( بقلم : داوود السعيد )
اطل طارق الهاشمي نائب الرئيس ومسؤول (الحزب الأسلامي) على العراقيين في خطاب غير مسبوق مليء بعبارات المحبة والتسامح والطيبة المتناهية التي لم يعهدها احد من قبل لافي احاديث هذا الرجل ولا في مسلكه ولا في كل تصريحاته بالأخص امام المسؤولين العرب والأجانب ..
ولنا ان نتساءل ترى مالذي غير الهاشمي فانقلب الى 360 درجة ولم يعد الشيعة مثلا مجرد رافضة ومجوس وصفويين ومليشيات خارجة على القانون وعملاء لأيران ومواطنين من الدرجة العاشرة .. الى اخوة احباء يجب التسامح معهم والتعايش ...الى آخره ..؟واقعيا لم يعد هذا الشعب مغفلا ولاغبيا وصار خبيرا بأشكال (العهر السياسي) وسهولة نزع الأقنعة واستبدالها بأخرى ، وان مخاطبة البسطاء من الناس وبالأخص من الشيعة لخداعهم مرة اخرى واخرى ودفعهم الى المحارق الجديدة لم يعد يمر مرور الكرام ...
فلطالما ناشد العقلاء من الشيعة الهاشمي واتباعه الى الأهتداء الى العقل والحكمة ونبذ الطائفية ورفض ايواء المجرمين والقتلة من مصاصي دماء الشعب العراقي وعدم التستر عليهم ولكن هيهات اذ كان الهاشمي بالمرصاد هو وجوقته وكان من آخر مهازل الهاشمي وجوقته هي قصة (صابرين ) التي كان الأجدر به في خطابه الجديد ان يعتذر للعراقيين وللحكومة وللداخلية وللشيعة لما لفقه من اباطيل روجتها قناته الأثيرة سيئة الصيت الجزيرة .. ثم قيل انه قام بتهريب تلك الفتاة اللعوب الى خارج العراق بعد ان آواها في منزله الشخصي ..باعتباره زعيم حزب اسلامي ومن واجبه صون شرف (الرفيقة صابرين)...
واذا كان الهاشمي قد نسي او تناسى حقيقة معدنه فليعد الى ارشيفه فيراجع سلسلة ندواته في الأمارات كنموذج بسيط من نماذج ما كان يبثه من سموم طائفية مقيتة بين العراقيين وكيف كان يؤلب القاصي والداني ضد الشيعة ويصفهم بأحقر وأحط الصفات ..ولا ينسى المشاهد والراصد اليقظ بعض ذاك السعار الذي كانت الجزيرة تبثه على الهواء ..وكان مايؤلم الناس في وقتها هو سكوت سياسيي الشيعة على تلك الأتهامات والتخرصات التي كانت تدفع الهاشمي للمزيد من الأجهاز على الشيعة وتشويه سمعتهم وقد توفرت عوامل كثيرة فكان هو وزبانيته يكسبون هذه الجولات وسط الصمت غير المقبول لسياسيي الشيعة ..حتى تصور الهاشمي ان الجماعة هزيلين وضعفاء ولايجارونه في المعيته وعبقريته ومعلوم للجميع حجم النرجسية التي تسيطر على الرجل ..
وبعد هذا ... كانت حملات الهاشمي التي لاتنسى ضد الأنتخابات ونتائجها ...ثم حملاته على الحكومة وهو يقبض مئات الاف الدولارات منها ويعيش في قصر يحلم به من تلك الحكومة ويجول قارات العالم ويعود لعياله محملا بما لذ وطب من سفراته من خيرات الحكومة وينمي ارصدته من مال الحكومة ويركب سيارات الحكومة الفارهة ...ثم يسب الحكومة الطائفية الصفوية العميلة لأيران الى آخره من كلام متهافت ..واليوم يطل علينا الهاشمي بحلة جديدة ...انه يشحذ في الشيعة النخوة .,... للتسامح مع اخوانهم السنة ويستشهد بالأية القرأنية الكريمة ( واذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) عجبا ثم عجبا ثم عجبا ...
انه حقا موقف مزر لايحسد عليه الهاشمي فقد احتضن هو واتباعه فلول القاعدة من عتاة المجرمين وتستر عليهم ودعمهم بالمال والسلاح طويلا حتى توحش هؤلاء القتلة وتمكنوا بفضل تلك الأغطية السياسية المشينة وهاهي مايسمى (دولة العراق الأسلامية ) تعلن الآن حربها التي لاهوادة فيها ضد السنة وفي مقدمتهم الحزب الأسلامي ، اذ ليس امامهم سوى خيار واحد اما البيعة او القتل ولو قتل عشرات ومئات الألوف ...وقد اتضحت الصورة جلية في ديالى واعلن مسؤولي الحزب الأسلامي هناك على الملأ نتيجة مااقترفته ايديهم اذ انقلب السحر على الساحر ..وأيامهم صارت معدودة بانتظار قصاص شراذم دولة العراق الأجرامية ...وبحسب ما رشح من اصداء ...فأن جميع السياسيين السنة وكل فلول المقاومة وزمرة الضاري ، كل هؤلاء تلقوا الموقف جليا : اما البيعة والرضوخ لأبو عمر البغدادي الذي لايعرف احد شكله ولا تاريخه ومن هو حقا ..اما البيعة وتسليم القيادة له..... او الموت ...فما الحل ياترى .................؟الحل الوحيد هو الأحتماء بالأخوة الأحباء الشيعة ,,,,,دفعهم الى المواجهة والحريق .....زجهم في معركة دامية لانهاية لها ثم يعود الهاشمي وغير الهاشمي متوجا بالنصر ..ولايقبل شيعيا ولا بدرجة فراش او زبال ....هذا هو معدنهم الحقيقي وكل منهم قد بصق في فم صاحبه .... وستسمع قريبا من كل الأمعات والحثالات من على شاكلة الرفيق خلف ..عليان ...والرفيق المطلك والرفيق مشعان والرفيق عدنان الدليمي والرفيق حارث والشبل مثنى والفيضي والكبيسيان الحقودان حتى النخاع عبد السلام وعياش وغيرهم ...كل هؤلاء سيسألون نخوة الأخوة الشيعة ويدعونهم لنسيان ضحاياهم ومواجعهم ومصافحة الضاري وطارق الهاشمي ..و..و..باقي الزمرة..
ان الله سبحانه وتعالى يأمرنا حقا بالأخوة الحقة والتسامح ...والتراحم .. والمودة , ولافرق بين سني ولاشيعي مادام مخلصا لله وقد كف يده ولسانه عن اذى اخيه المسلم ...وكذلك فأن لامخرج ولا امل في مستقبل لعراقنا بغير تكاتف ابنائه وتلاحمهم ...
لكن ....لايلدغ المرء من جحر واحد مرات ومرات ...وجراحاتنا كثيرة من الهاشمي وجماعاته ...فليثبتوا ..وليقدم هو ومن معه الدليل ...على براءة الذمة والبراءة الى الله والأعتراف بما اقترفته ايديهم والسنتهم ... وليؤكدوا صدق النوايا.... ليفعل الهاشمي شيئا يرمم تلك الثقة المفقودة ...ليتقدم للشيعة بموقف جريء يجعلهم يقبلون اطروحته ...ليرينا ويسمعنا ...واما اذا ظن ان (خطابه ) الأخير كاف لتغيير الخارطة فأنه واهم كل الوهم فكلامه ليس اكثر من انشاء فج لايزيد ولاينقص ولايداوي الجراح التي تسبب بها الهاشمي واتباعه بحق الشيعة ..
https://telegram.me/buratha
