( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
أحـداث تـلعفر بتفاصيـلها الـدامية والمـرعبة والـوحشية كيف تـعاطى معـها الإعـلام السيء ؟.لقد سمعنا وسمع العالم كله معنا ان استهدافا شيعيا مدعوما بالقوى الامنية العراقية من شرطة وغيرهم لأحياء سنية واوقعوا فيهم قتلا وقسوة ؟!! فاي عهر أفظع من هذا الذي تمارسه هذه الاجهزة الاعلامية التي راحت دون ادنى خلق او احترام لشرف المهنة تسعى لاهثة وراء قلب الحقائق المفجعة وبوقت باتت فيه تلك الحقائق لا تحتاج الى دليل او برهان لتأكيد همجيتها ووحشيتها وصلفها عندما باتت تستهدف الناس بالغازات السامة والكيماوية عبر صهاريج المتفجرات المعبئة بغازات الكلور الكيماوية.
نفس هذا الانصراف اللاأخلاقي الذي يمارسه الإعلام العربي في ما يجري في مختلف مناطق العراق من أعمال وحشية يندى لها جبين الإنسانية نراه نفسه يتحدث عن مجاميع (ميليشياوية) اقتحمت حياً سكنيا في تلعفر دون ان يتحدث عن شيء اسمه شاحنة مغطاة من الاعلى بمادة الطحين الذي تبحث عنه كل عائلة عراقية لسد رمق اطفالها وهي تجول احياء شيعية وتقف امام جامع وحسينية السيد الحكيم بحجة توزيع هذه المادة على العوائل المتعففة والمحتاجة لها حتى ما ان اجتمع حول الشاحنة المئات من الجياع واذا بالشاحنة تنفجر حقدا وموتا وتوزع أحشاء وأشلاء أولئك الضحايا الذين جلبت اوصالهم من الطرقات المجاورة ولملمت جثثهم من تحت انقاض الكارثة التي تشبه في منظرها، ان لم نقل تفوق، اولئك الذين يتعرضون الى زلزال ارضي ذات قوة تدميرية هائلة. القضية وبسهولة عند الغير باتت غير ذلك، بل انها اصبحت ان ميليشيات شيعية دخلت احياء سكنية لطائفة غير شيعية واوقعت فيها قتلا!!.
اكثر من مئة وعشرين شهيدا واكثر من ثلثمئة مصاب اكثرهم اصاباتهم بالغة وخطيرة راحوا خلال اقل من الثانية ضحايا لتلك الاعمال الجبانة ولا زالت الجثث تحت الانقاض كما اشارت تقارير الدفاع المدني حتى اللحظة.
ان استمرار هذه العصابات ومن ورائها معظم الإعلام العربي بهذه الجرائم العنصرية والطائفية يؤكد من جديد المعادات الفاقعة لكل ما هو عراقي ووطني واسلامي مع انسلاخ كلي عن أي حس انساني. ان الإعلام العربي باقلابه للحقائق نعتبره متورطا حقيقيا باعمال كهذه ولا يقبل شارعنا العراقي من هذا الإعلام باقل من الاعتذار اولا والتقيد بشرف المهنة وبث الحقائق كما هي، فهذه الجرائم تؤكد ضرورة ادراك خطر السكوت عليها وعدم ادانتها ادانة صريحة كمدخل لادانة الارهاب بكل اشكاله اذ ان هذا السكوت وكما اشرنا ان لم نعتبره منهجا توريطيا قبل به الاخر فانه من وجهة نظر أخرى يعتبر عاملا مشجعا في قتل العراقيين.من هنا ندعو العراقيين بكل مكوناتهم والعرب بكل انتماءاتهم والعالم بكل ثقافاته واتجاهاته وايديولوجياته الى الوقوف جنبا الى جنب مع العراقيين في تصديهم لهذه الهجمة الشرسة التي قامت بتنفيذها هذه الزمر الضالة، بالوقت الذي تنعقد في الرياض اكبر تظاهرة سياسية عربية اقليمية ودولية وضعت في أولوياتها مسألة اجتثاث البعث دون أي ادانة صريحة وواضحة للارهاب والهمجية التي تفتك بكل العراقيين.
https://telegram.me/buratha
