المقالات

في ذكرى مولد فخر الكائنات ( ص )

1826 16:10:00 2007-04-04

( بقلم : عبد العظيم لطيف ألموسوي )

قال ألعلي القدير في محكم التنزيل : -- ( وإذا قال عيسى إبن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله اليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من م بعدي اسمه أحمد ، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) صدق  الله العلي العظيم (1) . الحمد لله بارىء الخلائق أجمعين وتمام صلاته وسلامه على حبيبه وأشرف أنبيائه ورسله الأمجد أبي القاسم محمد ، وعلى وصيه العبد المؤيد علي أميرالمؤمنين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه.  ألمنتجبين في ذكرى ستبقى عطره خالده هي ولادة الرسول الأكرم ( ص ) الذي حباه المولى جل شأنه بكل المكرمات نهنئ صاحب الطلعة الرشيده والغرة الحميدة معز الأولياء ومذل الكافرين إمام العصر والزمان ألحجة بن الحسن عجل الله فرجه الشريف أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ونبارك لجميع مراجع الدين العظام حماهم البارئ أجمعين / وإلى المسلمين عامة في أرجاء المعمورة كل التبريك والمسرات والدعاء بالوحده والمحبه في بركة أيام ألميلاد الميمون إعاده المولى جل شأنه ، والأمه الإسلامية في أوج نصرها وعظمتها ورقيها حقاً ولد المصطفى ( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ) صلاة الله وسلامه عليه في الثاني عشر / أو السابع عشر من ربيع الأول ( عام الفيل ) كما صرحت الروايات في مكة المكرمة ، وأنه عند ولادته الشريفة (ص) شاهدت أمه الجليله ( آمنه بنت وهب )  (رض) نوراً يملأ البيت ، كما إن إيوان كسرى اهتز وسقطت منه أربع وعشرين شرفه ، وأنطفأت نار المجوس – وكان هذا إيذان بولادة خير الخلق أجمعين حبيب إله العالمين . وللحلي (صفي الدين ) أبيات جميله مناسبة : --خمدت لفضل ولادك النيران وانشق من فرح بك الإيوان وتزلزل النادي، وأوجس خيفةً من هول رؤياه (آنو شروان)فتأول الرؤيا (سطيح) وبشرت بظهورك الرهبان والكهان(2)وإذا صح أن نقول كانت هذه ألولاده ألمباركه تمثل ألولاده الماديه (ألدنيوية) للنبي (ص) ليمارس  دوره ألرائد في زمن ملئت فيه الدنيا جوراً وظلماً ولاسيما ألجزيره العربيه التي خيم عليها ألظلام والجهل ، فولد الهدى ليضيئ للكائنات وينقلها الى شواطئ وبر الأمان والنور والمعرفه والحياة الفاضله الكريمه ، إلا أنه معلوم بأن ولادة الرسول (ص) وخلقه كانت قبل أن يخلق ألله تعالى الخلق وقبل أن يخلق سيدنا آدم (ع) فعن أبي حمزه ألثمالي قال : -- دخلت حبابه الوالبيه على أبي جعفر(ع) فقالت :-- أخبرني أي شيء كنتم في الأظلة ؟ قال :-- كنا نوراً بين يدي الله قبل خلقه الخلق سبحنا فسبحوا ، وهللنا فهللوا ، وكبرنا فكبروا .... ) .والرسول (ص) يقول : ( كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله جل جلاله قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل الله عز وجل ينقله من صلب إلى صلب حتى اقره في صلب عبد المطلب ، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين فصيِِر قسم في صلب عبد الله ، وقسم في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا من علي ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي فمن أحبني فبحبي أحبه ، ومن أبغضه فببغضي أبغضه ) . ( 4 )وقد أجاد رجب ألحافظ البرسي حيث قال : --

وكنت ، ولا آدم كائناً لأنك من كونه أسبق فيمك مفتاح كل الوجود وميمك بالمنتهى يغلق تجليت ياخاتم المرسلين بشأو من الفضل لايلحق . ( 5 )وأروع وصف للرسول (ص) يرسمه توأمه وحبيبه أمير المؤمنين (ع) في خطبة رائعه نقتطف منها بعض الشذرات العطرة لنهيم في حضرة ألرسول الأعظم (ص) ولنشم بعض النفحات الالهية في خلقه وتكوينه وطهارة أصله الكريم ورحمه الطاهر وعترته ألخيرة وشجرته المباركة التي أصلها ثابت وفرعها شامخ بنوره ألبهي ، يقول (ع) : --(( فاستودعهم في أفضل مستودع ، وأقرهم في خير مستقر ، تناسختهم كرائم الأصلاب الى مطهرات الأرحام ، كلما مضى منهم سلف قام منهم بدين الله خلف ، حتى أفضت كرامة الله سبحانه وتعالى الى محمد (ص) فأخرجه من أفضل المعادن منبتا ، وأعز الأرومات مغرساً من الشجرة التي صدع  منها أنبياءه ، وانتخب منها أمناءه ، عترته خير العتر ، وأسرته خير الأسر ، وشجرته خير الشجر ، نبتت في حرم وبسقت في كرم ، لها فروع طوال ، وثمرة لاتنال ، فهو امام من إتقى ، وبصيرة من اهتدى ، سراج لمع ضوؤه ، شهاب سطع نوره ، وزند برق لمعه ، سيرته القصد ، وسنته الرشد ، وكلامه الفصل ، وحكمه العدل ، ارسله على حين فترة من الرسل ، وهفوة عن العمل، وغباوة من الأمم )) . ( 6 )هذا هو رسول الله (ص) منذ خلقه الله تعالى نوراً قبل الخلق فهو المصطفى المطهر المنتجب الحبيب للرب العظيم ، وقد بشرت به التوراة والانجيل قبل ولادته بمئات السنين فقد ورد في إنجيل يوحنا تلميذ ألسيد ألمسيح (ع) قبل أن يحرف الإنجيل : -- (( فلو قد جاء المنحمنا . هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الرب ، روح القدس ، هذا الذي من عند الرب خرج ، فهو شهيد علي وأنتم أيضاً لأنكم قديماً كنتم معي في هذا قلت لكم لكيما لاتشكو )) ذكره بن هشام في السيرة النبوية والمنحمنا : -- هو النبي محمد (ص) باللغة السريانيه ألتي كتب فيها هذا الإنجيل . وينقل صاحب تحف القبول مناجاة الله تعالى مع عيسى (ع) : --(( ثم أوصيك يابن مريم البكر البتول بسيد المرسلين وحبيبي أحمد صاحب ألجمل الأحمر ، وألوجه الأزهر ، المشرق بالنور ، الطاهر القلب ، الشديد البأس ، الحي المتكرم ، فانه رحمه للعالمين ، وسيد ولد آدم يوم يلقاني ، اكرم السابقين علي وأقرب المسلمين مني ، العربي الأمي ، الديان بديني الصابر في ذاتي ، المجاهد للمشركين بذبه عن ديني ، وأن تخبر به بني إسرائيل وتأمرهم أن يصدقوه وأن يؤمنوا به ، وأن يتبعوه وينصروه , قال :-- الهي ، من هو حتى أرضيه ذلك الرضا ؟ ! قال :-- هو محمد رسول الله الى الناس كافة )) .نعم هي البشرى التي زفها الحق تعالى الى البشرية في التوراة والإنجيل قبل تحريفهما.. والبرسي يقول:فموسى الكليم وتوراته يدلان عنك إذا إستنطقواوعيسى وإنجيله بشرا بأنك أحمد من يخلقفيا رحمة الله في العالمين ومن كان لولاه لم يخلقوا ( 7 ) صلوات الله وسلامه عليك يارسول الله يارمز الأمانة والصدق وكل الخصال الحميدة ومكارم الأخلاق حتى قال جل شأنه ( وأنك لعلي خلق عظيم ) وقال أيضاً : (ولقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) 8 ... ومن أرحم منك ياحبيب قلوبنا سوى الخالق جل شأنه . ومعلوم بأن رسول الله (ص) .... ( وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى ) 9 .... وهذا يعني وجوب التزامنا بالطاعة التامة للرسول لأن كلامه من عند ألرب الجليل ، ( يس ، والقرآن الحكيم ، إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم ) 10 ... فعلينا إتباع منهج سيد المرسلين الذي يقودنا في الطريق الصحيح المؤدي إلى الله تعالى وقد أمرنا المولى القدير بوجوب إطاعة الرسول (ص) عبر كثير من الآيات المباركه نذكر شىء منها: -- ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنزعوا فتفشلو وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) 11 ، ( ياأيها الذين آمنواأطيعوالله ورسوله ولا تبطلوا أعمالكم ) 12 ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ) 13فلنستلهم من ذكرى مولد نبي الرحمه ومنقذ البشريه المرسل لهداية الناس أجمعين الى دين الحق – الأسلام العظيم – كل معاني الخير والسلام ومبادئ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الصلاة وأداء الزكاة والتوادد والتعاطف ووحدة صفنا ونبذ عوامل الفرقه والتشرذم وفرز المنافقين الذين يريدون للإسلام ضعفاً وعزلهم ويتجسد هذا باطاعة الله ورسوله الكريم والسير على نهجة وسيرته الخالدة المتمثله بأقواله وأفعاله وتقريراته الشريفة المباركة ثم التمسك بالعروة الوثقى التي لاإنفصام لها ولاة الأمر من بعده الذين طهرهم تطهيراً وفرض علينا طاعتهم والزمنا حبهم ومودتهم لأننا مسؤولون غداً عن ذلك ، فهم ورثة علوم الأنبياء وشركاء القرآن بل هم القرآن الناطق ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنو الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنو فان حزب الله هم الغالبون ) ( 14 )هذه الآيه المباركه التي عليها إجماع علماء المسلمين في أنها نزلت في حق الإمام علي (ع) .وقال تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين إصطفينا من عبادنا ) ( 15) يفهم من الآيه الشريفة بأن الله تعالى بعد وفاة الرسول( ص) يورث الكتاب لعباد مصطفين كما كان الرسول (ص) مصطفى ووارث لعلوم الأنبياء جميعاً فليس من الحكمة أن يترك دينه ورسالته دون وال وراع يتولى شؤون الأمة حاشى لله ، فمن هم المصطفين والمؤهلين لوراثة الكتاب وقيادة الأمة ؟ إنهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة الأئمة المعصومين ( ع ) ، ولقد أكد لنا الرسول الأكرم (ص) هذه المعاني في يوم الغدير بخطبته الرائعة أمام أكثر من 000 100 مسلم فقال :( آني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي اهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فانهما لن يفترقا حتى يرداعلي الحوض ، إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ، من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم  والي من والاه وعاد من عاداه .... ) ( 16 ) .وإذا فهمنا من نص الآية المذكورة قبل حديث الغدير بأنه من يطع الله ورسوله وأولى الأمر المنصوص عليهم في كتابه العزيز وسنة رسوله الكريم سيرحمهم الله فانه عزيز حكيم صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله الكريم ... اللهم إنا نتوجه اليك بنبي الرحمة محمد بن عبد الله (ص) وبوصيه المرتضى علي (ع) وبأهل بيته الأطهار وبالبتول الزهراء بضعة المختار التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها سلام الله عليهم أجمعين ، نقدمهم شفعاء لنا لقبول إستغفارنا وغفران ذنوبنا وثبات قلوبنا على طاعة الله ، وطاعتهم ومحبتهم ، وأن يمن علينا بحسن العاقبه وأن ينصر الأسلام والمسلمين ويحفظهم ويوحدهم بقدرته التي علت على كل قدرة ، وأن يحشرنا مع رسوله الكريم وآله الأطهار والشهداء الصديقين في جنات الخلود  والصلاة والسلام عليهم أجمعين والحمد لله رب العالمين . _______________________________

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك