المقالات

تنظيم القاعدة في العراق –الخيار الصعب والمصير المحتوم

1486 14:32:00 2007-04-01

( بقلم : حبيب النايف )

بدا العد التنازلي لتنظيم القاعدة في العراق يوشر مدياته المتدنية ويوضح حقيقة لاجدال فيها بانه اصبح غير مرغوب فيه وانه ورم غريب وطارى على الجسد العراقي لايمكن التعامل معه بعد ان اوغل خلال السنوات الاربعة الماضية بقتل العراقيين وتدميرهم وتهجير العوائل وزرع بذور الفتنة الطائفية التي اراد منها ان يهيىالارضية الخصبة لبث السموم هنا وهناك حيث عمل جاهدا بكل مايملك من قوة التعامل مع هذه الحالة لانها هدفه الاول المعلن لترويجه الافكار التكفيرية والمباد ى التي تعمل على التشكيك بالاخرين وعدم التعامل معهم من خلال الفتاوى التي يصدرها مشايخه الذين لايفقهوا بالدين وانما تبرقعوافيه وجعلوه ستارا وغطاءا لهم يمررون عن طريقه نواياهم الشريرة وافكارهم الهدامة التي بنيت داخل عقولهم المريضة وبين عقلاء القوم الذين ادركو ماربهم الخبيثة وتصدوا لها منذ بدايتها فوقفوا لهم بالمرصاد ينبهون لما تنطوي عليه تلك الافكار من اباطيل وبدع والطريق المسدود الذي تسير فيه لانها تجعل من الامة التي اريد لها النهوض ان تعيش دائما في حالة فرقة وشقاق ويعتريها الضعف والوهن ويلفها الجمود والانغلاق .الا ان الضعفاء والمتشردين الذين انهزموا امام انفسهم صدقوا تلك الاباطيل وتعاملوا معها مما حدا بهم الى نشرها بين الشباب المغرربهم والتي اثقلتهم البطالة ونخرت عقولهم تلك الافكار الهدامة مما جعلهم يسيرون على هداها دون وعي منهم وانما تدفعهم رغبات شريرة للانتقام واهداف عدوانية تشبعت بها نفسياتهم المريضة .

ان الغزاة الجدد الذين يسقطون بغداد بافكارهم الخارجة عن الموروث الديني ماديا وادبيا وطبع انفسهم بهذا التدين المغشوش والادعاء الكاذب بالايمان نراهم يتخبطون في اعمالهم ويتمادون في غيهم مما يدلل على افلاس حجتهم وضف الدليل لديهم تارة نراهم يغيرون اسم تنظيمهم (من التوحيد والجهاد الى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين واخرى يعلنون عن اقامة امارتهم الاسلامية التي لاوجود لها الافي مخيلتهم المريضة التي راحت تصور لهم اشياء يحلمو ان يصلوا اليها ويعيشوا ببركاتها وكانهم قد اقاموا دولة الحق الالهي الموعودة لكنهم نسوا انهم عبارة عن عصابات قتل منظمة تقبض ثمن ماتقوم به تدفعها لذلك جهات خارجية تكن الحقد والعداء لنا وتريد الانتقام منا بعد ان لاحت لنا بوادر النهضة والانعتاق من الظلم والاضطهاد الذي جثى على صدورنا طوال هذه السنين .

ان اليقظة التي يتحلى بها العراقيين والاندفاع العالي الذي نما داخلهم بعد ان تيقنوا للبدع الذي اراد مدعوا الاسلام نشرها بين صفوفهم بالقوة والضغط عليهم بقبولها جعلتهم يقفون صفا واحدا بوجه هؤلاء المرتزقة بعد ان ايقنوا ان مايقوم به هؤلاء هي عمليات تخربية –تجزيئية لاتمت للاسلام بصلة ولاتمثل الحد الادنى من الجهاد الذين يدعون به ليوهموا الناس به لذلك انتفضت العشائر البطلة وابنائهم الغيارى لمحاربة هؤلاء التكفيريون وطردهم من مناطقهم بعد ان توفرت لهم بالقوة اماكن امنة يتحركون بها ويعدوا السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة لقتل اخوانهم في مناطق اخرى حيث قامت بتاسيس مجلس انقاذ الانبار يضم ابناء مدينة الرمادي البطلة الذي كان يدعي الاشرار بانها حصنهم المنيع وسورهم الامن مستغلين بذلك بعض المرتزقة الصداميين الذين يتواجدون في المنطقة واغرائهم بالمال ليقدموا لهم الدعم في تنفيذ ماربهم .كما ان هذه العشائر قد وقعت ميثاق شرف بالتعاون فيما بينها لطردهم من أي مكان يتواجدون فيه مما جعلهم يفرون كالجرذان ويتخبطون فيما يقوموا به بعد ان فقدو صوابهم من هول الصدمة التي المت بهم بعد هذه الصحوة التي ايقضت ابناء المناطق الغربية وفتحت اعينهم على ما يقوم به هولاء المجرمين لذلك نراهم يستهدفون المساجد الذي كانوا يدعون انهم جاءوا لاعمارها ويقتلوا شيوخ العشائر الذين رفضو التعامل معهم لانهم احسوا بخطرهم الحقيقي ولايمثلون المصلحة الوطنية وانما جاءوا ليمثلوا اجندات عالمية واهداف بعيدة مرسومة لهم بجبال (تورو-بورو)يخطط لها سلاطينهم ووعاظهم المختبئين في الكهوف ويتلذذون بقتل الابرياء والفقراء وهم يعيشوا فسقهم وملذاتهم الدنيوية ولايحسوا بما يدور حولهم بعد ان تحجرت عقولهم وتجمدت افكارهم واصبح الحلم الذي يرمون اليه بعيد المنال لايستطيعون الوصول اليه الا من خلال غسل عقول الشباب وتدميرها بالحشبش والافيون الذين تربعوا على مصادر زراعته في مناطقهم واصبحوا المصدر الرئيسي لتوزيعه ليدر عليهم مئات الملايين من الدولارات للاستفادة من امواله السحت هذه التي يجنونها للترويج لافكارهم البالية من خلال الدعاية الاعلامية التي ينفقون عليها مبالغ طائلة وتدريب الشباب المغرر بهم على اساليب القتل والدمار ليجعلوه غارقا في الفوضى والجهل وعائشا ازمة نفسية لايستطيع الخلاص منها الابعد ان يفجر نفسه بحزام ناسف اويقود سيارة مفخخة ليقتل الابرياء ليكون قد حقق حلما رسم له خطا وتوهم بالوصول اليه بهذه الطريقة لانه صعد للباري عز وجل ويقابل الرسول (ص) فاية عقلية هذه التي تريد ان توصل العالم للفناء وتدعي الاسلام .

ان العمليات الاخيرة في (تلعفر –الخالص –الشعب –مدينة الصدر )والتي راح ضحيتها مئات البرياء توكد عمق الحقد الذي يكنه هؤلاء الاوغاد لاتباع مذهب اهل البيت (عليهم السلام )والانتقام منهم باية وسيلة لكن احلامهم المريضة قد تبخرت امام صمود وصلابة هؤلاء المؤمنين الذين ازداد توحدهم بعد كل فاجعة وما الاحداث الاخيرة التي جرت في المسيرة المليونية الراجلةلزيارة الامام الحسين (ع)قد اثبتت بما يقبل الشك ان هؤلاء المؤمنين لايمنعهم حتى الموت من التوحد مع عقائدهم وشعائرهم لذلك رايناالجرحى يستعجلون العلاج لاكمال المسيرة مهما كانت العوائق كما انها ايقضت الوعي الجمعي لدى اخواننا في المناطق الغربية الذي اغاضهم مايحدث لاخوانهم فشمروا السواعد ووحدوا الجهود وانقضوا كالنسور الجارحة لمطاردة الغربان الظالة وخفافيش الظلام ليثبتوا للعالم حرمة الدم العراقي وقداسته وانهم لايروق لهم مايقوم به الغرباء واصبح كالورم الخبيث لايمكن علاجه الا بالاستئصال والتخلص منه ليعود الجسم معافى .

ان مايقوم به تنظيم القاعدة في العراق جعل منهم اناس مرفوضين اجتماعيا ونفسيا من قبل العراقيين واصبح مطاردتهم وقتلهم مطلب الجميع مما حدى بالاهالي الذي يتواجد الغرباء بينهم بالاتفاق وتشكيل لجان شعبية لمطاردتهم كما اصبحت المساجد مراكز توعية لفضح نواياهم وافكارهم المعادية للاسلام والتنبيه لمخاطرها وعدم الاخذ بها لانها ضد الاخوة والتكاتف وتجعل ابناء البلد الواحد يعيشون في حالة شقاق وهم ابعد مايكونون من ذلك .ان ازدياد الوعي لدى الاهالي وكذلك التنبيه للمخاطر التي تحيط بهم جعلتهم يعملون بكل حرص وامانة على حماية هذا الوطن وان مايجري هو ليس لصالحم وانما للاضرار بهم مما حدى بهم فضح كل ماتقوم به القاعدة واخبار السلطات المحلية عن كل نشاطاتهم لكي تتعامل معهم على اساس القانون والعدالة حتي لاينتشر فسادهم ويضر بالاخرين وخاصة الشباب الذين لازالت عقولهم طرية ومن الممكن استمالتها بسهولة والتاثير عليها لغرض تنفيذ اعمال ارهابية تجعل منهم مجرمين عتاة منبوذين من قبل اقرانهم والمحيطين بهم مما يكون لهم تاثير سلبى على المجتمع .

ان العمليات التي تشن ضد تنظيم القاعدة بعد ان تكشفت حقيقتهم للملا واصبح وجودهم غير مرغوب فيه الا ان هناك اصوات ترتفع لتضيف لهم نوع من الشرعية التي افتقدوها بعد ان لفضهم الناس وتبرؤ من اعمالهم وتكون طوق نجاة يحاول ان يخلصهم من ورطتهم الذي اضحوا فيها فجاءت تصريحات محمد بشار الفيضي الناطق باسم هيئة علماء السنة معلقا على ما تقوم به عشائر الانبار والفلوجه بمطاردتهم لفلول القاعدة (ادعوا الاهالي بعدم التعرض لابناء القاعدة فانها استهداف للمقاومة)الذي يريد ان يعيد الهيبة للتنظيم الارهابي الذي يلتقي معهم بالفكر والمبادى ويعملون بكل امكانتاتهم المادية من اجل تجميل صورته بالعراق ووصفه بكافة الالقاب التي لاتليق به ليعيدوا الحياة له بعد ان فقدها وبقى يعيش حالات الاحتضار الاخيرة والتي سوف يدق العراقيين اخر مسمار في نعشه من اجل دفعه الى مصيره المحتوم جهنم بعد ان بقى وحيدا خاويا يتخبط باعماله الارهابية الذي اراد منها تحريك مشاعر الناس ودفعها نحو حرب اهلية لكن كل مساعيه قد باءت بالفشل وبقى العراقيين اخوه يحدوهم الامل بان يعود البلد سالما معافى يعيشون تحت ظلاله الوارفة باخوة ومودة عرب واكراد شيعة وسنة مسيحيون وتركمان واقليات اخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك