المقالات

تصريح خطير لقائد امريكي قد يدمرالخطة الامنية ويسلم العراق الى القاعدة

2671 00:25:00 2007-04-03

( بقلم : اسعد راشد )

في تصريح خطير لقائد القوات الامريكية في منطقة ديالى يدعو فيه المسلحين السنة للانضمام الى الاجهزة الامنية وقوات الجيش والمؤسسات الحكومية لمواجهة النفوذ الايراني هذا التصريح جاء بعد تسرب تقارير مؤكدة على قيام مجموعات ارهابية مسلحة بالسيطرة الكاملة على مناطق كاملة في محافظة الديالي وتنصيب عناصر من القاعدة ومن ما يسمى دولة العراق الاسلامية في تلك المناطق كامراء وائمة للجماعة كما ان هناك انباء افادت بقيام قوات امريكية باطلاق صراح العديد من الارهابيين من سجن بوكا في البصرة ونقلهم او تهريبهم الى الديالي مثل واثق السعدي الذي كان معتقلا بتهمة الارهاب وقد اطلقت القوات الامريكية سراحه وهو اليوم يقود امارة "دولة العراق الاسلامية" في بعقوبة ! ويمارس ارهابه بحق المواطنين دون رادع او تدخل من قوات الامريكية او الجيش الجيش العراقي الغائب كليا عن مسرح العمليات في تلك المنطقة .

التصريح الامريكي فيما لو تحول فعلا الى افكار واجندة وتطبيقات فانه يشكل سابقة خطيرة تنذر بعواقب سيئة للعملية السياسية في العراق وتقضي على كل الامال التي علقت على الخطة الامنية حيث ان الحجة التي ساقها لتبرير خالة الانفلات الامني تعكس ابعاد اخرى لصراع الارادت الخارجية على ارض العراق وتكشف ان الامريكيين مستعدون لتسليم العراق الى القاعدة شرط ان يساعدهم ذلك على التصدي للنفوذ الايراني ! هذا التصريح يتزامن تقريبا مع تقرير نشرته "شيغاغوا تريبون" حول ان "ان الجهاديين سيبقون يتوجهون وبتزايد الى المثلث السني" .

وقالت الصحيفة الامريكية في مقال تحليلي استراتيجي كتبه البرفسور فيكتور ديفس هاتسون "ان ثمة تهمة تترد تقول ان الامريكيين هم الذيمن جليوا الارهاب الى العراق وذلك بالطبع صحيح جدا" !

وقد كشف استطلاع اجرته مصادر معينة في بعض الكتل السياسية ان اغلبية العراقيين يعتقدون ان هناك ليس فقط توجها امريكيا لفتح حوار مع المسلحين السنة بل هناك اتفافات تمت مع بعض الجماعات المسلحة للقيام بالسيطرة على المدن والبلدات في محافظة ديالي ومناطق في بغداد ودعمهم بالسلاح ومنع ان جهة امنية عراقية او قوات حكومية بالتدخل لوقف نفوذ المسلحين في تلك المناطق وقد فسر عدد من المراقبين موقف قوات متعددة الجنسيات وخاصة الامريكية بالمتعاطف والمتعاون مع الارهاب وانه يعكس تخبطا واضحا ترك بصماته على الانيهار الامني المتسارع الذي تشهده بعض المناطق في العراق.

وحقيقة الامر ان ان دعوة القائد الامريكي في منطقة ديالى للجماعات المسلحة للانضمام الى المؤسسات الامنية والالتحاق بالجيش سوف تفسح المجال للارهابيين لتصعيد اعمالهم الاجرامية والنفوذ داخل المؤسسات الحكومية والامنية وضربها من الداخل كما ان ذلك يعرض حياة الكثير من المسؤولين والمواطنين للخطر خاصة بعد العملية الفاشلة التي استهدفت سلام زكم الزوبعي نائب رئيس الوزراء من قبل احد افراد حمايته الذي كشفت الجهات الامنية بارتباطه بتنظيم القاعدة وكان من المعتقلين بتهمة الارهاب توسط الزوربعي بنفسه لاطلق سراحه وتعيينه كاحد افراد الحماية له ‘ كما ان تلك الدعوة تذكرنا بالنظام البائد الذي وظف العراق لكي يكون ابناء ضحية الصراعات الاقليمية والدولية وقد قتل المئات الالاف من العراقيين خدمة لاجندة غير عراقية ولصالح الزعامات الفاشلة في المنطقة ومصالح ضيقة لفئات عنصرية وطائفية .

ان التصدي للنفوذ الايراني في العراق لا يمكن ان يتحقق من خلال الارهاب والارهابيين واعطاءهم الدور السياسي في العملية الديمقراطية وهذا يعني اننا نلوذ بالرمضاء من النار وكليهما نتائجهما كارثية ‘ الارهابيون من الجماعات المسلحة التي يدعوا القائد العسكري الامريكي لانضماعهم الى الاجهزة الامنية لمواجهة النفوذ الايراني تتصاعد اليون قوتهم في ديالي ونفوذ في تزايد وهو امر يشكوا منه حتى الاطراف السنية التي تحالفت معهم في بداية الامر الا انها اليوم بدأت تصرخ وتشكوا من مظالمهم وارهابيهم وتدعوا الحكومة العراقية لتخليصها منهم ‘ ففي حديث لاذاعة "سوى" الامريكية اعلن رئيس اللجنة الامنية في ديالي وممثل الحزب الاسلامي حسين الزبيدي ان تنظيم القاعدة وسع في الاونة الاخيرة من نطاق نفوذه ويكاد يسيطر على محافظة الديالي باكملها ‘ ويضيف الزبيدي"ان تنظيم القاعدة يسيطر على منطقة الحديد كاملة وقد اجبروا ائمة مساجدها الخمس يوم الجمعة عن الامتناع عن اقامة صلاة الجمعة ليقيموا في احد مساجدها صلاة موحدة في استخفاف منهم للحكومة العراقية والقوات الامريكية وفق زبيدي "

ويقول "ان خطبة الجمعة التي القاها السجين السابق في معتقل بوكا (واثق السعدي) الذي نصبه تنظيم القاعدة مفتيا لقضاء كاطون تضمنت توجيه اقسى عبارات الشتم لرئيس الوزراء نوري المالكي وطارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية" ..

والجدير بالذكر ان الحزب الاسلامي كان من اوائل الجماعات السياسية والعسكرية التي تحالفت مع تنظيم القاعدة والعصابات الارهابية المسلحة لمحاربة الشيعة في ديالي وقد فتلوا وهجروا العشرات الالاف من اهاليها واليوم يستنجد هذا الحزب بالحكومة العراقية لانفقاذهم من مظالم وارهاب تنظيم القاعدة حيث يصف اجراءات الحكومة بانها ضعيفة وفاشلة وانها تثير سخرية اعضاء القاعدة انفسهم .

ويتضح من خلال هذه التصريحات وتلك التقارير وموقف القائد الامريكي ان هناك بعض الاجندة الاقليمية والدولية التي تقف دون نحقيق الامن في العراق وثمنها الباهض يدفعه الالاف من الابرياء الذين يستهدفهم الارهابيون والعصابات المسلحة التي يرغبهم القائد الامريكي للانضمام الى الاجهزة الامنية وهذا يعني ان الارهاربيين والقتلة من المسلحين سوف يستغلون هذا الموقف الامريكي وهذا الضعف في الاداء من اجل الابتزاز والتصعيد من اجرامهم خاصة وانهم يرون ان هناك من يحميهم بحجة التصدي للنفوذ الايراني .

واذا سلمنا جدلا ان هناك تواطؤ من قبل بعض الاطراف الامريكية مع الارهابيين الذين يعيثون في محافظة الديالي فسادا وخرابا وعدوانا دون ان يواجهوا مقاومة او تدخلا حاسما من قبل القوات الامريكية او العراقية فان ذلك يعني ان ثمة لعبة دولية تجري على ساحة العراق لها اهداف لاعلاقة لها بالارهاب بل انها سخرت الارهاب والارهابيين لتحقيق اجندة خاصة لها علاقة بملفات اقليمية وصراعات دولية وكما قلنا يدفع ثمنها ابناء العراق وخاصة شيعته حيث ان دعوة القائد الامريكي "للمسلحين السنة" في محافظة الديالي لدخول الاجهزة الامنية والجيش لمواجهة النفوذ الايراني تحمل بداخلها رسالة خاطئة الى اطراف عدة كما انها تثيرالقلق والمخاوف لدي الاغلبية من ابناء الرافدين بعدم جدية القوات الامريكية في محاربة الارهاب ودعم الحكومة المنتخبة للتصدي للعصابات المسلحة . 

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك