( بقلم : ناهدة التميمي )
ثمانية عشر شرطيا في تلعفر دافعوا عن انفسهم وذادوا عن اهلهم وحاولوا انقاذ الجرحى في مدينتهم.. علا صراخ المجرمين حولهم بضرورة اعتقالهم واستجوابهم ومعاقبتهم .. وقلبت كالعادة قضية الحق الى باطل وسلطت الاضواء على الضحايا وكانهم الجناة.. وتناسوا المجرمين الحقيقيين الذين فجروا شاحنة بالابرياء الفقراء والذين حرموا من الحصة التموينية لانهم ببساطة شيعة.ياسبحان الله كل يوم يلقى القبض على مئات المجرمين متلبسين بالجرم المشهود ومعترفين بجرائمهم والتي نفذت عن سبق اصرار وترصد من ذبح وخطف وقتل على الهوية وتفجيرات مروعة ولانسمع احدا يطالب بملاحقتهم او عقابهم .. بل على العكس يطابون باطلاق سراحهم وقد يتدخلون للافراج عنهم حتى اصبح الناس يتندرون بالقول ( كل يوم يلقون القبض .. وماكو قبض ) .. فما الذي فعله هؤلاء الشرطة الابطال في تلعفر غير تادية واجبهم وما املته عليهم رهبة الموقف وبشاعته .. فتفجير تلعفر هو الاعنف على الاطلاق منذ سقوط الصنم الى يومنا هذا .. اذ قام الارهابيون والمتعاونون معهم من اهل المنطقة بتحذير السنة قبل ثلاثة ايام بعدم الاقتراب من شاحنة الطحين القادمة لانها مخصصة للشيعة الذين حرموا من الحصة التموينية لشهور بينما نظرءهم من السنة كانوا يستلمونها بانتظام.
وعندما قدمت الشاحنة واجتمع المساكين المحرومين حولها انفجرت انفجارا لاسابق له في تاريخنا الحديث منذ السقوط فقتلتهم وهدمت بيوتهم ومحلاتهم .. عندها سارع الشرطة لانقاذ الضحايا واخراجهم من تحت الانقاض ولكن بدلا من ان يجدوا العون .. فتح القناصون النار عليهم من اسطح المنازل.. ماذا يفعلون هل ينتظرون حتى يقتلوا هم ايضا .. فلم يجدوا بد من الرد على مصادر النيران خصوصا وان الزغاريد كانت تعلو من هذه المنازل ابتهاجا بهذا العدد الهائل من الضحايا. عندها علا النعيق بان هنالك اعمال انتقام طائفية فسارع الامريكان ومن معهم من المتامرين الى اعتقال هؤلاء الابطال الضحايا.
انها عملية ابادة واضحة ومنظمة للشيعة واستئصال وجودهم من الشمال والوسط العراقي في مدن كركوك وديالى والموصل وصلاح الدين وبغداد ان امكن لانها رغبة بعض الدول الاقليمية وبعض الاحزاب الداخلية والبعثيين والاعراب .. بل وحتى امريكا .. اما البعثيين والاعراب فيطمحون الى نصف العراق سنيا خال من اي شيعي لاحداث توازن طائفي وحتى يكونوا مؤثرين في اي استفتاءات او انتخابات مستقبلية ولايهم كم يقتل من الابرياء الشيعة .. واما امريكا فانها تغض النظر عن هذه المذابح لانها تريد قواعد امنة لها في الشمال العراقي باعتبار ان حتى الرضيع الشيعي هو خطر عليهم لانه موالي لايران حسب زعمهم.. وتعزز هذا الراي لديهم بفضل اعمال وافعال وتصريحات بعض الشيعة الذين استعدوا امريكا علينا دون سبب وجيه.
من الذي يصرف بكل هذا السخاء على شراء شاحنات اسعارها فلكية مع ما تحتوية من متفجرات لتحترق بلحظة وتقتل الشيعة غير دول خليجية مقتدرة والسعودية بالتحديد.. من الذي يسلح مقاومة الانذال هذه غيرهم وكيف تمر شاحنة محملة باربعة اطنان من المتفجرات ولاتكتشفها القوات الكردية التي تسيطر على المنطقة وكيف دخلت الاعداد الهائلة من الارهابيين للعراق لولا بيع بعض سفاراتنا لمئات الالاف من الجوازات لغير العراقيين وهذا شيء لم نقوله نحن بل كشفته السويد والدنمارك وبلغت به اوربا والعالم .. فجاء هؤلاء ليفجروا انفسهم بابرياء الشيعة ومساكينهم.
الاكراد يدافعون عن حقوقهم ومشروعهم المستقبلي دون مواربة او مجاملة لاحد ويحمون مصالحهم بكل الوسائل المتاحة... والسنة كالعادة يقلبون الباطل حق وتسندهم دول اقليمية وفضائيات ومشروع واضح وهو العودة للحكم ثانية بكل الوسائل بضمنها قطع الرؤوس والاختطاف والنحر والمفخخات .. اذن آن للشيعة اليوم والذين يبادون بشكل لم يسبق له مثيل ان يكون لهم مشروعهم الواضح بالدفاع عن مصالحهم واهلهم بكل السبل المتاحة وان لايسكتوا بعد اليوم عن ابادة الشيعة وقتلهم المجاني مجاملة لعيون البرلمانيين الارهابيين او ذوي المناصب العليا منهم .. حتى لو اعلن النفير العام بينهم فعشيرة زوبع اعلنت النفير العام لقتل واحد منها فما بالكم انتم لم تصمتون .. علما بان الجميع وبدون استثناء ياكل ويتنعم بنفط الشيعة باعتبار ان الحقول الاخرى معطلة دوما.
ناهدة التميمي
https://telegram.me/buratha
