المقالات

قمة المهزلة العربية

1488 20:27:00 2007-04-02

( بقلم : ابو سجاد الزبيدي )

لدى متابعتي لخطابات بعض الرؤساء العرب في مؤتمر القمة العربية اضافة الى خطاب الامين العام للجامعة العربية و تلاوة البيان الختامي من قبله ايضا لم اجد منهم من يتقن اللغة العربية بشكل صحيح كما اتقنها فخامة الرئيس العراقي مام جلال الطالباني الذي اجاد في كلمته في كل النواحي من حيث اختار المفردات و العبارات و كذلك من الناحية الاعرابية حيث لم اسجل له خطا واحد في كلمته مع انه كردي و اعاب عليه بعض النواب ذهابه هو و السيد هوشيار زيباري للمؤتمر بانهما ليسا من العرب و ان القمة عربية فكان تقريبا العربي الوحيد من حيث اللغة على الاقل ، اما من حيث الموقف فكان مام جلال مع امير الكويت هما الوحيدين الذين شخصا ما يمر به العراق اما لكونهما كانا من المدركين لتلك الحالة او كونهما شريكين في المحنة .اما عن المواقف و التفاصيل فلم استغرب المواقف العربية لانها لم تكن لتختلف عن خطابات تعودناها منذ ان ولدنــا و لحد الان فالرؤساء لم يتغيروا و لن يتغيروا حتى الموت بل و حتى الذي يموت يخلفه ابنه و لا يختلف هذا الابن عن ذلك الاب . و لم يصل أي خطاب من الخطابات الا الى نكتة تافهة او كلمات مضحكة لا يفهم من يلقيها جل معانيها بل لم يتمكن البعض حتى من قراءتها بشكل صحيح ، فقد يكون الذي كتبها لهم تعمد عدم وضع الحركات او انهم لا يعرفون القراءة ، و قد يكون الذي كتبها لهم تعمد ادخال مفردات يجهلها معظمهم .اما عن الازدواجية في الخطاب فقد ظهرت واضحة من خلال اغلب الخطابات التي اثنت على الفيدرالية في السودان في الوقت الذي تعتبر فيه الفيدرالية في العراق مشروع تجزئه ، و تؤيد المقاومة الشريفة جدا في العراق ، و التي قتلت في يوم واحد فقط اربعمائة عراقي من اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام في تلعفر و الخالص و الشعب مقابل ثلاثة الاف امريكي خلال سنوات اربع من الاحتلال ، و تطلق على المقاومة التي هزمت اسرائيل بانها ليست حكيمة لا لشيء الا لانها اذلت كبرياء اسيادهم . و غير ذلك من المواقف الاخرى التي يطول الحديث عنها .

الا ان الملفت للنظر ان (جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله اطال الله في عمره) قد استفاق في هذه القمة من غفوته التي استمرت اربع سنين حيث قال ان القوات الامريكية في العراق هي قوات احتلال ، و الحقيقة تقال ان الرجل ذكي جدا فقد ادرك هذه الحقيقة بعد اربع سنوات فقط و ذلك لسرعة بديهيته فمتى سيدرك ان هذه القوات لم تات للعراق الا من خلال مملكته و الدول العربية ؟ قد يحتاج الامر الى اربع سنوات اخرى !!! لقد امتلأت القمة العربية بخطابات تعكس حقد الاعراب على التجربة العراقية الجديدة بشكل علني او بشكل مبطــــن و حاول الاعراب بشكل او بآخر ان ينتقدوا الوضع العراقي ليس لسبب الا لانهم يترحمون على ايام صدام و البعـــث و قد ظهر ذلك من خلال مطالبتهم بتغيير الدستور و التوازن في الحكم و الغاء قانون اجتثاث البعث و الغاء قانون الاقاليم و الاشارة الى حل الميليشيات دون الاشارة الى محاربة الارهاب و ما الى ذلك من امور اخرى طرحتها خطاباتهم بشكل صريح او ضمني متجاهلين خروج الملايين التي انتخبت و صوتت و اقرت الدستور و افرزت الواقع الجديد .

و لم يكن البيان الختامي لهذا المؤتمر باحسن من مواقف الحكام اذ لم يشجب بشكل مباشر ما يتعرض له العراقيون من ارهاب و تقتيل و اختطاف و تفجيرات و كل اصناف الارهاب الذي تصدره نفس هذه الدول العربية الى داخل العراق ، و لم يساند هذا البيان الشعب العراقي بما كان يامل العراقيون من اسناد و كأن الحكام العرب يتمنون ان يخرج العراق من الحضيرة العربية حتى يكون مؤتمرهم القادم قريبا لمناقشة اعادة العراق الى الحضيرة العربيـــــة و ليحضروا خطابات جديدة بمستوى المرحلة .

ان اهم ما كان في هذا المؤتمر ، بالنسبة لي على الاقل ان لم اقل بالنسبة للعراقيين ، هو خطاب فخامة الرئيس مام جلال الذي استصغر كل هؤلاء باسلوب دوبلوماسي رصين (و لو انهم لا يعرفون معنى هذا الخطاب او ليس لديهم من الكرامة ما يكفي ليشعروا به) . لقد قال لهم اني منتخب من قبل شعبي و ليس مثلكم مفروض عليهم ، و قد قال لهم ان الدستور العراقي صوّت له ثمانون بالمائة من الشعب العراقي و الذي وصلت فيه نسبة المشاركة الى مستوى لم تصل اليه ارقى الديموقراطيات في العالم ، في حين ان البعض منكم يفتخر بتصويت سبعين بالمائة من المصوتين على التعديلات والذين اشارت التقارير الى ان نسبة المشاركة فيه قد بلغت فقط خمسة بالمائة من شعبكم . لقد قال لهم ان شعبي لم يكن نائما طيلة السنوات الاربع الماضية بل كان يحاول جادا ان يلملم جراحاته التي كلما شارفت على الالتئام نكأتموها من جديد . لقد قال لهم انكم عوران لا ترون الا بعين واحدة و على كل حال فهي ليست عينكم بل هي عين اسيادكم التي ترون الرضا برضاها ، اما نحن فنرى بعين شعبنا . لقد قال لهم بكل ما لهذه الكلمة من معنى : اني امثــّل الشعب العراق فمن تمثــّلون ؟ابو سجاد الزبيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
امجد الجزائري
2007-04-02
إجتماع الحضيض هذا الذي يجمعهم هو إجتماع باطل!!! وللتخدير وللإيحاء للشعوب المتبلدة أصلا بفعل البطش والقمع والتجهيل !!! ولإعتقاد بعض البلداء والجاهلين إنه بالإمكان أن يصدر من هؤلاء شيء يستحقون عليه اللقب بالحاكمية ؟؟؟ فبينما هم يعيشوا في عروش مشيدة وسرايا وقصور... تجد أن شعوبهم تعيش على أنقاض العشش وبيوت القش والطين والصفيح !!! تحيه للوكاله ودمتم سالمين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك