( بقلم : علي حسين علي )
أثار تصريح (المتحدث الرسمي) باسم هيئة علماء الضاري التكفيري لغطاً في وسائل الإعلام وردود فعل من قبل جهات سياسية..وكأن (الفيضي) قد جاء بجديد، أو وكأن (هيئة الضاري) قد انحرفت عن طريقها.وكل ما قاله (المتحدث) هو دعوة أهالي الانبار وغيرهم في محافظات أخرى ممن وقع عليهم تعدٍ من قبل عصابات القاعدة الإرهابية، دعاهم (الفيضي) إلى التوقف عن مقاتلة التكفيريين حتى رحيل القوات الأجنبية، وكفى.
ومعنى تلك الدعوى الخبيثة ومغزاها لا يتعدى كونها دعوة للاستسلام للإرهابيين التكفيريين وعدم مقاومتهم..وقد جاءت تلك الدعوة وما سبقتها من اتصالات لم يعلن عنها،وهي موجهة بالأساس إلى عشائر الانبار الباسلة بأن يتوقف أبناؤها الذين حملوا لواء مقاومة الإرهاب ومطاردة فلوله، وشكلوا لهذا الغرض مجلساً لإنقاذ الانبار وقد انضمت إليه جميع عشائر المحافظة، وكذلك تماهت معه عشائر محافظة ديالى ايضاً..أن تتوقف تلك العشائر عن مقاتلة الإرهابيين الذين افسدوا في الأرض وأهانوا العشائر الأصيلة وانتهكوا الحرمات وهتكوا الأعراض واستباحوا دم المسلمين واساؤوا إلى القيم الأصيلة العربية الإسلامية التي تتسم بها عشائر الانبار.
إذن، دعوة (المتحدث) باسم الضاري هي للاستسلام قبل ان تكون لحفظ الدم، كما زعم الفيضي، فالإرهابيون الأجانب المحتلون لمحافظة الانبار قد تعرضوا في الشهور الأخيرة إلى عزلة تامة من قبل أهالي المحافظة، ولم يكتف شرفاء الانبار بعزل الإرهابيين لكنهم يقاتلونهم ويلحقون بهم الهزائم المنكرة،وهذا هو ما أغاظ هيئة علماء الضاري التكفيرية وما أثار حفيظتها.فأنصار الضاري من التكفيريين المرتزقة الأجانب باتوا يتعرضون إلى التصفية التامة من قبل عشائر الانبار،والحال هذه انتقلت إلى مناطق أخرى إذ بادرت عشائر ديالى إلى ملاحقة الإرهابيين بعد أن جمعت صفوفها بمواجهتهم، ولم تكن عشائر شمال الحلة بعيدة عن هذا التوجه الوطني فقد أعلنت مؤخراً عن تشكيل مجلس لإنقاذ المنطقة من الأجانب التكفيريين..وهذا ما أخاف الضاري وهيئته الإرهابية،ولم يكن المتحدث باسمه صادقاً عندما طالب أطرافا معنية سماها بـ(المقاومة) بأن لا تتقاتل ونصحها بتأجيل ذلك إلى ما بعد انسحاب القوات الأجنبية من العراق.
الشرارة التي أشعلت الانتفاضة من جديد هي الاعتداء على منزل شيخ مشايخ عشيرة زوبع العربية في غرب بغداد وقتل نجله،مما دفع بأبناء العشيرة في غربي بغداد ومحافظات أخرى، ومنها بغداد إلى الثأر لكرامة عشيرتهم وملاحقة الإرهابيين التكفيريين الأجانب، وقد وقعت العديد من المعارك التي قتل فيها العشرات من الإرهابيين التكفيريين ووصل الأمر إلى غضبة عشيرة زوابع في الاعظمية وقتلها العديد من أتباع القاعدة الإرهابية.
لهذه الأسباب جاءت دعوة هيئة علماء الضاري التكفيرية،ولعل حماية الإرهابيين هو ما اهتمت به الهيئة قبل أي اهتمام آخر بدماء أو أموال أو أعراض أبناء محافظة الانبار..وإذا كان البعض يعتقد أن الضاري شيء والزرقاوي شيء آخر،أي أنهما غير متفقين،فان هذا كله قد تبدد بعد دعوة الضاري وهيئته الأخيرة، فالإرهابيون التكفيريون يتحدثون بلسان الضاري وهيئته. ويذبحون بسكاكين القاعدة،والاثنان متممان لبعضهما البعض،ولا يستطيع أي مصنف أن يفرق بينهما، فالمهمة واحدة والهدف واحد وهو قتل أتباع أهل البيت(ع). ومهما ضلل الضاري وجماعته، ومهما حاولوا الظهور بمظهر المعتدل، فإنهم لا يخدعون إلا أنفسهم ولا يقنعون أحداً بأنهم والقاعدة توأمان من أب فاجر.
https://telegram.me/buratha
