المقالات

الدور العربي والعراق


( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

لقد سجل اعداء الانسانية اسبوعا داميا في العراق، يضاف الى تاريخهم الاسود الحافل بالاجرام والقتل والتهجير القسري ضد الابرياء، وهذه العمليات الدموية لم تكن محض صدفة، انما هي امتداد لسلسلة اجرامية طويلة بدأت في جمعة النجف الدامية مرورا بتفجير المرقد الطاهر في سامراء وبغداد والرمادي والخالص وتلعفر وغيرها، حيث تقف وراءها هيئات متاسلمة، ومنظمات احترافية، بل وحتى دول لاذكاء الفتنة الطائفية في العراق، وبالتالي لافشال العملية السياسية ومعطياتها الوطنية، لا سيما بعد النجاح التصاعدي بخطة فرض القانون في تحديد مكامن الارهاب القاعدي الصدامي الذي بدأ يلفظ انفاسه الاخيرة، فضلا عن بيانات وفتاوى دعاة الدولارات التي تمجد القاعدة الارهابية وتصفها بـ (المقاومة) غير آبهة لمشاعر الملايين الذين اختاروا العيش تحت مظلة دولة المؤسسات الدستورية،

اذ لا زال رهان هذه العصبات قائما رغم تقادم الزمن لاعادة المعادلة الظالمة، في الوقت الذي يشكل فيه العراق الرقم الاصعب في منطقة الشرق الاوسط لما له من اهمية استراتيجية في تحديد التغييرات الديناميكية مما يجعله محط انظار المنطقة والعالم، وهذا البعد جعله يتصدر جدول اعمال قمة الرياض، التي حفل جدول اعمالها بالكثير من القضايا المتشابكة، فهي انعقدت في ظروف ليست مثالية، انما في ظل ظروف بالغة التعقيد، وشديدة الحساسية، ومتعددة التحديات، مما يتطلب تصميم استراتيجية شاملة تتصف بالواقعية والفاعلية، بدءاً بدعمها العملية السياسية الجارية في البلاد والمحافظة على انجازاتها، وانتهاء باستئصال جنون العداء القاعدي وتجفيف منابعه، فالتفاعل بجدية مع القضية العراقية هو التطور من حيث الصياغات الا ان السمة الغالبة هي عدم التعامل بجدية مع الملفات العالقة من حيث التنفيذ،

 فالكثير من المقررات لم ياخذ بها كونها لا تتطابق مع رؤية الجامعة، يضاف الى ذلك السطحية في التعامل مع الملف العراقي من الدولة المضيفة وغيرها بتركيزها على التعديلات الدستورية وغيرها من الموضوعات التي نعتقد ان لها مساسا بسيادة العراق واستقلاله، وكان الاجدر بها تصحيح مساراتها في التعاطي مع الشان العراقي دون اجتزاء، والابتعاد عن الاصطفافات المذهبية التي لعب فيها دعاة ومشايخ التكفير الدور الكبير لتحريك التجاذبات الطائفية لاشاعة روح الكراهية، وبالشق الاخر عقلنة الاداء العربي ليتفاعل مع الواقع العراقي بصورة منطقية بناءة والمدخل لذلك هو دعم حكومة الشعب المنتخبة، ومسارها الديمقراطي الرسمي من خلال التمثيل الدبلوماسي لتتويج دورها لملئ الفراغات بعد التراجعات الكبيرة، فقد اضافوا للعراق الكثير من الجراح مما يؤكد الرؤية غير الواضحة ودور الجامعة العربية المازوم فعليا آزاء الشان العراقي الذي اوصل الامور الى ما هي عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك