المقالات

قمة الرياض..مفارقات الواقع العربي..(عرب وين ..علي عبد الله اليمني وين)

1878 00:53:00 2007-04-01

وبعد سماع الغث والسمين من الخطب وكان أسخفها على الإطلاق خطاب (اليمني) ربيب صدام حسين الذي تفرد بالمطالبة (برفع الحيف) عن بعض الفلسطينيين في العراق دون ان يشاركه بهذا الطلب حتى الرئيس الفلسطيني ،وقد القى خطابه بلغة بائسة لا تنم عن ادنى معرفة بالعربية الفصحى!!! ............... ( بقلم : طالب الوحيلي )

شهد العراق في الايام الماضية اشد الجرائم الإرهابية عنفا تمثل بالزلزال الدموي في مدينة تلعفر ذات الأغلبية الشيعية راح ضحيتها اكثر من 500 بين شهيد وجريح من نساء وأطفال وكهول وشباب ،وسط الترقب المستفز المشوب بالحدس القلق من قبل المواطن العراقي لوقائع مؤتمر قمة الرياض ،وما يمكن ان يتمخض من نتائج ، إما داعمة للحكومة العراقية ،او مساندة للخراب على خلفية مواقف معظم القيادات العربية المشاركة في المؤتمر، التي عكست منذ سقوط النظام البائد مواقف متذبذبة من عملية تحرير العراق متناقضة في أبعادها السياسية والعملية ،فهي التي شكلت جزء من التحالف الدولي في إسقاط ذلك النظام ،وساهمت بعضها في تدويل القرارات ذات الصلة بفرض قواعد الاحتلال عبر قرارات مجلس الأمن الدولي ،حيث لم يرى المواطن العراقي أي موقف معارض لتلك القرارات ،فيما يقف الشارع العربي مأسورا بهالة الإعلام التي يتسيدها أبواق صنعوا في دهاليز وفنادق وقصور صدام ،حيث سيرت تلك الشعوب كالمنوم مغناطيسيا على أنغام الحقد الطائفي البغيض وما تتقيأه مراكز الإفتاء الظلامية من إباحة قتل أبناء وادي الرافدين ،فتساهم تلك الأجناس الغريبة مع أيتام النظام الصدامي في إشعال الفتنة الطائفية على أساس ما عبء به النظام البعثي أعوانه من ثقافة الحقد الطائفي التكفيري الذي أشاع روح القتل البربري لدى السذج من أتباع طائفة معينة وقيادتها من قبل عناصر تمرست على تعذيب وقتل القوى الوطنية والدينية في سجون وزنزانات ذلك النظام الفاشي.

فالقمم العربية على اثر ما شاع عنها من أنها مجرد لقاءات مراسيمية مفرغة من كل فعل تعبوي او إجرائي ،فهي تكرار رتيب لمجالس خطابات يثير بعضها الضحك لصياغتها وتلعثم من يتلوها ،ليصل بعض الجدل البليد فيها الى انسحابات وزعل لا يخلو من الشتائم السوقية ،لا يجد فيها احد ضالته او مبتغاه ،لكونها لا تخرج دائما باي مقررات عملية ذات ثقل مؤثر في مسارات الأحداث ،لتقف مع الجامعة العربية كتمثال من شمع وظلّه .وكذا الحال مع مؤتمر قمة الرياض المحمل بالكثير من الجراح وبسيول الدماء التي نزفت في دار فور والصومال ولبنان وفلسطين الجرح المزمن واخيرا العراق الذي أرادوا سلخ هويته العربية الإسلامية وتعجيمه شاء ذلك ام أبى تحت ذرائع غريبة كالدستور الدائم ومحاولاتهم تغييره وحكومة الوحدة الوطنية ودعواتهم لزج أيتام النظام البعثي الذين أعلنوا تمردهم على القانون العراقي وتبنوا أمر قيادة العصابات الإرهابية في ادارة البلاد ،ومطالباتهم العلنية في إعادة واقع التهميش القسري لأغلبية الشعب العراقي لكي تستفرد تلك الطائفة بتلك القيادات ذات الباع الطويل بالقتل والتنكيل والاستبداد بمصير العراق وشعبه من جديد،وقد منحت الأنظمة العربية لحارث الضاري وقيادات حزب البعث ولاسرة صدام وغيرهم حظوة تفوق الحضور الدبلوماسي الحكومي .

الدكتور جلال الطالباني رئيس الجمهورية المنتخب من قبل أكثر من ثلاثة عشر مليون عراقي ،هو بحق ميزة المؤتمر كونه الوحيد من بين الرؤساء العرب قد جاء الى كرسي الحكم عن طريق ديمقراطي صرف وتوافق وطني يحسده عليه الجميع ممن تطاردهم آثامهم وقد عمروا في الحكم أطول مدة ،دون رغبة من شعوبهم التي استسلمت لتلك الدكتاتوريات العريقة وتوائموا معها فلا مناص من الاستسلام لهيمنتها تحكمهم دساتير انقلابية لا يمكن لاحد تغييرها او تعديلها حتى لو سنحت فرصة لاستفتاء عليها كما جرى في مصر ام القانون او الدنيا كما يسمونها ،اذ انتهى امر الاستفتاء الى مهزلة لو قارن المنصفون بينها وبين ما جرى في العراق من تجارب انتخابية واستفتائية لدفنوا أنفسهم من الخجل لما نظّروا وصرحوا وتمنطقوا حول الشرعية الدستورية في العراق الجديد والعملية الديمقراطية التي هي قطعا محل حسد ورعب السادة الحكام العربي واكسسواراتهم وجمهورهم الذي لا يجد بدا من التصفيق لهم والهتاف والتبجيل ..

وبعد سماع الغث والسمين من الخطب وكان أسخفها على الإطلاق خطاب (اليمني) ربيب صدام حسين الذي تفرد بالمطالبة (برفع الحيف) عن بعض الفلسطينيين في العراق دون ان يشاركه بهذا الطلب حتى الرئيس الفلسطيني وقد القى خطابه بلغة بائسة لا تنم عن ادنى معرفة بالعربية الفصحى!!!وتحدث رئيس العراق بلغة عربية فصحى افتقر لها جلهم، ليعكس الكثير من الحقائق الدامغة ،منها انه من قومية شاطرت أتباع أهل البيت في العراق مظلوميتها طيلة العقود المنصرمة وقدموا أكثر من مليون شهيدا ،ليعلن من تلك المنصة العربية بان العراق عربي ويسعى للعودة كباقة ورد مختلفة الألوان ليعم شذاها العالم ولاسيما العالم العربي والإسلامي ،داعيا تلك القمة الى مد يد الدعم لحكومته ولتجربته السياسية ،وهو يرمي بذلك الكرة في ملعب العرب كما يقال ،لان العراق قادر على شد الأزر والاستعانة بقدرات شعبه الذي تحمل كافة النكبات والصعاب من اجل بناء نظامه والحيلولة دون العودة الى المعادلة الظالمة بمفهوميها السياسي والاثني ،وهو قادر على ذلك مهما كانت الظروف ومهما تكالبت عليه قوى الشر والظلام بفضل تجربته و روحه المعنوية التي ترسخت بسبب التضحيات التي قدمها على مذبح الحرية والانعتاق .فيما اعلن رئيس الجمهورية بخطابه عن المنجزات التي تحققت في العراق بالرغم من الوضع الذي رتبته قرارات مجلس الأمن الدولي وجعله تحت طائلة الاحتلال ،وهي انجازات تسر الصديق وتغيض العدو ،وتثير الزهو في النفس ،مؤكدا على ان بذور الفتنة الطائفية قد نثرت عبر اول بيان أصدره الزرقاوي وما يعنيه ذلك بان المشكلة العراقية قد بدأت عربية وليست عراقية ،كون الزرقاوي نتاج منظمة نمت وترعرعت في أقبية ودهاليز الفكر التكفيري والتطرف الطائفي العربي ،ناهيك عن ملابسات نشوء منظمة القاعدة وأسبابها وآثارها ودورها في نشر الإرهاب العالمي الذي سعت الولايات المتحدة في استقطابه الى ارض العراق لغرض محاصرته والتحكم به وليس القضاء عليه !!وكانت دعوة الدكتور الطالباني المؤتمرين عقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب في بغداد ما هو الا امتحان لمدى جدية العرب في طي صفحات ماض سيء والبحث عن مستقبل ايجابي ينطلق من بغداد دار السلام ..

أهم ما كان ينتظره الشارع العراقي من مقررات المؤتمر ،إدانة الإرهاب والقوى المتبنية له وتجفيف منابعه ووضع قواعد وضوابط ضد كل من يروج له او يدعمه ومحاصرته في أضيق حدوده ،لكن الصمت العربي أمام جريمة تلعفر الدامية،وبمناسبة جمعت كل قيادات العرب ،قد بدد هذا الأمل ،فهذه الجريمة لا تقل شأنا عن أي كارثة شهدها العالم بسبب الوسائل القذرة التي ارتكبت بها وعدد الضحايا الذين حصدت أرواحهم والجهة المنفذة لها ،الدماء العراقية تسيل بغزارة والسادة العرب جلسوا يلوكون كلماتهم والحلوى الفاخرة ويحتسون القهوة ،ويتبادلون الغمز واللمز ،وكأن الشعب العراقي في كوكب آخر !!وقد اثار هذا الموقف حفيظة القوى العراقية على مختلف الوانها ولاسيما خطباء صلاة الجمعة ومنهم إمام جمعة النجف الأشرف السيد صدر الدين القبانجي الذي أشار في خطبته الى ان مؤتمر الرياض لم يحقق الحد الأدنى من طموح العراقيين، آخذاً عليه عدم إدانته للإرهاب والفتاوى التكفيرية التي بسببها تسيل دماء العراقيين وعدم دعمه للعملية السياسية في العراق والوقوف إلى جانب الشعب العراقي مؤكدا ان البيان الختامي لمؤتمر الرياض لم يعط القضية العراقية استحقاقها وتعامل معها بجفاء.

وأضاف ان هناك حرب إبادة يواجهها شيعة أهل البيت(ع) سببها هو الفتاوى التكفيرية التي تصدر من بعض علماء التكفير في البلدان العربية التي تنظّر وتشّرع للإرهاب، مستنكرا ما تعرض له المواطنين الأبرياء من قتل وتهديم بيوت على رؤوس ساكنيها وإرهاب في تلعفر وفي مناطق متفرقة شيعية كالخالص ومدينة الصدر والشعب والصدرية.

موضحاً ان المعركة التي يشهدها العراق ليست معركة طائفية وهو ما يفسر التراجع في العنف الطائفي في العراق والذي يقف وراءه البعثيون والتكفيريون، وما موقف عشائر الأنبار والفلوجة التي أدركت إنها أسيرة بيد القاعدة إلا دليل على ذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علاءنعمةالحسن
2007-04-01
اقسم بالله العلى العظيم ان جميع الحكام العرب ومن لف لفهم يتمنون ان يزال العراق يتفاخرون بالعروبة والاسلام ونسوا ان شعب العراق هو اصل العروبة اقول كما قال سيد الشهداء ان لم يكن لكم دين وكنتم عربآ كما تزعمون فكونو احرارّ فى دنياكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك