المقالات

القمة العربية.. من الخارج


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

سوف نعزف عن الخوض في تفاصيل القمة واعمالها وتنظيمها وطبيعة التمثيل الرسمي فيها وصولاً الى نتائجها واهدافها التي صدرت تحت اعلان الرياض. وسنأتي القمة هذه المرة من الباب العراقي فقط مقارنة بالقمم السابقة التي شهدتها بيروت والقاهرة والرباط وفاس وما عداها وكقمة بغداد في حقبة النظام والعديد من العواصم العربية.

القمة الحالية في تسلسلها بلغت الرقم 19 وهنالك قمم اخرى غير خاضعة لهذا التسلسل امثال القمم الاستثنائية التي حصلت ابان غزو النظام الصدامي لدولة الكويت مثلاً والقمة التي تلت الحرب العراقية الايرانية والتي اراد النظام من خلالها ان يجبر العرب على دفع فواتير مغامراته وحروبه بالاضافة الى امثال هاتين القمتين اللتين اوجدتهما ظروف عربية حساسة ومعروفة في حينها.

الشيء المهم في القمة ان كثيراً من الامراء والرؤساء والملوك العرب دخل القاعة التي عقدت بها قمة الرياض التاسعة عشرة وذاكرته تختزن بسلوكيات الوفود العراقية ممثلة بصدام كما في قمة فاس او بعزة الدوري كما في بيروت او شخصيات سياسية عراقية اخرى كطه الجزراوي وغيره من الاسماء التي كان يبعث بها النظام الى هذا المحفل العربي.

يتذكر القادة العرب جميعاً قمة المغرب وكيف ان نظام صدام خصص طائرة بالاضافة الى طائرته كانت تحمل كرسياً وطاولة وطباخين ومواد غذائية خاصة به غير آبه بالبروتوكولات واللياقات الدبلوماسية والسيادية الدولية، فصدام لم ير من الصح ان يجلس على كرسي تخصصه له الحكومة المغربية المضيفة لتلك القمة اذ ان هوسه وشذوذه يفترض ان يكون الكرسي الذي سيجلس عليه قد يكون ملغوماً والطعام مسموماً وبالتالي فهو مستهدف بالكرسي والطاولة والطعام، ولم يكتف صدام في حينها بتلك المهاترات بل انه حوّل قاعة المؤتمر الى حلبة مصارعة او ملاكمة عندما اعتدى على الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد بالفاظه البذيئة الامر الذي دفع بحماية صدام امثال صباح ميرزا وارشد ياسين وغيرهما للاشتباك مع حماية الرئيس الاسد ومن ثم انتهى الحال الى انسحاب الوفد الصدامي من القمة.

المشهد الثاني والذي نقلته وسائل الاعلام المرئية تكرر ذاته في قمة بيروت عندما تهجم الصعلوك الدوري على الوفد الكويتي الذي كان يترأسه آنذاك امير الدولة الحالي بالفاظ نابية لا تنم الا عن تربية شارعية ليس لها اية صلة بالاعراف والنواميس الدبلوماسية مما اثر بشكل نفسي سيء جداً على مجريات القمة ونتائجها.تلك المشاهد وغيرها لابد ان الملوك والرؤساء والامراء العرب قد استحضروها في قمة الرياض وخصوصاً مع الكلمة التي القاها فخامة رئيس الدولة العراقية والتي كانت من ارقى وارفع الكلمات معانياً وخلقاً وادباً ولا شك ان هذا الخلق والادب انما يعكس طبيعة النظام العراقي الحديث وتجربته الشرعية الدستورية وهذا ما اجمع عليه المراقبون بدون استثناء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك