السامرائي فأذا كانت هنالك ثلة ممن يدعون تمثيل السنة ظاهر سمهم الزعاف وطائفيتهم المرضية فأن السامرائي يمتلك اضعاف اضعافها لكنه لا ولن يظهرها كما الأخرين لكنه يقدم ردود افعال غير مباشرة ولا مرئية ... هذا الداهية المحنك اللبق هو نتاج المدرسة الصدامية فقد كان يجوب بلدان العالم الأسلامي هو وثلة من ابناء عمومته ومنهم الشيخ عمر السامرائي والشيخ بكر السامرائي وغيرهم اذ ان الرجل مشهود له بانحيازه وتحزبه للسوامرة ، اقول كان يجوب الدول بمال من الطاغية من اجل حشد التأييد للدكتاتور المقبور فيما كانت طبول الحرب تقرع ابان احتلال العراق واسقاط الطاغية ...وعودوا الى تاريخه كي تعلموا من هو ...

وبعد كل هذا ... لانريد من هذا المؤتمر الا امرا واحدا وهو ان يكون بديلا لزمرة حارث الضاري الضالة المضلة ... واذا كان القائمون عليه مخلصي النية لله فليوقفوا ويفندوا ويرفضوا سفك دم الشيعة .. وليدحظوا الفتاوى وحملات التشهير والكراهية الطائفية .. وان يحرمو على اتباعهم ان يكنوا الشيعة بالرافضة والصفويين ... وان يعقدوا مؤتمرا مشتركا مع علماء الشيعة تخلص فيه النيات تماما ...وتنقى القلوب ... فهل يجرؤون على فعل هذا ...؟ اتمنى ذلك .. لكنني اشك في ذلك والأيام بيننا ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك