المقالات

القمة العربية.. من الخارج

1506 14:13:00 2007-04-01

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

سوف نعزف عن الخوض في تفاصيل القمة واعمالها وتنظيمها وطبيعة التمثيل الرسمي فيها وصولاً الى نتائجها واهدافها التي صدرت تحت اعلان الرياض. وسنأتي القمة هذه المرة من الباب العراقي فقط مقارنة بالقمم السابقة التي شهدتها بيروت والقاهرة والرباط وفاس وما عداها وكقمة بغداد في حقبة النظام والعديد من العواصم العربية.

القمة الحالية في تسلسلها بلغت الرقم 19 وهنالك قمم اخرى غير خاضعة لهذا التسلسل امثال القمم الاستثنائية التي حصلت ابان غزو النظام الصدامي لدولة الكويت مثلاً والقمة التي تلت الحرب العراقية الايرانية والتي اراد النظام من خلالها ان يجبر العرب على دفع فواتير مغامراته وحروبه بالاضافة الى امثال هاتين القمتين اللتين اوجدتهما ظروف عربية حساسة ومعروفة في حينها.

الشيء المهم في القمة ان كثيراً من الامراء والرؤساء والملوك العرب دخل القاعة التي عقدت بها قمة الرياض التاسعة عشرة وذاكرته تختزن بسلوكيات الوفود العراقية ممثلة بصدام كما في قمة فاس او بعزة الدوري كما في بيروت او شخصيات سياسية عراقية اخرى كطه الجزراوي وغيره من الاسماء التي كان يبعث بها النظام الى هذا المحفل العربي.

يتذكر القادة العرب جميعاً قمة المغرب وكيف ان نظام صدام خصص طائرة بالاضافة الى طائرته كانت تحمل كرسياً وطاولة وطباخين ومواد غذائية خاصة به غير آبه بالبروتوكولات واللياقات الدبلوماسية والسيادية الدولية، فصدام لم ير من الصح ان يجلس على كرسي تخصصه له الحكومة المغربية المضيفة لتلك القمة اذ ان هوسه وشذوذه يفترض ان يكون الكرسي الذي سيجلس عليه قد يكون ملغوماً والطعام مسموماً وبالتالي فهو مستهدف بالكرسي والطاولة والطعام، ولم يكتف صدام في حينها بتلك المهاترات بل انه حوّل قاعة المؤتمر الى حلبة مصارعة او ملاكمة عندما اعتدى على الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد بالفاظه البذيئة الامر الذي دفع بحماية صدام امثال صباح ميرزا وارشد ياسين وغيرهما للاشتباك مع حماية الرئيس الاسد ومن ثم انتهى الحال الى انسحاب الوفد الصدامي من القمة.

المشهد الثاني والذي نقلته وسائل الاعلام المرئية تكرر ذاته في قمة بيروت عندما تهجم الصعلوك الدوري على الوفد الكويتي الذي كان يترأسه آنذاك امير الدولة الحالي بالفاظ نابية لا تنم الا عن تربية شارعية ليس لها اية صلة بالاعراف والنواميس الدبلوماسية مما اثر بشكل نفسي سيء جداً على مجريات القمة ونتائجها.تلك المشاهد وغيرها لابد ان الملوك والرؤساء والامراء العرب قد استحضروها في قمة الرياض وخصوصاً مع الكلمة التي القاها فخامة رئيس الدولة العراقية والتي كانت من ارقى وارفع الكلمات معانياً وخلقاً وادباً ولا شك ان هذا الخلق والادب انما يعكس طبيعة النظام العراقي الحديث وتجربته الشرعية الدستورية وهذا ما اجمع عليه المراقبون بدون استثناء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك