المقالات

انه النفاق السياسي.. لا غير

2081 16:18:00 2007-04-01

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

أحـداث تـلعفر بتفاصيـلها الـدامية والمـرعبة والـوحشية كيف تـعاطى معـها الإعـلام السيء ؟.لقد سمعنا وسمع العالم كله معنا ان استهدافا شيعيا مدعوما بالقوى الامنية العراقية من شرطة وغيرهم لأحياء سنية واوقعوا فيهم قتلا وقسوة ؟!! فاي عهر أفظع من هذا الذي تمارسه هذه الاجهزة الاعلامية التي راحت دون ادنى خلق او احترام لشرف المهنة تسعى لاهثة وراء قلب الحقائق المفجعة وبوقت باتت فيه تلك الحقائق لا تحتاج الى دليل او برهان لتأكيد همجيتها ووحشيتها وصلفها عندما باتت تستهدف الناس بالغازات السامة والكيماوية عبر صهاريج المتفجرات المعبئة بغازات الكلور الكيماوية.

نفس هذا الانصراف اللاأخلاقي الذي يمارسه الإعلام العربي في ما يجري في مختلف مناطق العراق من أعمال وحشية يندى لها جبين الإنسانية نراه نفسه يتحدث عن مجاميع (ميليشياوية) اقتحمت حياً سكنيا في تلعفر دون ان يتحدث عن شيء اسمه شاحنة مغطاة من الاعلى بمادة الطحين الذي تبحث عنه كل عائلة عراقية لسد رمق اطفالها وهي تجول احياء شيعية وتقف امام جامع وحسينية السيد الحكيم بحجة توزيع هذه المادة على العوائل المتعففة والمحتاجة لها حتى ما ان اجتمع حول الشاحنة المئات من الجياع واذا بالشاحنة تنفجر حقدا وموتا وتوزع أحشاء وأشلاء أولئك الضحايا الذين جلبت اوصالهم من الطرقات المجاورة ولملمت جثثهم من تحت انقاض الكارثة التي تشبه في منظرها، ان لم نقل تفوق، اولئك الذين يتعرضون الى زلزال ارضي ذات قوة تدميرية هائلة. القضية وبسهولة عند الغير باتت غير ذلك، بل انها اصبحت ان ميليشيات شيعية دخلت احياء سكنية لطائفة غير شيعية واوقعت فيها قتلا!!.

اكثر من مئة وعشرين شهيدا واكثر من ثلثمئة مصاب اكثرهم اصاباتهم بالغة وخطيرة راحوا خلال اقل من الثانية ضحايا لتلك الاعمال الجبانة ولا زالت الجثث تحت الانقاض كما اشارت تقارير الدفاع المدني حتى اللحظة.

ان استمرار هذه العصابات ومن ورائها معظم الإعلام العربي بهذه الجرائم العنصرية والطائفية يؤكد من جديد المعادات الفاقعة لكل ما هو عراقي ووطني واسلامي مع انسلاخ كلي عن أي حس انساني. ان الإعلام العربي باقلابه للحقائق نعتبره متورطا حقيقيا باعمال كهذه ولا يقبل شارعنا العراقي من هذا الإعلام باقل من الاعتذار اولا والتقيد بشرف المهنة وبث الحقائق كما هي، فهذه الجرائم تؤكد ضرورة ادراك خطر السكوت عليها وعدم ادانتها ادانة صريحة كمدخل لادانة الارهاب بكل اشكاله اذ ان هذا السكوت وكما اشرنا ان لم نعتبره منهجا توريطيا قبل به الاخر فانه من وجهة نظر أخرى يعتبر عاملا مشجعا في قتل العراقيين.من هنا ندعو العراقيين بكل مكوناتهم والعرب بكل انتماءاتهم والعالم بكل ثقافاته واتجاهاته وايديولوجياته الى الوقوف جنبا الى جنب مع العراقيين في تصديهم لهذه الهجمة الشرسة التي قامت بتنفيذها هذه الزمر الضالة، بالوقت الذي تنعقد في الرياض اكبر تظاهرة سياسية عربية اقليمية ودولية وضعت في أولوياتها مسألة اجتثاث البعث دون أي ادانة صريحة وواضحة للارهاب والهمجية التي تفتك بكل العراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك